دام برس-أحمد صارم :
بعد اغتصابهم لكلمة "ثورة" .. نراهم ينكرون كل معانيها ! ففي قاموس ثوار الناتو في سورية كل شيء مباح ، و تعريف كلمة "ثورة" عندهم يختلف باختلاف البلاد و حكامها ، و نراهم يجندون أنفسهم للدفاع عن ديكتاتوريات دينية كحال الخليج و مصر و يعارضون تظاهرات أنصار الدولة المدنية في كل من مصر و تركيا هذه الأيام التي قد تؤثر نتائجها على الوضع في سورية بشكل مباشر.
فمنذ بداية التظاهرات ضد أردوغان في ساحة تقسيم باسطنبول و بقية المدن ، تحولت مواقع و صفحات المعارضين إلى منصات دفاع عنه و تهجم على معارضيه ، فرأيناهم ينقلون صوره و تصريحاته أمام مناصريه ، و صور بعض من يشربون المشروبات الكحولية أو يتبادلون القبل ضمن المظاهرات المعارضة للإيحاء بأن معارضيه كلهم كذلك ، هذا بالإضافة إلى منشورات حول ديمقراطيته الشديدة و تفريقه للمظاهرات بالماء بدل الرصاص !
أما مرسي فوضعه لم يختلف كثيراً ، فهو الرئيس المؤمن الذي يؤم الصلاة في القصر الجمهوري و يصلي كل جمعة في مسجد مختلف ، و حزبه الإخواني و حلفاؤه السلفيون هم من أكبر الداعمين لما يسمونه "الثورة السورية" التي ترأس مرسي مؤتمراً لدعمها منذ أسبوعين ، هذا عدا عن استضافة مؤتمر شيوخ السلفيين الذين نادوا بالجهاد في سورية و ذلك منذ ثلاث أسابيع ، و بعد بدء التظاهرات ضده منذ يومين صُدمَ المعارضون لحجمها و تم نشر دعوات من قبل ما يسمى رئيس أركان الجيش الحر سليم ادريس حول عدم الانخراط في الأزمة المصرية خصوصاً بعد تردد أنباء عن إصابة 6 سوريين و مقتل أحدهم دفاعاً عن مقر الإخوان المسلمين بالاسكندرية.
و كما تجاهل دعاة الثورة في سورية التظاهرات المليونية في دمشق و حلب و بقية المناطق كرروا تجاهلهم فيما يتعلق بساحة تقسيم و ساحات أنقرة و كذلك ميدان التحرير و شوارع مصر ، فهذه الملايين بالنسبة لهم لا تمثل ثورة و الثائر هو من يربي ذقناً و يأتمر و يتمول من السعودية و قطر !
و لو نظرنا في التفاصيل ، فإن وصول كل من مرسي و أردوغان إلى السلطة كان بنسبة تصويت تقارب 52% عن طريق تجارة الدين بشكل أساسي ، و إن فشل و سقوط مشروع "الإسلام السياسي" يمثل ضربة كبيرة لمن يقاتلون لأجله في سورية ، فالتجربتان المصرية و التركية تحت حكم الأحزاب الإسلامية بالإضافة إلى تجربة حكم الحركات الاسلامية لمناطق في ريف حلب و الرقة تؤكد جميعها على استحالة تطبيقه في سورية كونه أصبح منتهي الصلاحية !