دام برس – متابعة - اياد الجاجة

عندما تقرأ صحيفة “المستقبل” وتشاهد تلفزيونها، وعندما تشاهد قنوات العرعور العربية والجزيرة، تظن أن “جبهة النصرة” سيطرت على القصير وأعلنتها مدينة آمنة، وطردت الجيش السوري منها، وبدأت هجومها على لبنان، وكأن لا أحد يواجها وكأنها المنتصرة في المعركة. ويومياً تطالعنا صحف وقنوات العراعرة بأن هناك “شهيد قائد” لحزب الله في القصير، وعلى ما تقوله هذه الوسائل فإن حزب الله لم يعد لديه قادة ميدانيين يديرون المعارك بعد أن استشهدوا جميعاً، وبحسب هذه الوسائل يبدو أن “جبهة النصرة” قضت على كل عناصر الحزب واستولت على سلاحه ومواقعه.
مضحك أمر هؤلاء فعلاً، حيث نرى في المقلب الاخر تدخل من قبل من يدعم هؤلاء الإرهابيين في لبنان، وحتى أن الأمين العام للأمم المتحدة يتدخل لدى القيادة السورية للسماح بسحب جرحى وجثث الإرهابيين التي فاقت المئات، في مؤشر يؤكد مدى خسائر هؤلاء وهزيمتهم في القصير، حتى أن كل الدنيا تدخلت. مجلس الأمن الدولي بما له من معانٍ وأهمية في المجتمع الدولي تدخل من أجل معركة القصير.
باراك أوباما الذي يظن نفسه إمبراطور أميركا تدخل من أجل هذه المعارك، ولازالت وسائل إعلام العراعرة تتحدث عن انتصارات في القصير، الا يكفيهم كل هذا لمعرفة مدى الهزيمة التي مني بها الإرهابيون في القصير، وأن المدينة أصبحت في قبضت الجيش العربي السوري، وستنتهي خلال أيام قليلة حيث سيتم إعلانها مدينة آمنة.
تؤكد مصادر مطلعة لـ”الخبر برس” أن “المجتمع الدولي يعرف أن معركة القصير غيرت المعادلات، ويعرف ان المسلحين لم يعودوا يستطيعون المواجهة، ومعظمهم يريد الفرار، وأن هناك قتلى وجرحى بالمئات وأن الجيش السوري مسيطر على الارض وستنتهي المعركة خلال ايام”.
وتشير مصادر “الخبر برس” إلى أن “هناك طلبات لدخول الصليب الاحمر وسحب جرحى المسلحين، لكن القيادة السورية رفضت كون أنها فتحت ممراً لهروب المسلحين من المدينة وتسليمها، وليس هناك داعي لدخول الصليب الأحمر لإخراج جرحى المسلحين، حيث بإمكانهم الخروج بطريقة آمنة، وبالتالي لا يمكن أن يدخل احد إلى المدينة المحاصرة إلا بعد إنهاء المعارك وإعلانها مدينة آمنة، لاسيما أن هناك مسعى من قبل البعض بالدخول الى المدينة عبر مسميات إنسانية لإدخال السلاح والغذاء والمسلحين إليها، وهذا ما لن يسمح به الجيش السوري”.
وتضيف المصادر لـ”الخبر برس” أن “هناك من المسلحين السوريين من يريد تسليم نفسه للجيش السوري، أو على الأقل الهروب خارج المدينة، حيث أن هناك مفاوضات جارية من قبل بعض المجموعات من ضباط الجيش، ولكن المسلحون الأجانب وهم الأكثر عداداً وينتمون الى “جبهة النصرة” لازالوا يمنعون السوريين من الهرب ويهددونهم بالقتل والحرق إذا حاولوا الفرار، فلن يقبل هؤلاء تسليم المدينة إلا بعد مقتلهم جميعاً”.
وقد أفادت قناة “المنار” أن الجيش السوري وصل إلى الساحة الرئيسية في القصير بعد سيطرته على مبنى البلدية.

وتشدد المصادر على ان “الكفة اليوم واضحة انها لمصلحة الجيش السوري الذي يسيطر على اكثر من نصف المدينة، دون الانكار ان هناك معارك شرسة مع عناصر “جبهة النصرة” المدربون والمجهزون والمحصنون، ولكن الجيش يستطيع التفوق عليهم دون ادنى شك وهذا واضح للجميع، حيث سيكون النصر حليفه خلال ايام ستعلن خلالها مدينة القصير آمنة لعودة الاهالي اليها”.