دام برس:
نقلت صحيفة "ذي تايمز" البريطانية في تقرير من مراسلها في بيروت نيكولاس بلانفورد اليوم الجمعة عن مقاتلي حزب الله امس وصفهم للقتال الشرس الذي استمر لعدة اسابيع وانتهى بسيطرة الجيش العربي السوري على بلدة القصير انهم كانوا يتقدمون "سنتيمتراً تلو آخر" في شوارع المدينة ذات المباني المتراصة – واعتبرت الصحيفة ذلك النصر بمثابة "نقطة التحول" في الحرب الاهلية السورية. وهنا نص التقرير الذي شارك فيه توم كوغلان:
"اعترف ثوار الائتلاف الوطني السوري بسقوط البلدة الاستراتيجية القريبة من الحدود اللبنانية، واصدروا بيانا مكابراً يتعهد بان "تستمر الثورة في نضالها".
ويعتبر سقوط القصير التي بقيت في ايدي الثوار لاكثر من عام احدث هزيمة ارتدادية في ارض المعارك على مدى الشهرين الماضيين بالنسبة الى القوات المصطفة ضد نظام الاسد. وحتى مساء امس اصبح مصير الاف المدنيين وما يقدربـ1200 جريح في عداد المفقودين.
وظهرت على شاشات التلفزيون السوري القوات المسلحة وهي ترفع علمها فوق برج الساعة المتضرر في الميدان الرئيسي للبلدة. وقال مراسل تلفزيون "المنار" التابع لحزب الله من القصير ان البلدة خضعت لسيطرة قوات النظام صباح الاربعاء.
وكان حزب الله قد ارسل حوالي 1200 مقاتل من قواته الخاصة ليتقدموا عمليةالهجوم على القصير، حسب قول احد قدامى المحاربين ضن مجموعة حزب الله عقب عودته الى لبنان بعد ان شارك في القتال لمدة اسبوع في البلدة.
وقال هذا المحارب من حزب الله، الذي اكتفى بالقول انه يدعى الحاج عباس، ان"القتال بدا كما لو كان يجري في مخيم للاجئين. اذ كانت المباني قريبة من بعضها،ولم نكن نطهرها مترا بعد اخر ولكن سنتيمترا تلو آخر".
وقال انه بينما كانت وحدات من ثلاثة الى خمسة مقاتلين تتقدم في عمق البلدة،وجدت انها تدخل مساكن واقبية ملغومة. وقال الحاج عباس وعلى فمه ابتسامة كئيبة"كانت لدينا شكوك بوجود بعض المتفجرات الخفية على جوانب الطرقات مثيلة للمتفجرات التي دربنا "حماس" على صنعها في غزة. والشيء نفسه ينطبق على الاقبية التي تماثل اسلوب حماس".
كانت معركة القصير تماثل اشد المعارك التي واجهها حزب الله منذ حربه الاخيرةالتي استغرقت شهرا ضد اسرائيل العام 2006. ولم يعلن حزب الله عن عدد القتلىبين قواته، لكن مصادر المعارضة قالت ان ما بين 70 و 110 مقاتلين من الحزب قتلوا.
وقال حاجي عباس "كانت بيئة مختلفة في البداية بالنسبة لنا، اذ لم نكن على معرفة بتضاريسها. المباني مختلفة، والطرقات مختلفة. لكننا جنود تلقينا تدريبا جيدا،وتعلمنا كيف نتأقلم. وهكذا فاننا سرنا على هذا الدرب".
فيما وصف احد نشطاء الثوار الذي امكن الاتصال به عن طريق فيسبوك، الوضعبانه "لم يكن جيدا للغاية، ولكنه لم يكن سيئا للغاية ايضا". على ان ضآلة وصول الذخيرة كانت الكفيلة بادراك ان الوقت آت لا محالة قبل ان تتهاوى دفاعات الثوار.وقال حاجي عباس "حشرناهم في القطاع الشمالي من البلدة، ثم بدأنا نلتقطهم بنيران القناصة".
وقال هادي العبد الله، وهو من سكان البلدة ظهر على فيديو للجيش السوري الحر،ان الوضع بدا ميئوسا منه يوم الاثنين، وقال لاتباعه الـ130 الفا على تغريدة "تويتر"ان القذائف تسقط بنسبة 30 قذيفة في الدقيقة.
وكتب يقول: "كانت اصوات الانفجارات تهز البلدة"، مضيفا ان الثوار تمكنوا مندحر هجوم لحزب الله، ودمروا ثلاث دبابات وقتلوا حوالي 35 مقاتلا من حزب الله.
وجاء الهجوم الاخير في وقت مبكر من صباح امس بتدفق كثير من المدفعية تبعه هجوم قامت به وحدات من حزب الله. وانسلت بقية مقاتلي المعارضة من البلدة عبرممر ضيق
ويطلق سقوط البلدة لمقاتلي حزب الله حرية الحركة للاشتباك في مواقع اخرى. وقالالحاج عباس ان التركيز سينصب الان على حلب.
وفي نفس السياق القي القبض على مهندسين خبيرين في حفر الأنفاق بالقصيرفي ريف حمص ينتمون الى حماس كانا تدربا سابقاً على يد المقاومة في سيناءلحفر الأنفاق