دام برس:
الغريب العجيب في كل العالم العربي ؟ في مصر ، في سوريا ، في العراق ، في تونس ، في ليبيا ، في السودان ، و في الصومال المحسوبة على العرب ، و لاحقاً سيكون في باقي البلاد العربية ويليها بالطبع البلاد الإسلامية ،الهدف الجديد المطلوب هو الصوملة في كل البلاد العربية و التي تتجلى بالتدمير المنهجي المتميز لكلالقيم و انتهاك كل مقومات الحرية و الديمقراطية و الحياة المدنية ، والأمن و الأمان ، رغم الثقافة ، رغم العلوم ، رغم الحضارة ، رغم التدين ، رغم الليبرالية رغم العلمانية ، رغم كل شيء إنساني ، حقوق المواطنة مسلوبة و من غير المقبول أن يتمتع المواطن العربي أين ماكان بالطمأنينة و السلام ، بُدءَ بتنفيذ معادلة الشرق الأوسط الجديدفي كل العالم العربي ، و منذ سنوات ما زلنا ننبه ، فلا العلمانيون قادرون على إقناع الفئات المتدينة بمبادئهم الليبرالية وهم في نفسالوقت أي العلمانيين ليسوا على استعداد لقبول المتدينين في مفهومهم الحضاري و الإنساني و الليبرالي الذي يروجون له ، و حتى لو تمنوا ذلك فهو غير مسموح لهم ، في نفس الوقت المتدينون يكفرون الآخرينو يعتبرونهم خارجين عن الملة ، و لا يمكن التعامل معهم و لا يمكن الوثوق بهم ، و الحل المطلوب هو الاقتتال و الاقتتال فقط و إزهاقالأرواح جسدياً من كلِ جانب ، هذه هي صناعة الحضارة اليوم ، وهذه هي الثقافة الجديدة التي بشرت بها عبقرية شيمون بيرس والتي تلقفها المعارضون و الموالون في كلِ بلدٍ عربي ، في النظرية الجديدة التي ينفذها الحكام و المحكومون ، المطلوب عدم قبول للآخرعلى الإطلاق ، و مقولات الرأي و الرأي الآخر كلها أضغاث أحلام ،إما أبيض أو أسود و لا يوجد منطقة رمادية ، و من يحكم يملك و منيملك يملك كل شيئ الناس و مقدرات الأمة و تاريخها و مستقبلها ،لقد أصبح الماء و الهواء و أشعة الشمس من بركات الحكام و ليستمن عطايا الإله القادر .
كل من يعترض فهو خائن للأمة و للوطن و للتاريخ ، المضحك المبكي ما يجري في كلِ قطرٍ عربي ، فالحكام يتهمون الثوار و المطالبين بحقوق الإنسان بأنهم إرهابيين و خارجون على القانون و عملاء للخارج ، و الثوار يتهمون الحكام بأنهم دكتاتوريون و قمعيون وفاسدون و عملاء للخارج ، و المعادلة القلقة هو ما تمن بهِ علينا الإدارةالأمريكية و الروسية من تصريحات متناقضة و تمتثل لتعليماتها القوى الإقليمية ، وهي مدروسة بالنسبة إليهم ، و الرعاع يستمعونمن هنا و من هناك و يعلقون آمالهم على تلك القوى و يستمرون في مسيرتهم المرسومة و لا أحد يفكر بالنهاية ؟ ماذا نفعل ؟ و لماذا نقتل ؟، و الكل يقتل من أجل الوطن و المقاومة و الحرية و الممانعة و الكرامةو مكافحة الإرهاب و العدالة و وووو ، و القتلى يصنفون شهداء لدىجهة و إرهابيين لدى الجهة الأخرى و العكس صحيح فقتلى الجانب الآخر يصنفون شهداء لدى جهة و يصنفهم الجانب الآخر بأنهم بلطجية و فلول و شبيحة ، و يستمر القتل و القتل المضاد ، و في كلصباح ننعى شهدائنا من هنا و من هناك و في كلِ مساء تتكررالصورة ، و إعلام هؤلاء يصور الانتصارات النوعية ضد أولئك ، وإعلام أولئك يصور الانتصارات النوعية ضد هؤلاء ، و النتيجة لا رابح، و غير مسموح أن يكون هناك رابح ، و الوطن و المواطنون الذين لاحولَ لهم و لا قوة يدفعون ثمن غلواءِ هؤلاء و هؤلاء و جهلهم أوتجاهلهم أو تنفيذهم لما هو مخطط .
تدمير الجيوش العربية يجري على قدمٍ و ساق في كلِ بلد عربي ، والعقيدة القتالية للجيوش تتغير من محاربة العدو الذي يجثم علىالحدود إلى محاربة العدو الداخلي و محاربة الإرهاب ، في العراق البوابة الشرقية لحماية العالم العربي انتهى الجيش إلى قواتشرطية لمكافحة الشغب و التعامل مع العصابات الإرهابية و الحبلعلى الجرار في المستقبل القريب لدى الباقي ، ما لم تحدث الصحوة و يدرك أصحاب القرار في كلِ مكان ، أنه ما هكذا توردُ الإبل .
www.facebook.com/kaffanaa