دام برس:

بدأت ملامح فقدان الهيبة الأميركية تبدو واضحة للعيان في المنطقة، ما اصابها بهسيتريا سياسية، خصوصا بعد دخول  الرئيس الاسد الى داريا ومن ثم يقيم مئدبة افطار بحضور سياسيين ورجال دين واشاد بـ"بوقوف الشعب السوري صفاً واحداً مع القوات المسلحة".  واخيرا كانت صلاة العيد  في منطقة الملكي بدمشق وذهاب وزير الدفاع الى الخالدية بحمص كانت بمثابة رسائل نارية تمحل في طياتها  التحدي تتضمن ان هنالك تكلفة عالية لمن لا يريد فهمها.

ولا يخفى على احد أن الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل هما اللذين عملا بقوة على ترقية الدور السعودي والقطري بالرضا الإسرائيلي وسعة تشابكات مصالحها معها،في مغامراتهما نحو سوريا والعراق ولبنان عن طريق دفع سيل المتطرفين والارهابيين والتكفيريين و جاء كتكليف من الولايات المتحدة ، من دون تحملهما أيَّ كلف،بل على العكس فهم يبيعون الاسلحة والمعلومات ولكن الدبلوماسية الأمريكية حول سوريا تفتقرإلى الخيال والالتزام

بوتين قد أوجد ثغرة بين الرياض وواشنطن. وسوف تكون نتائج المشاحنات الأخيرة بين الولايات المتحدة وروسيا محل تدقيق عن كثب، لا سيما في المملكة العربية السعودية.

فبعد أن اعتقدت امريكا وتحالفها التركي القطري الاسرائيلي أن المشهد السياسي قددان لها، خصوصا بعد المفاجآت التي لم تحسب لها حسابا.. واتخذوا  بيع الوهم مسارا

ومع سقوط فئران الانابيب في الوسط السوري حمص  وفي محيط دمشق وريفها وانكفاء محسوس لتركيا ، والذي من المتوقع أن يتعمق على خلفية عدم ايفاء اسطنبول بوعودها لحزب العمال الكردستاني (PKK)، وهو ما سيطيح تماماً بالدور التركي فيوتخشى عائلة آل سعود أن تصلها رياح التغيير، لذلك، تقوم بتصعيد أعمال العنفوالارهاب في سوريا وفي العراق، كمقاول وحيد وصالح للخطط الامريكية.وساعي بريدوليس خفيا وإن جهاز الاستخبارات السعودي يترك وراءه آثارا ودلائل تدل على مايرتكبه من جرائم أينما ذهب في نفس بندر بن سلطان وأبناء تل أبيب وبيروت .

فإن النيران التي اشتعلت مؤخرا بمنطقة اللاذقية جائت بعد سلسلة من الهزائم الاستراتيجية لغرفة عمليات  تحالف اعداء سوريا وخصوصا ال سعود وبندرهم 

بعد موجة هائلة من النزوح لجبهة النصرة والجيش الحر من المنطقة الوسطى حمص ومحاروها والأحياء الجنوبية للعاصمة القدم والعسالي والحجر الأسود ونهر عيشة، والقابون والمنطقة اضافة الى تنامي الطوفان البشري المسلح لحماية الدولة والمواطن السوري بمحيط جميع الأحياء "والاستنفار الدائم على خط التماس" والتحرك المتصاعد لقوى الجيش الشعبي يحيطه استنفارات خانقة ومتصاعده كل يوم.

أكثر مناطق الاشتباكات سخونة في "حرستا" وباءت كل محاولات رفع الروح المعنوية للمسلحين في الغوطة الشرقية بالفشل، "فحرستا ودوما" وما يتاخمهما تعد في وضعية المحاصرة و صبر كتائب الحر قد ضاق ذرعا وما تأخره في رسائله بهذه الاتجاهات

ويُظهر الضغط الدبلوماسي السعودي عزم الرياض على التعجيل بحسم المعركة بسوريا، والذي تأمل المملكة أن يمثل هزيمة استراتيجية لإيران، غريمها الإقليمي من الناحيتين الدبلوماسية والدينية. كما يعكس ذلك اعتقاد الرياض، الذي يشاركها فيه حلفاؤها العرب في الخليج، وقد اثبتت المعلومات  ان لقاء  الرئيس بوتين بندربن سلطانقد أوجد ثغرة بين الرياض وواشنطن. كان من نتائجها المشاحنات الأخيرة بين الولايات المتحدة وروسيا وستكون محل تدقيق عن كثب، في الشهورالقادمة لا سيما في المملكة العربية السعودية.

بعد أن تنكشف هزالة اللعبة الاستخبارية . سيتبعه انحسارا لنفوذ السعودية وتركياومعهم سقوط أدوات من ارتموا برخص ودونية في حضن دول متهاوية..!

تصريحات أوباما تكشف مدى سقوط هيبة دولة تعتقد أنها لا تزال "سيدةالعالم"..تصريح يكشف سقوطا سياسيا سيكون مدويا بعد أن تستكمل حلقات"الصحوة العالمية" ضدها، وبالتأكيد لن تقف حدود "الصحوة" عن بلد أو منطقة..  ومانشرته صحيفة "لوس أنجلز تايمز" عن تراجع النفوذ الأميريكي وضعفه في المنطقةليس سوى البداية..

وقال كيري. إ بينما تختلف واشنطن وموسكو حول جوانب رئيسية في الأزمة السورية إلا أننا “وبلدينا متفقون على تفادي انهيار المؤسسات والانزلاق إلى الفوضي و أن الحلالنهائي هو حل سياسي من خلال التفاوض.”

وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يوم الجمعة إنه يتعين على الولايات المتحدة وروسيا ايجاد سبل للتغلب على خلافاتهما الحادة والاتفاق على نهج تجاه سورياوغيرها من بؤر التوتر في العالم.

واعتبر الرجل الثاني في وكالة الاستخبارات المركزية سي آي ايه مايكل موريل فيحديث لصحيفة وول ستريت جورنال ان الحرب في سوريا وتفاقمها اكبر تهديد على امن الولايات المتحدة.

وردا على سؤال في حين يستعد لمغادرة الوكالة الجمعة بعد العمل فيها 33 سنة اعتبرموريل سوريا على رأس التهديدات التي تواجهها الولايات المتحدة.

وذكر ان الخطر هو ان يتجاوز النزاع حدود سوريا او ان ينهار النظام السوري وتتحول البلاد الى ملجأ جديد للقاعدة.

كيري أمريكا مؤزومة وبحاجة لإحراز تقدم بشأن سوريا

أقر هذا الإجتماع الذي عقد برعاية تركية وحضور ممثلي السعودية وقطر من شخصيات مايسمى بـ"إئتلاف الدوحة"، مشروع إعداد حرب استنزاف تعتمد إغراق ريف اللاذقية بفوضى التقسيم المذهبي والطائفي، وظهر هذا جليا في تصريحات المدعو "أنس عيروط" الذي دعى إلى فتح ما أسماها بـ"الجبهة الساحلية"، والمدعو "جورج صبرا" الذي رحب بتصريحاته وشدد على ضرورة أن تدار هذه الجبهة بما يلبي إنهاك قدرات الجيش العربي السوري الدفاعية وإسقاط المدينة معنويا.

التكيز على ريف اللاذقية..

اتفق المجتمعون على اختيار ميليشيات الإرهابي "أبو بكر الحسيني القرشي البغدادي" المسماة بـ"دولة العراق والشام الإسلامية" لإدارة هذه المعركة بتحالف يضم ميليشيات إرهابية مسلحة تنتمي لأكثر الفصائل "الجهادية" تطرفا ، كأحرار الشام، كتيبة المهاجرين، صقور الشام، صقور العز، وكتيبة الليبيين" التي يقودها الإرهابي "عبد العزيز السعيد" الملقب بـ"أبو معاذ الليبي"، وحددوا موعدا لتنفيذ الهجوم قبيل ليلة القدر، و "معركة أحفاد أم المؤمنين عائشة"، واللغز " كان معركة تحرير الساحل".

بينت المعركة تخطيطاً سيئاً لإدارة المعركة، فبعد خمسة أيام تكشفت الكثير من الخلافات، كما أن المعركة بدأت على وقع خلافات كثيرة وقطيعة بين العديد من كتائبعلى خلفية مقتل "أبو بصير اللاذقاني" قائد كتيبة المعز بالله على يد "دولة الشام والعراق الإسلامية"، كما ظهرت خلافات إلى العلن بين "الجيش الحر" و"الدولة الإسلامية" والاتهامات المتبادلة بين الطرفين للعمالة للنظام،

وتلفت المصادر إلى تقاعس على الأرض يبين مدى سوء التحضير، فكان هناك تقاعس في إسعاف الجرحى وسحب الجثث، ولعل كثافة النيران من قبل القوات النظامية كانت سبباً في هذا التقاعس، في خدمة الجرحى في المشافي الميدانية والإمداد بالذخيرة للخطوط الأمامية من المستودعات كان ظاهراً وبشدة وكأن هناك من دفع بالمقاتلين للموتعلى يد القوات النظامية.

وحصدت معركة مايسمى "تحرير الساحل" أو "معركة أحفاد أم المؤمنين عائشة" حسباعترافات المسلحين ان حوالي 1500 قتيل سقطوا من عناصر الميلشيات المسلحة

المهاجمون تحت الحصار وفي داخل القفص الكبير

كان لسلاح الجو دورٌ في ضرب كل أرتال وآليات مقاتلي المعارضة الذين حاولواالوصول لمساعدة المسلحين في جبال الساحل. اضافة الى القصف المركزالمكثف  بواسطة المدفعية طويلة المدى وقد حمل البعض منها على الاكتاف على الطريقة الفيتنامية للوصول الى المرتفاعات والاحراش وقصف مكثف من صواريخ الغراد  خصوصا على التلال مما شكل حاجزا ناريا بين الكتائب وقطع التواصل بينهما 

حيث تحركت  القوات الخاصة (وحدة الصيد ) وهم من النخبة النوعية والمسلحة  تسليحا متقدما مدعوما  بواسائل الاستطلاع والترصد والقناصات الحديثة الليلية  التي ظهرت لاول مرة حيث تم اصطياد العديد من قادة  جبهة النصرة والكتائب الاخرىللقاعدة وهذا ضمن خطة القفص  اي اغلاق الكماشة على المسلحين ومن ثم الاستفرادبالقيادات بكل محوركل على حدى

نتائج العمليات التي تقوم بها هذه الوحدة بدأت تظهر تجلياتها على الاعلام”، موضحاًأن ابرز الاهداف التي تم تصفيتها هي “بن لادن سوريا – ابو مالك السعودي”، و “أبوحذيفة التونسي”، وهو امير لمجموعة إرهابية في اللاذقية، و “علي بلّو قائد وحدةإرهابية في ميليشيات الحر، و “ابو قعقاع الشمري” وهو أمير مجموعة لجبهة النصرةفي دير الزور، و الكوماندوز و ابو تميم الادلبي في إدلب، إضافة لقائمة طويلة من هؤلاءالقيادات الارهابية المنشورة اسمائهم على مواقع شبكة الانترنت

الاهتمام الإعلامي الذي نالته معارك ريف اللاذقية من معظم وسائل الإعلام المعارضة والمستقلة قابله إحراز نصر صامت في مدينة أريحا التابعة لمحافظة إدلب. فرق منالجيش السوري استطاعت التقدم على محور أريحا بهدف الالتفاف من الشرق باتجاهريف اللاذقية، وإيقاع المسلحين بين فكي كماشة. خطة من شأنها الإيحاء بنيات الجيش الحاسمة في الربع الاخير من المعركة

