دام برس- اللاذقية -تغريد سامي يازجي :
في مديرية الثقافة في اللاذقية  - دار الأسد للثقافة – كانت محاضرة البروفيسور الدكتور عبد الرحمن إبراهيم بعنوان اضاءات نفسية على أزمة وطن..., وكانت المحاضرة تلخص الأسئلة التالية, ماذا يجري في سوريا ؟ وما القاسم المشترك بين الفيس بوك وإسرائيل والثورات العربية وقنوات الإعلام العربية كالجزيرة ؟
ومن يتخفى وراء الفيس بوك ؟ ولماذا أسسوا الفيس بوك ؟ ولم تم تحريك الشارع العربي ؟ هل سوريا تعيش في أزمة أم أنها ساحة المعركة للحرب العالمية الثالثة ؟
ركز الدكتور إبراهيم في محاضرته على الجرائم بحق الشعب السوري في مطلع عام 2011 إلى الآن , وأفاد أن تطور التكنولوجية الرقمية المتمثلة بالفيسبوك وقنوات الإعلام والفضائية زادت قدرة الإنسان على ارتكاب جرائم عنيفة , وتم التركيز على رئيس الفيسبوك مارك اليوت زسكر برج في إحدى مقابلاته على إحدى المحطات الغربية وكان حدثا مهما في خلع جاكيته أمام الجمهور وأمام كاميرات التلفزيون  ليروا ماذا يخفي فيها وتم عرضه على الشاشات وكان يوجد رمز سري يشبه رمز دافنشي الذي يختصر مهمات الفيس بوك وهو عبارة عن رمز للمنورين .
وذكر أن من يتخفى وراء الفيس بوك فردي مؤسس Accel  الذي قدم 12.700.000 لحلفائه , ومدير شركة Accel جميس براير وهو المسؤول في شركة NVCA وهي الشركة التي أسسها جيلمان لوي وهو مسؤول شركة INTEL  التي أسستها الــ CIA  .
وأكد الدكتور إبراهيم على أهمية الرقم 13 والذي يعتبره أو المنورين انه رقم مقدس وأرادوا في تأسيس الفيس بوك إنشاء فوضى خلاقة وتقسيم الدول العربية إلى دويلات عبر تحريك العقل العربي الضعيف ووهمه بأنه ثائر , حيث بدأت الثورة في تونس بداية كانون الأول عام 2010 ولا يعلم الثوار العرب أنهم يساهمون بإنشاء دولة إسرائيل الكبرى و يستخدمون الفيس بوك ووسائل إعلام مجندة لخدمة إسرائيل .
وأشار الدكتور إبراهيم بأن تم تحريك الشارع العربي وسعوا إلى إضعاف الجيش المصري وتسليم إخوان المسلمين الوهابية السلطة والتي أنشأت من قبل المخابرات البريطانية , واستخدموا الثوار العرب كأدوات للانتقال إلى إسرائيل الكبرى بقولهم يدا بيد أيها الثوار لانتقال من إسرائيل الصغرى إلى إسرائيل الكبرى .
وتم استحضار تلك المعلومات من مجموعة محاضرات للدكتور عبد الرحمن إبراهيم , وموقع الأستاذ نارام سرجون , والشبكة العربية للعلوم النفسية , وموقع البروفيسور يحيى الرخاوي .
صرح الدكتور إبراهيم أن ما يحدث في سوريا يدعونها المؤامرة الكونية والدول العربية  يسمونها الربيع العربي , وجامعة نبيل العربي تسميها الحرب الأهلية في سوريا , إلا أن الدكتور عبد الرحمن  يجد أن ما يحدث في سوريا مكتوب على بطاقة هويتها الحرب العالمية الثالثة , ومكان ولادتها سوريا وتاريخ ميلادها 15 آذار 2011 , وأكد أن الحروب العالمية تتميز أنها تندلع من دون مقدمات كاملة وعلى غير توقع , تتصارع فيها كتل كبيرة من البلدان المتنافرة بأدوات الصراع المتاحة وتخلق تحالفات عجائبية لتنتهي الحروب العالمية بنتائج عميقة تحمل آثارها وجه قرن كامل ندوبا غائرة على وجه الأرض والناس بل ويتغير لون الأرض ومزاجها كليا .
