Logo Dampress

آخر تحديث : الأحد 28 نيسان 2024   الساعة 23:47:43
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
قادة فلسطين خلت حلم الفلسطيني .. فنكوش ! بقلم : امل مصطفى السعيد
دام برس : دام برس | قادة فلسطين خلت حلم الفلسطيني .. فنكوش ! بقلم : امل مصطفى السعيد

دام برس:

يا الهي كم هو مسكين الشعب الفلسطيني، منذ ان ضاع وطنه وسلب وخطف منه عينك عينك، في وضح النهار، وعلى عينك يا تاجر وهو يعاني الامرين من الافاقين والتجار وامراء الحروب والنصابين والقوادين والقادة الفاسدين، او "الفشلة" اذا كنا عاوزين نتساهل ونبسط الامور وما نعقدهاش من اول الحكاية، باعوه برخيص اولاد الايه......

سلبوا ارضه وبيته وكرومه وماله، ولما شمر عن ذراعه وحمل سلاحه البسيط على ما قسم يعني، احيانا كان يبيع ذهبات "ام العيال" او يدفع اللي فوقه واللي تحته وتحويشة العمر علشان يشتري خرطوشة يدافع فيها عن نفسه وماله وبيتيه وعرضه، ولما هب للدفاع عن وطنه دقت الجيوش العربية على صدرها وقالت له بكل بجاحة وسفالة: "لا يا عم انت خليك نايم في العسل، ارتاح واحنا حنرجعلك ارضك، ولا يهمك، باطلللللل، خليها علينا وتوكل على واحد احد"، صدق المسكين اللعبة والخديعة، حرموه حتى انه ياخذ حاجياته على امل العودة، خلال ساعات، او ايام فاذا بالحكاية بتطول، وتطول، وتطول...! واذا بالساعات تصبح سنوات، وعقود، ويمكن قرون لا سمح الله، وهذا اول مقلب وخازوق عربي، فلسطيني، دولي، يعني خازوق كوكتيل

طبعا قبل هذا المقلب، كان في مقالب تانية غير شكل، كانت العائلات الفلسطينية النافذة المتصارعة بينها على الحكم والوجاهة والزعامة والمتسلطة تبيع وتشتري في القضية والذمم بينما الضحية كانت القضية والشعب والوطن، شعب مسكين من يومه وهو ضحية للافاقين والنصابين، ما شافش يوم حلو يحكي عنه، ما شافش فيلم "يوم حلو، يوم مر"، فيلمه كان بعنوان "كل الايام مرة علقم"، يلا، ربنا يجازي اللي كان السبب

حاول هذا الشعب النهوض وخلع شوكه "بايديه" لوحده، انشا منظمة التحرير الفلسطينية، لكن خبث ووساخة الدول العربية – اقصد الحكام وليس الشعوب – لم تترك هذا الشعب يشق طريقه في تحرير وطنه واستعادة حقوقه، حاولوا بكل الطريق شلها وتمزيقها واختراقها، وللاسف، ووجدوا من بين هذا الشعب من يقبل ان يكون خادما، وماجورا وعميلا لهذا النظام او ذاك برتبة زعيم سياسي!، فتحولت المنظمة لسوبرماركت، مدجنة، مزرعة فراخ، كل يوم فصيل شكل، وجناح شكل، ومنظمة شكل، كل واحدة من الفصائل انشق عنها فصيل اخر، وهكذا دواليك..

باختصار صارت الحكاية مدجنة، ومسخرة، 100 اصبع صار يلعب في المنظمة، احيانا الفصيل لا يتجاوز عدد افراده عن ركاب "بيجو استيشن" من بتوع مواقف "عبود" عندنا في القاهرة، راسمال الفصيل لوحة يعلقها على اي مكتب ولا غرفة "كحيانة" بمخيم فلسطيني في الاردن او سوريا او لبنان، وزغرتي "يا ام علي" جالنا فصيل، صار عندنا فصيل فلسطيني! لكن مع كل ده كانت فتح هي الاكبر، هي الاقوى، هي الاكتر عددا، وعدة، ومالا، وتمويلا، وكان الختيار – ابو عمار – بايده الحنفية، هو الامر، الناهي، المسيطر على كل خيوط اللعبة، اجاد لعبة "التكتكة" بكل جدارة، اجبرته الظروف وتناقضات الدول العربية والمتغيرات الدولية على ممارسة هذه السياسة "التكتيكية" حتى اطلق عليه الفنان عبد الله حداد لقب "المتكتجي" في حفلة فرقة العاشقين الفلسطينية بعدن، كان ابو عمار سعيدا باللقب، صفق له طويلا، وضحك له طويلا وطويلا..سياسة "التكتكة" العرفاتية لم تكن بالطبع لتروق لبعض الزعماء العرب كالملك حسين الذي كان يقول "اتمنى من ابو عمار ان لا يغير كلامه الذي تحدث به الصباح في عمان مساء في الكويت"! لكن "الختيار" لم يكن باستطاعته تغيير نهج "التكتكة" لانه هو السبيل الوحيد للبقاء، - صراع الجبابرة يعني – او مواجهة الاعاصير والمحن والتدخلات والاصابع الخفية، وغير الخفية المستفيدة من القضية الفلسطينية "امال ايه! مش هي البقرة الحلوب للدول العربية! يعني لو مفيش قضية فلسطينية حيشتغلوا بايه، حيتاجروا بايه!! حيعملوا مؤتمرات قمة ليه! والله يا اخوانا بعض العرب والفلسطينيين كاوا مستفيدين من بقاء الاحتلال اكثر من الاسرائيليين!! بقولكوا ايه، خلوها على الله... تضل بالقلب وتجرح، ولا تطلعش بره وتفضح!! انا والله عارفة انه كتيرين دلوقت بيقولوا لا والنبي خليها تطلع وتفضح، كفاية، قرفنا....، ما تخافوش يا اخوانا ما تستعجلوش كله باوانه.... كله جاي 

