دام برس:

قالت المصادر الاستخباراتية والعسكرية الإسرائيلية لموقع دبكا يوم الجمعة 30/8/2013 , إنه قبل بدء الهجوم على سوريا يواجه الرئيس أوباما حالة تشظي لسياساته، هذا على ضوء حقيقة أن مجلس العموم البريطاني أعلن يوم الخميس 29 آب أي قبل فترة وجيزة من منتصف الليل عندما ظهر رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون ليعلن أن بريطانيا لن تشارك في أية عملة عسكرية ضد سوريا، وهو ما يعزز فقط الضغط داخل الرأي العام الأمريكي ولدى قيادة الجيش الأمريكي ضد العملية العسكرية الوشيكة في سوريا.
البيت الأبيض سارع ليعلن أن الولايات المتحدة ستواصل الاستعدادات لمهاجمة سوريا إذا ما استدعى الأمر ذلك وهي ستشن الهجوم بمفردها.
ولكن قبل أي أمر آخر مرتبط بالحرب المستمرة منذ ثلاثة سنوات في سوريا هذه الأقوال ترددت بشكل اضطراري وبشكل مشوش ومرتبك.
السبب أنه إذا كانت الولايات المتحدة ستشن الهجوم على سوريا فإن مثل هذا الهجوم سيكون ضعيفا ومقلصا وسينبري الأسد ليلوح بيديه ويعلن عن انتصاره.

وفي موسكو أيضا سينبري الرئيس فلاديمير بوتين ليرفع يديه هانئا وسعيدا.
أما زعيم إيران علي خامينائي فسيقول لمستشاريه الشخصيين المقربين منه أنه في خلال هذه المرة أيضا تأكدت صحة ادعائه الذي تستند إليه سياسته النووية، وبأن الولايات المتحدة ما هي إلا نمر من ورق.
لكن لا ينبغي أن نستغرب أن الائتلاف الغربي والأطلنطي التقليدي راح يتفكك أمام أعين أوباما، أو بكلمات أخرى القاعدة السياسية التي كان يستند إليها حلف الناتو تنهار.
خلال السنوات الخمسة الأخيرة ومنذ دخول أوباما البيت الأبيض في 2009 قال أنه فعل كل شيء من أجل تحقيق هذا الهدف.
الأحاديث التي لا تنتهي بأن الولايات المتحدة ستغادر الشرق الأوسط وأن وجهتها تتجه إلى آسيا.
الانسحابات الأمريكية غير المنظمة من العراق وأفغانستان وقد تركت خلفها دولا تتضرج بالدم حيث أن الحرب مازالت تدور فيها.

الرفض المتواصل من جانب أوباما لرؤية التعاظم المستمر لقوات القاعدة، والسياسة الأمريكية الفاشلة والتناقضات حيال جماعة الإخوان المسلمين،، والسياسة الأمريكية المليئة بالتناقضات حيال التمرد العربي حيث أن حاكمين عربيين فقط هما معمر القذافي وحسن مبارك قد تم خلعهما وبقي بشار الأسد وحسن نصر الله بدون تأثر.
من جانب آخر نجحت إدارة أوباما في إقناع الرأي العام في الغرب بأن الولايات المتحدة لا ينبغي لها التدخل في الشرق الأوسط، وفي نفس الوقت نجحت في إقناع الرأي العام في الشرق الأوسط بما في ذلك إسرائيل أنه لا يمكن الاعتماد والاستناد على الولايات المتحدة.
هذا التناقض الداخل الذي بناه وأنتجه أوباما بأم يديه  لا يمكن إخفاءه في الخطب والمقالات المعسولة.
الآن مع أو بدون هجوم أمريكي في سوريا سيعتبر شهر آب 2013 في التاريخ الأمريكي والشرق الأوسط على أنه نقطة تحول حيث أن واشنطن لم تفقد فقط مركزها كقوة عظمى في الشرق الأوسط وإنما أيضا في أوروبا.
بعبارة أخرى التحالف الذي حاول أوباما إقامته فشل في بنائه مع الإسلام المعتدل أي الإخوان المسلمين، فقد انهار وبشكل نهائي كما انهار بشكل نهائي الحلف الأطلنطي.
لذا فإن الرئيس أوباما سيأمر في نهاية هذا الأسبوع أو بداية الأسبوع القادم بشن هجوم أمريكي في سوريا، وسيكون هذا خاتمة مؤلمة للوجود الأمريكي في المنطقة في هذه المرحلة من التاريخ.
ولما كان واضحا أن أحدا ما في واشنطن أوضح لأوباما بأنه إذا لم يتحرك ضد سوريا فإن مركز الولايات المتحدة كدولة عظمى سيتضرر بشكل فادح وأنه يجر إلى عملية عسكرية في سوريا مرغما على ذلك.
وحتى إذا نجحت هذه العملية فإن ذلك لن يؤد إلى تغيير الواقع، العالم والولايات المتحدة يقفان ويتمعنان ولكن في حالة من الذهول كيف أن رئيسا واحدا نجح وخلال فترة وجيزة أن يسحق مركز الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وأوروبا وفي آن واحد.
وبالإضافة إلى ذلك وكونه شخصية ضعيفة فإن رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون والذي أصبحت استقالته أقرب من أي وقت مضى هو أول ضحية غربية إضافة إلى مجموعة من الشخصيات الشرق أوسطية التي حاولت الاصطفاف إلى جانب سياسة أوباما ومواءمة مصالحها الوطنية وسياستها مع سياسة أوباما.
رئيس الحكومة الإسرائيلية بينامين نتنياهو يدعي طوال الوقت أنه يدير سياسة مسؤولة وموزونة بعد إخفاقاته الكبيرة حول الملف النووي الإيراني وحزب الله.
ينبغي أن نأمل فقط  أن يكون أن يرى ويفهم بعد أحداث ليلة 29 آب الفرصة التي واتت خامينائي والأسد ونصر الله لتنفيذ التهديدات التي رددوها خلال الأيام الأخيرة ضد إسرائيل.
حتى الآن سياسته السورية المرتبطة ارتباطا وطيدا بسياسة أوباما لم تبرهن على ذلك.
الراصد مركز شتات الاستخباري