وأوضح الدكتور إبراهيم  مقارنة مع ما حدث في الحرب العالمية الأولى عندما أطلق الاغتيال غير المتوقع للأرشيدوق فرانز فرديناند ولي عهد النمسا شرارة الحرب , وانزلقت إلى الحرب مجموعة دول كبيرة كانت أساطيلها قبل أيام من ذلك الحدث تتبادل الزيارات الودية , فتصارعت النمسا وروسيا وألمانية وفرنسا واليابان والدولة العثمانية والولايات المتحدة والصين واليونان والبرازيل وايطاليا ورومانيا وبلغاريا والبرتغال وليبيرية ,
وتابع الدكتور لقد كان العالم كله متهيبا من المنازلة في مواجهة شاملة إلى أن احرق البو عزيزي نفسه في تونس ومن المعترف أن كل الديانات تقول إن المنتحر كافر إلا في حالة البو عزيز انقلب الموضوع وأصبح شهيد الربيع العربي في تونس , كان حريقه يشبه رصاصات الشاب الصربي غارفيلو برينسيب في جسد الأرشيدوق ولي عهد النمسا حيث تفجرت الحرب العالمية الأولى من لقاء تلك الرصاصات بذاك الجسد وبدا الربيع العربي أن يشبه بدايات الحرب العالمية ,حيث  شم الروس والصينيون بعد مواجهات ليبيا رائحة تشبه عملية بارباروسا وتنبهوا إلى أن مناطق نفوذهم تتآكل في أسابيع , و أن خطوط التماس القديمة جدا بدأت تتهاوى , وأن الحدود التي تركتها الحرب العالمية الثانية تنتهك بسبب حنين الغرب إلى عهد الاستعمار السابق لتلك الحرب لذا استنفر الروس واستنفر الصينيون لذلك انزلق العالم في الحرب العالمية الثالثة بعد سقوط ليبيا (كما انزلق بعد سقوط بولندا بيد هتلر ) .
وأشار الدكتور ابراهيم أن تسارع الانزلاق بظهور خطط الناتو للاستيلاء على سورية لافتتاح الحملة الإسلامية نحو الجبهة الشرقية حيث الأعداء الكبار إيران وروسيا والصين ,و كانت 13 دولة ضد دول المحور فكانت سوريا تلك الجبهة التي تفصل بين هزيمة الحلفاء القدماء وهزيمة المحور الجديد من ينظر إلى هذا النشاط السياسي المحموم وفي العالم وكم المناقشات والمداولات واللقاءات بين زعماء العالم على مدى عامين ونصف ليستغرب كيف انخرط العالم كله كالمسعور في صراع شرس حتى الموت من أجل الفوز في هذه الحرب .
وأكد الدكتور إبراهيم  أن ما يحدث في سوريا ما هو إلا حرب عالمية ثالثة من خلال ملاحظاته السياسية حيث تحول رئيس فرنسا إلى وزير الداخلية السوري , ورئيس أميركا إلى وزير خارجية الثورة السورية , في حين تحول وزير خارجية بريطانيا إلى محافظ لمدينة درعا , وتبوء القومندان اردوغان منصب وزير الدفاع الشرس , في حين الملك السعودي وزير مالية الثورة , وأمير قطر وزير الإعلام الثورة , واحتل ملك الأردن منصب وزير الخدمات الاجتماعية وشؤون اللاجئين يساعده تيار المستقبل اللبناني عبر موزع الحليب عقاب صقر , وتحول اتحاد علماء المسلمين إلى وزارة الأوقاف السورية للثورة , وتسلم خالد مشعل منصب الاستخبارات . بالطبع كانت إسرائيل هي رئيس الوزراء للثورة السورية  وهي التي تشرف على عمل كل الوزارات الدولية وتنسق بينها .
وتابع الدكتور إبراهيم قوله : شاركت في هذا الصراع 130 دولة ولم يبقى بلد في الدنيا لم يكن له دلو و حبل أو مساهمة حتى لو بخيط في الحرب السورية , وظهور محور روسيا والصين وإيران والهند ودول البريكس مقابل التحالف الغربي مع تركيا والعرب الخليجيين وأميركا وإسرائيل ,وأصبح سيرغي لافروف الناطق باسم رئاسة الجمهورية العربية السورية وشكل احمدي نجاد وفلاديمير بوتين خلية أزمة سورية .
وأشار أن تقنيات وتكنولوجيا المعلومات والتبارز بالأقمار الصناعية بين الروس والاميركان والتواصل والإعلام الالكتروني , وتقنيات الصور وهولييود , وقذائف اليوتيوب وقرارات مجلس الامن والفيتو , هي الأسلحة الرئيسية التي استخدمت في هذه الحرب أول مرة في تاريخ البشرية (بدل الدبابات والسلاح الكيماوي الذي ظهر في الحرب العالمية الأولى ) بغاية تذويب العقول واللعب في الإعلام النفسي والحرب النفسية بدل تذويبها بالحرائق والسلاح الكيماوي وان اكبر خزان اليوتيوب ومحرك غوغل هو المتعلق بالأزمة السورية وما ينشر عنها دون منازع.
وأفاد الدكتور إبراهيم أن مقاييس الحروب العالمية التي تستمر وسطيا أربع سنوات فإن السنتين الأولتين دوما تحدد مصير الخاسر والرابح , بناء على ذلك ظهرت ملامح هزيمة دول المحور في الحرب العالمية الثانية في عام 1942 في ستالينغراد أي بعد قرابة عامين على الحرب وظهرت ملامح المنتصرين في الحرب العالمية الأولى عام 1916 وبدا تحول الحرب الحقيقي عام 1917 أي بعد عامين على الحرب تقريبا, بعد حصيلة عامين ونصف حتى الآن من الحرب العالمية الثالثة  في سوريا التي استهلها الربيع العربي , بدأت ملامح الانتصار تتضح بمقدار ما حققه الحلفاء الغربيون على الأرض السورية بدا محدود بكل المقاييس الواقعية فهناك قطع مبعثرة على الحدود يحاول الغرب التوغل من خلالها , وهناك جزر معزولة صغيرة على ضفاف سورية وضفاف مدنها يشبه سقوطها سقوط بولندة وفرنسا والمجر وغيرها بيد النازيين , والتي لم يغير سقوطها من مصير الحرب لأن لندن وموسكو بقيت يداها عصيتين على  السقوط في الحرب , فالاندفاعية الروسية الصينية الإيرانية القوية إلى جانب الحليف السوري في الحرب العالمية الثالثة قد ثبتت الجغرافيا وثقبت خطوط وهجوم الغرب والحلفاء , وبدأت خطوط التماس تتحدث عن حلول سلمية واستحالة الحلول العسكرية ولو كانت أحاديث للمراوغة .
تابع قوله إن الحلفاء يراوغون بمناورات لفظية لكسب الوقت على إطالة الحرب ومع ذلك الآن أصبحت قريبة معركة حلب وهي عملية عاصفة في الشمال ومعركة حلب هي التي تقارب معركة النورمندي والجيش لن يخوض معركة حلب إن لم يكن النصر الحاسم فيها 100% لأن أي انكسار عسكري سيعطي دفعا لمشروع التمرد المسلح وآمال جبهة الغرب.
وقد أنجز الجيش استعداداته لتحقيق نصر 100% دون التفريط بالجبهة الجنوبية المتينة جدا , ويقول عسكريون سوريون يشرفون على الإعداد للمعارك بأن معركة باب عمرو ومعركة القصير كانت ترويض وتدريب خفيف , ولم يتم إطلاقها إلا بعد معرفة كل دقائق تموين وقوة ومكامن المسلحين , بالرغم أن العالم كان يتوقع صمود بابا عمرو لأشهر طويلة , أما القصير فكان الخبراء يتوقعون صمودها لسنوات .