جزء من سياسة التتكتة اياها بتاعت "الختيار" كانت رفع البندقية بايد، والتلويح بالايد التانية بغصن الزيتون، مش كده حكى ابو عمار في الامم المتحدة لما قال للعالم والنبي يا اخوانا، استحلفكم بالله ما تخلوش الغصن الاخضر بتاع الزيتون يسقط من ايدي، كان حقيقي الراجل شغال على موالين، كانت القيادة الفلسطينية بتسعى وبتحفر في الصخرعلشان تدخل ميمعة السلام والمفاوضات، ده مش سر يا اخوانا لانه ده باعتراف القيادات الفلسطينية بعد اوسلو، الكل كشف عن اوراقه وجولاته وبطولاته الخارقة في هذا المجال، وصارت يا اخوانا الخيانة مسالة وجهة نظر، يعني فيها اثر من احتمال، متل احتمالات من سيربح المليون، اكثر من راي، واكثر من وجهة نظر، وضاعت الطاسة مرة تانية ودخل الفلسطيني في دوامة المفاوضات، اوهموه ان اوسلو سيجلب له السمن والعسل، والمن والسلوى

راحت يا اخوانا حماس داخلة على الخط مباشرة، بدون "احم" ولا استئذان، وبدت حركة مزايدة وسخة على القضية، احنا بتوع المقاومة، لا تفريط، لا تنازل، وبدت من عندها تعطي صكوك العفران والحرمان، وهات يا تكفير، صار لمشايخ حماس سوق، من الاسطل، لابوراس، يعني وباختصار اعادت حماس القضية الفلسطينية للقرون الوسطى ليس لان الشعار خاطيء، وانما لان هدفها لم يكن خالصا لوجه الله، كان من باب المزايدة والاختلاف مع فتح، يعني لعبة تناقضات، ومزايدات لا اكثر ولا اقل ولعب على وتر المقاومة الذي يحن اليه الفلسطيني بطبعه اكثر من المفاوضات والسلام الكاذب خاصة بعدما ذاق ويلات اوسلو، وما ادراك ما اوسلو !!! وهنا وجد صبية حماس سوقا لهم في مزاد المؤتمرات الصحفية في اطلاق صفات التخوين وتوتير الاجواء وتسميمها بتصريحات جوفاء رعناء مجنونة ووقحة وكاذبة....

شعارات حماس البراقة لاقت قبول الشباب وخاصة الملتزم، واستطاعت حماس ان تجيد وان تدير اللعبة بجدارة، وبوقاحة، لكنه سرعان ما اكتشف دورها وتناقضاتها بفعل سياساتها وخاصة في غزة بعد "الحسم حماسيا، الانقلاب فتحاويا" حيث برزت انيابها البشعة وبالذات في ملف حقوق الانسان والتنكيل بالانسان الفلسطيني حتى صل الامر بامراة فلسطينية معذبة ان تجمع نفايات سوق فراس من الخضروات والفواكه وبقر احشاء "الفراخ" الميت لاطعام الابناء وسد افواههم الفاغرة من الجوع بينما كتائب القسام والحمساويين يجوبون غرة طولا وعرضا "يشفطون" بسيارات الجيب والبي ام5 و 6 الفاخرة!!

في المحصلة صار المشهد امام الفلسطيني سريالي، لوحة ملخبطة، اي سريالي!!! ده مشهد دادائي والله – نسبة لمذهب فني تشكيلي عبثي - مش عارف فين الصح؟ وفين الغلط؟ تايهين في السكة! في الزحمة، لا شيء تحقق، النصر لم ياتي، اعادته قياداته الفاشلة لعصر "وابور الكاز" في غزة، اعادته للوراء 100 سنة، كل القيادات، وكل الفصائل، لا استنثي احدا، الفتحاوية والحمساوية، والزفتية كمان! كلهم اوغلوا في قتل القضية وتصفيتها، و"تهميش" و"تهشيم" الفلسطيني!!

المهم وباختصار، ضاع الفلسطيني واصبح حلمه سراب بين تيارين رقصا على جراحه، تماما  متل اللي رقصت على بير السلم، لا اللى فوق سمعوها، ولا اللى تحت شافوها، حلم "فنكوشي" ضاع كالسراب، تلاشى، لانه لم يكن له وجود خالص، مش قلتلكو يا اخوانا حلم "فنكوشي"، بح يعني ....

امل مصطفى السعيد

كاتبة استراتيجية – مصر
 

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  0000-00-00 00:00:00   شكر خاص
أشكر الأخت أمل السعيد على هذه الطريقة الاستخفافية المعبرة بتناول الموضوع وأنتم الاخوة المصيين معروف عنكم الهضامة وخفة الدم بمعالجة الأمور .فعلاً أعطيت الموضوع حقه وقيمتي المسؤولين خير تقيييم.
م.محمد  
  0000-00-00 00:00:00   _
كل من يفاوض على الدم الفلسطيني هو عدو لكل فلسطيني
مها احمد  
  0000-00-00 00:00:00   ؟
ادعوا من المخلصين للقضية الفلسطينيةمن كافة الفصائل العمل على ضرورة انهاء الانقسام الذي شتت الشعب الفلسطيني
محمد احمد  
  0000-00-00 00:00:00   الشكر على الوصف للمنافقين الكفرة من الأعراب
الشكر على الوصف للمنافقين الكفرة من الأعراب الأنجاس قادة عمى الناس ( عماس= حماس) مشكل وعيبية( مشعل وهنية) عبيد عبد الناتو القرضاوي ....
بانياسي أصيل  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz