Logo Dampress

آخر تحديث : الأحد 28 نيسان 2024   الساعة 10:15:26
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
الأرمن بين الأمس واليوم...بقلم : آرا سوفاليان

دام برس:

احتجاجات تركيا تتحول إلى مظاهرات ضد الأرمن وأرمينيا...فبحسب صحيفة راديكال التركية فقد شهدت جامعة ديميريل مظاهرة كبيرة رفع خلالها شعارات قاسية تجاه الأرمن ومنها لافتات كتب عليها عبارة: "جبال آرارات ستصبح قبوراً لكم أيها الأرمن"...نعم ولكن:
لو كان الاتراك يستطيعون تحويل اراراد الى قبور للأرمن لفعلوا ذلك منذ امد بعيد لأن الحروب الحديثة لا تعتمد على العدد كما حدث في العام 1915
ما حدث في العام 1915 لن يتكرر ابداً ولا في الأحلام...ففي العام 1915 استغل الاتراك انشغال العالم بالحرب العالمية الأولى واستغلوا طيبة واخلاص الشعب الارمني في ارمينيا الغربية المحتلة الذي ارسل كل شبابه لخدمة العلم استجابة للنفير العام الذي اعلنه الاترك، وهم لم يعرفوا ان اولادهم اقتيدوا الى اماكن منعزلة حيث حفروا قبورهم بأنفسهم ظناً منهم انها خنادق دفاعية وتم قتلهم جميعاً ورميهم في هذه الخنادق...استغل الاتراك كل ذلك ليفعلوا ما فعلوه في العام 1915.
في العام 1915 غدر الاكراد بشركائهم الارمن وسلموا الحكومة قوائم بإسماء كل السياسيين الأرمن المتحالفين مع الاكراد في المطالب العادلة، وكل الذين اخذوا على عاتقهم تخليص هذا الشعب الضطهد من نير العبودية، أما اليوم فالشعب الارمني وفي كل مكان لا يثق بشركاء ولا يثق بأحد.
في العام 1915 تم سوق كل القيادات من مفكرين وسياسيين وقادة احزاب واعضاء مجلس المبعوثان والاطباء والمحامين والادباء والشعراء ورجال الدين من الأرمن الى الموت، وكان هذا الإجراء سهلاً لأنه ليس هناك اسهل من اقتياد المحكوم من قبل الحاكم بسلاسل الذل وخاصة اذا كان هذا المحكوم بين يدي الحاكم هو ووطنه وماله وارضه وكنيسته وبيته وزوجه واولاده وشعبه، أما اليوم فالحال لا يشبه ذاك الحال.
في العام 1915 لم يكن للارمن دولة ولا جيش ولا استقلال، وكانوا شعب تحت الاحتلال مكسور الظهر مقيد المعصمين مستعبد يعمل بأقل من لقمة عيشه ومع ذلك اقتيد وتم ضمه لقوافل الابادة.
في العام 1915 لم يخض الارمن في الحروب العالمية ولم يكن لهم قادة عسكريون عالميون استحقوا اوسمة الشجاعة واوسمة بطل الاتحاد السوفياتي لعشرات المرات وانقذوا موسكو من الدمار المحقق...وأخرجوا المشير فون باولوس كالأرنب من الجحر... ودخلوا بكتائبهم الى برلين وكانوا اول الداخلين، ولولاهم لما كان لموسكو حصة في برلين.
في العام 1915 لم يكن للارمن علماء روعوا دول المحور مجتمعة بإختراع الطائرات النفاثة قبل بريطانيا وفرنسا واميركا والمانيا وايطاليا واليابان، واخترعوا راجمات الصواريخ ليدمروا بواسطتها كل القوات التي حاصرت موسكو وليحولوا المكان الى آتون مستعر يستمد حطبه من جنود الاعداء وسلاحهم وعتادهم، وبنوا في سيبيريا معامل للطائرات والدبابات ومدافع الميدان والناقلات والكمائن واستطاعوا تعويض الفاقد في المعارك مع احتياطي عالٍ جداً.
في العام 1915 لم يكن للأرمن جمهورية يفدونها بأرواحهم، وهي موجودة الآن وفي طور استعادة كل اراضيها المحتلة.
لو كان الاتراك يستطيعون تحويل اراراد الى قبور للأرمن لفعلوا ذلك منذ امد بعيد...ونحن ايضاً لا نريد أن نحول أي مكان إلاّ لواحة من الزهور والمحبة والسلام...نحن نمد يدنا للتصالح...ويمكن أن نسامح ولكن بعد عودة أراضينا وبعد التعويض العادل، نحن لسنا شعب همجي بل شعب حضاري نحب ان تتاح لنا الفرصة لنبني العالم بالطريقة التي نعرفها وبالطريقة التي تعلمناها في مدارسنا وكنائسنا...بالحب بالعلم وبالعمل بدون غش ولا كذب، بالعدل بالتسامح بالرسم بفن العمارة والعمران بالرقص وبالموسيقى وبالغناء وبروح الله على الارض وبتعاليم السيد المسيح وبورود الانسانية وحمائم السلام.
آرا  سوفاليان
كاتب انساني وباحث في الشأن الأرمني
دمشق الاثنين 10  06  2013
arasouvalian@gmail.com
 

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz