دام برس:
لم يكترث قادة الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة بتحذيرات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أثناء اجتماع الدول الثمانية في أيرلندا الشمالية من أنه إذالم تطفأ النار في سوريا باستخدام منظومات الإطفاء ويقصد مؤتمر السلام الذي جرى الاتفاق بعقده في جنيف مرتين، فإن هذا الحريق ستكون له توابع وستنتشرشراراته التي ستتحول إلى حرائق ليس فقط في دول الجوار وإنما على مستوى المنطقة.
الغرب لم يكتف بتجاهل هذه التحذيرات وفي أكثر من مرة بل راح يحشد كل مواد الاشتعال من أجل تصعيد لهب الصراع في سوريا ليكون قادرا على الانتشار.
بعد المؤتمر مباشرة أعلنت الولايات المتحدة أنها ستمد الحركات المسلحة بالسلاح الفتاك أي منظومات قتالية متطورة وكذلك فرنسا وبريطانيا، وبعد المؤتمر مباشرة انعقد مؤتمر الدوحة لدول ما يسمى بأصدقاء سوريا لا من أجل العمل على إطفاء هذا الحريق بل حشد وتجهيز المزيد من مواد الاشتعال لتصب على الساحة السورية وليتحول الحريق في سوريا إلى حريق إقليمي.
وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الذي كان يصنفه البعض بأنه رجل معتدل فاق في حماسه لتصعيد الأزمة في سوريا بل والدعوة إلى التدخل العسكري وفرض مناطق حظر جوي .
الجمهوري المتغطرس والموغل في يمينيته جون ماكين.
جون ماكين الذي زار المنطقة وخاصة عمان وطالب بالتدخل العسكري يستخدم الأزمة السورية من أجل أغراضه الشخصية فلقد ترشح للرئاسة مرتين وفشل.
ما يحدث في لبنان الآن وعلى الأخص في منطقة صيدا من صدام واسع بين الجيش اللبناني وحركات جهادية منها حركة الشيخ الأسير وجند الشام والفتح الإسلامي ليس مجرد شرارة بل هو حريق يستهدف اندلاع صراع على أساس طائفي وهي الحرب التي تتهدد المنطقة وفق أكثر من تحليل وتقدير.
ما نشرته صحيفة واشنطن بوست بالأمس عن هذه الحرب التي تعد لها السعودية وقطر ودول الخليج الأخرى ومصر وتركيا والأردن بدعم غربي ستكون حربا مدمرة وطويلة وتجهز على إمكانيات وطاقات المنطقة العربية.
وهذا هدف إستراتيجي ليس محصورا وقاصرا على الولايات المتحدة ودول الناتووإنما أيضا على إسرائيل.
وفي الوقت الذي تندلع فيه الاشتباكات في صيدا هذه المدينة المشهود لها بتاريخها النضالي وخاصة أثناء الاجتياح الإسرائيلي 1982 حيث ظلت قلعة صامدة مقاومة تتحول إلى ساحة اقتتال واحتراب بين سكان المدينة وبين اللبنانيين ويورط فيها الجيش اللبناني في معركة ليست معركته، فيفقد أكثر من عشرة جنود إضافة إلىإصابة 40 فردا وما زالت المعركة مستمرة.
فيما يدور الاقتتال في صيدا الذي امتد إلى طرابلس نرى في الجانب الآخر أي لدى العدو الإسرائيلي تصعيد لوتيرة الاستعداد لحرب ضروس يعد لها ضد لبنان مستهدفا حركة المقاومة وكذلك في سوريا، فلقد بدأ هذا اليوم تدريبات ومناورات في الجليل الأعلى وأصبع الجليل من أجل فحص واختبار جاهزية الجبهة الداخلية على مقاومة أية تهديدات في حالة اندلاع حرب وخاصة قدرتها على امتصاص الضربات الصاروخية سواء المنطلقة من لبنان أو من سوريا.
التحليلات العسكرية والأمنية الإسرائيلية في الأيام الأخيرة التي تتدفق على مواقع الانترنت والتواصل الاجتماعي وكذلك على صفحات نشرات متخصصة مثل مجلة إسرائيل ديفنس وموقع والا والقناة الأولى والثانية وإذاعة الجيش الإسرائيلي جالي تساهال تتحدث وبلا لف أو دوران عن أن المعركة ستكون ضد حزب الله هذه المرة وضد سوريا سهلة ولن تكون باهظة الثمن وعلى الأخصب النسبة للخسائر البشرية لأن هناك حروب صغيرة تشن ضد حزب الله وحروب كبيرة تشن في سوريا، وبأن جبهة الجنوب أي قطاع غزة متصدعة نظرا لنشوب خلاف ربما يؤدي إلى صراع بين حركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي بعد أن أقدمت الأجهزة الأمنية لحركة حماس على اعتقال عناصر من الجهاد الإسلامي لأنها اقتربت من مناطق الحدود، وقد زادت هذه الأزمة احتداما بعد إطلاق ثلاثة صواريخ من غزة باتجاه المناطق المحتلة فقام العدو بشن غارات على مناطق ادعى أنها خالية من السكان .
وبالطبع فإن صحيفة واشنطن بوست اعتبرت أن ما تشهده الساحة العراقية من تفجيرات ومفخخات وقتل ودماء هو جزء من هذه الحرب التي يشجع الغرب علىاستمرارها وتصعيدها بتصرفاته وتحركاته ومناوراته على الحدود السورية.
ما يلفت النظر في ما ذكرته واشنطن بوست الإشارة ولأول مرة إلى وجود اتصالات بين نظام مرسي وحركة الإخوان المسلمين ومجلس العلاقات الأمريكية الإسرائيلية الإيباك يستخدمها مرسي وعلى الأخص خيرت الشاطر المعروف بصلاته مع الأوساط الأمريكية من أجل تجميل وجه الإخوان المسلمين ونظامهم في مصر وعدم تخلي الولايات المتحدة عنه.
والمقابل الذي يدفعه الإخوان حسب الصحيفة هو علاقة ممتازة مع إسرائيل وتنسيق أمني واستخباراتي ودور مصري متصاعد في سوريا أعلن عنه جهارا ونهارا من قبل الرئيس المصري محمد مرسي ومستشاريه لأنه استجابة وانحياز واصطفاف إلى جانب قطروالسعودية وتركيا مقابل ثمن مادي.
الناطور للدراسات والابحاث