وقد ظهرت خلافات كتائب المعارضة المسلحة حيث انسحبت «كتيبة سيف الله المسلول»بحجة نفاد الذخيرة، وعدم وجود مساندة من بقية الكتائب الإسلامية، فيما حمّلتها بقية الكتائب المسؤولية عن الهزائم المتلاحقة أمام الجيش. وعملت الكتائب المعارضة على كيل الاتهامات لأركان من «الائتلاف» تتبع الجيش الحر المعارض

الجيش السوري . يتقدم بشكل تكتيكي، وليس بمجرد التقدم ، بمعنى التقدم والتمركزفي المناطق التي تقدم فيها وتحصينها لمنع عودة المسلحين إليها ثم الانطلاق منها للتقدم إلى مناطق أخرى، 

فغرفة العمليات اعتمد مسبقا خطة امنية – عسكرية الهدف منها تغيير ميزان الحرب في سورية وبحكمة  وخبرة قيادات الجيش قبضوا على مفاصل الخطة . فمعركة اللاذقية فككت الخطة  وكسرت عظم الجماعات المسلحة “المتعددة الجنسيات” ،لان هذة المعركة بالساحل ستحسم معركة حلب عاجلا ام اجلا 

وهنا ظهر الخلاف الروسي – الأميركي الذي كانت تخفيه وتجمله اصول العلاقات الدبلوماسية وقد انفجر، وانقلبت “الحرب باردة” الى حرب ساخنة بين الدولتين العظميين، و ذلك ستكون له تداعياته على مجمل تحركهما حيال كل الملفات الخلافية في المنطقة، بدءً من الأزمة السورية وصولاً الى مصر، وليبيا، وتونس، وما يعرف بدول“الربيع العربي”، إضافة الى العراق، وتركيا، والأردن، وربما “إسرائيل” “المتأهبة”،و”المسألة الكردية”

السعودية في طريقها للا نقسام

السعودية تحاول تدارك الامور قبل المباغتة القادمة فقد  تعيين نائب وزير دفاع للمرة الثالثة خلال 9 أشهر فقط! وتمت حركة التغييرات السريعة والمتلاحقة في التعيين والإعفاء في المناصب الحساسة في اجهزة ووزارات النظام, تعيش العائلة السعودية الحاكمة في توترا وقلقا كبيرين ، سببه الصراع على الحكم، وهناك سيناريوهات عديدة تتناول الطريق الاسلم لتفادي صراعا دمويا بين أبناء العائلة.

أن السعودية على وشك الدخول في مرحلة مهمة من مراحل تاريخ العائلة الحاكمة، وعملية التغيير في السعودية سوف تشمل كرسي الملك وكرسي ولي العهد،

علما ان الملك السعودي قد عين فهد بن عبد الله قبل أقل من ثلاثة أشهر بمنصب مساعدوزير الدفاع بدلا من خالد بن سلطان الشقيق الأكبر لمساعد وزير الدفاع الحالي سلمانبن سلطان. يذكر أن سلمان وخالد هما شقيقان لبندر بن سلطان بن عبد العزيز رئيسجهاز الاستخبارات السعودي. وهذا تهيئة  لسلخ بندربن سلطان عن موقعة

حيث يتربص بة خصومة من العائلة الحاكمة وهو الان في اللحظة الحرجة وارتبط موقعة ومستقبلة في معركة الساحل  السوري والتي كانت  ترضية   للولايات المتحدة القلقة على مصيرة وعلى وضع العائلة الحاكمة في الرياض ويبدوا ان السعودية ستدفع فاتورة غالية في المرحلة القادمة وهي مليئة بالمفاجئات بعد فشل  مخططاتها في المنطقة وخصوصا في سوريا  جردة الحساب قادمة

اعداد العميد فايز منصور