خاص - دام برس- بلال سليطين :

من على بعد أمتار من سفارة العدو الصهيوني منتهك مقدسات المسلمين وسابي أعراضهم، وقف رئيس الإخوان المسلمين محمد مرسي في القاهرة محاطاً بحشد من القطعان الهائجة التي تمارس التبعية بأقصى درجاتها وتثبت ما لاشك فيه أن هناك مشكلة واضحة وجلية في الوعي الجمعي وأن أي حديث عن وعي في ظل هذه التبعية ليس الا نفخ في الهواء.

قطعان مرسي التي هتفت مراراً وتكراراً خلال خطابه الذي هاجم به سورية "لبيك إسلام البطولة"، هي ذاتها تلك التي وقفت متفرجةً على تدنيس المسجد الأقصى قبل أيام بأقدام العدو الصهيوني، وهي ذاتها من صمتت على منع رفع الآذان في مسجد قبة الصخرة، وهي ذاتها التي صمتت وتغاضت عن حصار قطاع غزة الذي يعيش فيه مليون ونصف مليون إنسان جلهم من المسلمين، حصار مازال قائماً حتى الآن، وهي ذاتها التي وقفت متفرجةً على مرسي وهو يبرق لصديقه رئيس كيان العدو ويصفه بأنه عزيزه وصديقه العظيم بل وصفقت له على هذه الرسالة وكأن الإسلام منبعه إسرائيل وقبلته إسرائيل وليس عدوه إسرائيل.

الرئيس الذي يقدم نفسه على أنه زعيم إسلامي صاح خلال خطبته عشرات المرات "لبيك سورية"، وهو الذي لم يلبي فلسطين التي تلاصق حدوده حدودها ولم يرسل قطعانه إليها لكي تقاتل في حين أرسلها إلى سورية متجاهلاً أن الجنة طريقها الأقصى، والجهاد أرضه فلسطين، هذا ما يقوله الدين، وما نقوله نحن عزيزي مرسي لبي فلسطين وأعدك بألا نسخر منك بعد.

كم هو شرف رفيع لصديق بيريز أن يعلن في خطابه عن إغلاق السفارة السورية في القاهرة، في وقت يرفع فيه علم العدو الإسرائيلي وسط القاهرة وتقام له سفارة يخصص لحمايتها آلاف البشر لمنع الاعتداء عليها بينما تترك الكنائس المصرية للحرق والاعتداء، حقاً انه شرف رفيع، انه شرف عبودية أميركا بدل الله فهنيئاً لك ولإخوانك بأميركا، أما نحن فلنا الله الواحد الأحد العزيز القهار القادر عليكم وعلى ربكم الأميركي.

خطاب مرسي جاء بعد أن أعلن سيده الأميركي عن تسليح المجموعات المسلحة في سورية، وقد تضمن خطابه دعوات واضحة وصريحة للجهاد في سورية أطلقها هو وبعد أصحاب اللحى التابعين له، لكن السؤال المهم هل سيرسل هؤلاء أبنائهم للجهاد أم أنه حلال على أبناء غيرهم ومحرم على أبنائهم؟.

أكثر مالفت النظر في خطاب رئيس الإخوان المسلمين أنه وطوال الخطاب لم يفارقه الذباب، حيث حط الذباب عليه بكثافة وبدا واضحاً للجمهور انه لم يفارقه نهائياً، وكأن الذباب أراد أن يرسل للمتلقي رسالةً واضحة أن هذا الذي يتحدث الآن (مرسي) ليس إلا قمامة.

بعد إعلان مرسي الحرب على سورية لابد من استعادة التاريخ قليلاً وتذكر "جول جمال" هذا الفدائي السوري الشجاع وابن مدينة اللاذقية، الذي كان ضابطاً سوريا ًمتدرباً في مصر أثناء العدوان الثلاثي عليها، الشهيد البطل "جول جمال" له قصة للذكرى في استبساله للدفاع عن مصر التي يشارك نظامها اليوم في تدمير سورية، وقصة "جول" هي مسك الختام:

كان "جول جمال" ضابط بحرية حين فتحوا باب التطوع للمشاركة في العمليات الفدائية ضد أساطيل العدوان الثلاثي، فتقدم ابن اللاذقية بطلب للالتحاق لكن الضابط المسؤول رفض ذلك وقال له أنت هنا للتدريب وليس بمقدوري ان ارسلك في مهمة لا عودة منها، فرد عليه "جول" انها الحرب وفي الحرب ينتهي زمن التدريب ويبدأ القتال، وحين رد عليه الضابط المسؤول ليس لدي أي كتاب فيما يتعلق بالضباط السوريين، قال "جول" لم يعد هناك ضباط سوريون وآخرون مصريون كلنا هنا عرب ومعركة مصر هي معركة سورية وكل العرب، وأنا وغيري من الضباط علينا أن نقوم بواجبنا.

وحين قال له الضابط المسؤول "ألا تتريث للمهمة التالية"، أجابه السوري "جول جمال" بشموخ "أفضل أن أعمل فوراُ يا سيدي".