وأكد الدكتور إبراهيم إن معركة حلب المنتظرة التي تم الإعداد لها يتوقع أن تشهد أكثر عملية إبادة للمسلحين والدفع بهم نحو الرحم التركي الذي ولدوا منه بالبلدوزر العسكري .. وتتوقع الاستخبارات الغربية العسكرية من رصدها لنوعية الزج والسلاح أن الجيش السوري وبسبب اعتماد خيار (صفر فشل )الذي اعتمده لهجوم حلب ( ردا على معادلة صفر مشاكل ) لداود اوغلو سيظهر لأول مرة استخداما مفرطا للنيران وعدم استعداد لإطالة المعركة في حلب وسيلجأ لتقليل من الاحتكاك المباشر عبر مساحات نارية واسعة , ويقدر عدد المسلحين الذين سيشكلون وقودا يحترق في هذه المعركة بما لا يقل عن 15 ألف قتيل .
وأكد الدكتور إبراهيم  أن في أحداث جوبر بدمشق تم تنظيفها خلال 72 ساعة فقط من جبهة النصرة والجيش الحر ونتاجه 3000 قتيل ,وتمت عملية بانياس دون خسائر بشرية .
وأشار أن هذه الحرب ستكون أشرس معارك الشرق الأوسط بعد معركة العلمين بسبب الدول المنخرطة في فعالياتها استخباراتنا  وماليا وتقنيات الأقمار الصناعية وعسكريا وعدد المقاتلين الذين سيدفع بهم .
وذكر أيضا  أن من يقرأ في حديث الرئيس الأسد إلى صحيفة الصندي تايمز البريطانية  نستنتج أن الرئيس الأسد أصبح يدرك انه تجاوز مرحلة  التردد وأن بين يديه الخرائط الجديدة والألوان الجديدة .. فقد كان الأسد يسخر بهدوء من وزراء الدول الكبرى , ويذرو التراب على قبر الثورة السورية وهيبة الغرب , الرجل الذي أمسك أنفاس العالم وحاول العالم إخافته , قال لوزير دولتين عظيمين إنهما منافقان فوق حدود النفاق ويضيعان وقتهما ,وهي عبارة لا يقولها إلا من يقترب بثقة إلى هدفه وقد بدا لا مباليا بأناقة التواري بالكلام .
وصرح الدكتور إبراهيم أن الحرب العالمية الثالثة وقعت وشارفت على النهاية ونهضت من الحرب قوى جديدة وترنحت قوى قديمة وسلالات ملكية , وكما الحرب العالمية تظهر تحولاتها بعد عامين فإن هذه الحرب أظهرت تحولاتها .
و أفاد الدكتور بعد أن شارفت الحرب العالمية الثالثة على النهاية في سورية , أصبحت  الإدارة الأميركية تتلقى اقتراحات بالاستغناء عن الأسرة المالكة السعودية كليا كحل عاجل لمعالجة النتائج غير المتوقعة في الحرب العالمية الثالثة , ومن هذه التشققات ستتسرب المخططات المناوئة للغرب على الأقل بعدم استقرار السعودية والخليج العربي واهتزاز الدولار وسوق النفط ومنه ارتعاش الاقتصاد الغربي كله المرتبط بالاقتصاد الأمريكي والسقوط المدوي دون حرب نووية كما سقط الاتحاد السوفيتي ,
وأخيرا :
أكد الدكتور عبد الرحمن إبراهيم أن الدول العربية سيصبح فيها تغيير جذري وأهم دولة في التغيير ستكون السعودية. وبدأت تظهر التغييرات بدءا من مصر في الحرب العالمية الثالثة التي وقعت وشارفت على نهايتها ونهضت في هذه الحرب قوى جديدة ترنحت الدول القديمة وفي الأشهر الباقية ستقول الكلام الفاصل الذي انتظره الكثيرون ويخشاه الكثيرون من الثورجيين العرب , نعم الإنزال النورماندي قادم ..ومن هناك .. من حلب ستبدأ نهاية الحرب العالمية الثالثة .