دام برس:
هاجس “الموت المفاجىء” يهدد استقرار الحكم السعودي، في وقت تشهد فيه مؤسسات الحكم بالسعودية تغييرات واسعة خاصة في الأجهزة الأمنية، حيث انضمت اليها عناصر جديدة لتولي مناصب حساسة بعضها اعلن عنه، والبعض الآخر بقي طي الكتمان داخل اطار العائلة الحاكمة، حيث يتم اقصاء امراء وجلب آخرين الى مؤسسات رسمية.
وذكرت مصادر دبلوماسية اوروبية لـ (المنــار) أن هذه الخطوات هي وقائية تقوم بها العائلة المالكة،بهدف منع اية مفاجآت غير سارة في حال الموت المفاجىء للملك الحالي عبد الله بن عبد العزيز، فالسعوديون ودول الخليج والدول الغربية المتابعة لمايجري في السعودية يتحدثون عن أن مرحلة ما بعد عبد الله بن عبد العزيز لن تكون كمرحلة حكمه، وأن الاحداث التي ستشهدها مؤسسات الحكم السعودي قد تؤدي الى وقوع اقتتال دموي، لذلك، هناك حالة من الاصطفاف والتمحور في صفوف الامراء الطامعين بالحكم منهم، وبعض هذه المحاور يؤثر بشكل كبير على الملكوالقرارات التي يتخذها، وهناك محاور في حالة تنافس مع هذا المحور المؤثر الذي يتزعمه بندر بن سلطان المتطلع الى الحكم والسيطرة عليه، وقد مهد لذلك باحاطةالملك الحالي بالعديد من العناصر التي تنتمي الى محور بندر، ومن بينهم ابناء الملك فيصل والامير نايف بن عبد العزيز، وبالتالي وبدعم من الدوائر الأمنية الامريكيةيعتبر هذا المحور الأوفر حظا في حال غياب الملك الذي يعيش وضعا صحيا صعبا،وسوف يمسك بزمام الامور من وراء الكواليس، بمعنى أن الملك القادم وهو عادة طاعن في السن، سيكون اداة في قبضة محور بندر بن سلطان، الذي سيدفع بعناصر اضافية من محوره الى قمة الهرم السعودي.
وتضيف المصادر أن حالة التخبط التي تعيشها العائلة المالكة في وقت تتعاظم فيه المخاوف من الاخطار الخارجية ، ويتزايد الحديث استنادا الى تقارير سرية عن احتمال تعرض المملكة الى عمليات تفجير ضد مؤسسات الحكم الرسمية والمصالح الدبلوماسية الغربية.
وترى المصادر ذاتها أن السعودية مقبلة على تصارع خطير بين الامراء ،وما يؤكد ذلك ، تلك التقارير و “البروتوكولات” التي تنقلها السفارات الاوروبية في الرياض الى وزارات الخارجية في بلدانها، عن لقاءات ضيقة تعقد بين الدبلوماسيين وبين امراء من الصفين الأول والثاني في العائلة المالكة، حيث يبدي هؤلاء قلقهم وخوفهم أمام الدبلوماسيين الاوروبيين من الصورة السوداء القاتمة لمستقبل السعودية في حال اختفى الملك الحالي.
الغارديان: مملكة «آل سعود» مصنوعة من الرمال والسلام الذي تعيشه وهمياً
وكتبت صحيفة “الغارديان” البريطانية موضوعاً افتتاحيا لها، يتعلق بالسعودية واصفة مملكة آل سعود بأنها مصنوعة من الرمال. وقالت الصحيفة إن الاضطربات التي تجتاح اليوم الشرق الأوسط لا تعتبر أمراً مبالغاً فيه، مضيفة أن “الصدع التاريخي بين المسلمين السنة والشيعة هو وراء الغزو الأمريكي للعراق، واليوم يمتدهذا الصدع من منطقة الشرق الأوسط إلى الخليج العربي.
ورأت الصحيفة أنه “ليس هناك أي دولة أو أي حدود في مأمن من التغيير العنيف”،مشيرة إلى أن السعودية بقيت لغاية الآن في مأمن من هذا التغيير وهي تنعم الآن بواحة من الهدوء، إلا أن السلام الذي يسود مملكة آل سعود قد يكون وهمياً”.
وأضافت الصحيفة “رصدت المملكة العربية السعودية ميزانية ضخمة لبلدها، تقدربحوالي 219 مليار دولار أمريكي للانفاق على الرعاية الاجتماعية والبنية التحتية،أي ما يعادل ضعف حجم خطة الإنقاذ الأصلية المقدمة إلى اليونان.
وأشارت الصحيفة إلى أن الملك عبد الله سيبلغ 90 هذا العام، وقد عين للتو ابنه،الأمير متعب، وزيراً للحرس الوطني وهي واحدة من سلسلة من التدابير الرامية إلى تمهيد الطريق لخلافته. إلا أن الصحيفة تقول إنه من الحماقة الاعتقاد أنه بذلك تمت جنب الأسوأ.
وأوضحت الصحيفة ان علامات التحذير موجودة ليراها الجميع، مضيفةان اثنين من الناشطين البارزين في مجال حقوق الإنسان حكم عليهم بأحكام قاسية وصلت إلى السجن لمدة 10 سنوات بسبب “الفتنة واعطاء معلومات غير دقيقة إلى وسائل الإعلام”.
ونقلت الصحيفة عن الداعية السعودي سلمان العودة قوله “هناك دخان وغبار في الأفق، والكل لديه ما يبرره بشأن ما يكمن وراء ذلك، وإذا كانت الأجهزة الأمنية مصرة على إحكام قبضتها على الأمور فإن ذلك سيزيد الأمر سوءاً وسيزول أي أملفي تحقيق الإصلاح”.
وأضافت الصحيفة ” مملكة آل سعود أبعد من أن تكون متماسكة،فهناك 20 من أبناء الملك عبد الله عزير آل سعود ينتظرون دورهم في الخلافة”، ويعتبر ولي العهد الملك سليمان (77 عاماً) في المرتبة الثانية من توليهذا العرش.