دام برس – متابعة اياد الجاجة :
مقاتلو «جبهة النصرة» الأوروبيين يملكون جوازات سفر تمكنهم الدخول إلى الولايات المتحدة الأميركية دون الحاجة لتأشيرة دخول، وهو ما يقلق واشنطن التي تخشى عمليات إرهابية مستقبلا على أراضيها.
لهذه الأسباب، طلبت لجنة الأمن القومي في مجلس النواب الأميركي من أربعة باحثين في مراكز دراسات أن يدلوا بشهاداتهم أمامها حول هذه المسألة.
وقال باراك بارفي، الباحث في «مؤسسة أميركا الجديدة»، في شهادته أمام اللجنة، إن تنظيم «القاعدة» خلق «جبهة النصرة» كواجهة لنشاطه في سوريا، موضحاً أن مؤسس «القاعدة» أسامة بن لادن «أوصى بأن تنشئ المنظمة مجموعات لا تحمل اسمها بسبب الدلالة السلبية المرتبطة به بعد هزيمتها في العراق». ولفت إلى أنه بالرغم من ظهورها الحديث فإن لـ«جبهة النصرة» تاريخاً طويلاً، موضحاً أنها تطورت من الشبكات التي أنشاها أبو مصعب الزرقاوي عندما نقل عملياته من أفغانستان إلى العراق بعد الغزو الأميركي لكابول فأقام خلايا في دول المشرق العربي لتحويل مقاتلين إلى العراق.
وبعد بدء الازمة في سوريا في العام 2011، تم إرسال ما بين 150 إلى 200 شخص من «القاعدة» لإرساء بنية تحتية محلية. وأوضح أن هناك اليوم بين 1500 و5 آلاف مقاتل أكثرهم من السوريين الذين جذبهم فكر «النصرة». وأشار إلى أن شبكات المساعدات الاجتماعية التي تديرها أكثر فاعلية من تلك التي تديرها وحدات «الجيش الحر». ولفت إلى أن «جبهة النصرة» تبقي برنامجها الديني والسياسي مبهماً
وفي حديث الى صحيفة «السفير» اللبنانية ، قال بارفي «مهم جداً للقاعدة أن تكون في سوريا لأنها في قلب العالم العربي ولها حدود مع حليفين أساسيين للولايات المتحدة هما إسرائيل والأردن»، مشيرا إلى أنها تفضّل سوريا عن اليمن "التي تقع في آخر العالم العربي".
وأشار بارفي إلى أنه لا خطر «فورياً» على لبنان من «جبهة النصرة» «وإذا وسعت عملياتها إلى لبنان فسيؤدي ذلك إلى تشتت صفوفها، والى رد فعل من السوريين الذين يريدون أن تبقى ثورتهم محدودة ضمن سوريا». وعبّر عن اعتقاده بأن تمويل «النصرة» يأتي من «القاعدة» في العراق و"من بعض الأشخاص في دول الخليج".
من ناحيته، قال سيث جونز، المدير المشارك في «راند كوربوريشن»، في شهادته أمام اللجنة، إن «القاعدة» في العراق اختارت أبو محمد الجولاني لإدارة العمليات في سوريا أواخر العام 2011. وأشار إلى أن «القاعدة» فضلت في بادئ الأمر ألا تعمم علاقة "النصرة بالقاعدة في العراق، ربما خوفاً من تقويض الدعم في سوريا، ولفت انتباه غير مرغوب به من قبل الولايات المتحدة وغيرها من وكالات الاستخبارات الأجنبية".
وقال جونز إن سوريا مهمة استراتيجياً لـ«القاعدة» لأنها تحد إسرائيل والأردن و"لأن مخابئ الأسلحة التقليدية وغير التقليدية قد تصبح أكثر توافرا".
واعتبر أنه في بداية العام 2013، توترت علاقة «النصرة» بتنظيم «القاعدة» في العراق، ما دفع الجبهة للاقتراب من القيادة العليا في باكستان، مشيراً إلى أنه يبدو أن مسؤولي «النصرة» لم يعجبهم إعلان «القاعدة» في العراق أواخر نيسان الماضي نية دمج التابعين لـ«القاعدة» في العراق وسوريا تحت راية "الدولة الإسلامية في العراق والشام".
وأوضح جونز أنه بتأسيس «جبهة النصرة» فإن مصادر تمويل ومقاتلين ومعدات خاصة بها، باتت مستقلة بشكل متزايد عن «القاعدة» في العراق، وأكد الجولاني ولاءه المباشر للقيادة المركزية في باكستان. وأضاف أن الجبهة تملك أكبر ترسانة أسلحة من كل المجموعات التابعة لـ«القاعدة»، محذراً من أنها قد تقوم بهجمات على الغرب.
وأعرب جونز عن اعتقاده بأن الدول الأوروبية لا تملك معلومات دقيقة عن مواطنيها المتطرفين الذين يذهبون إلى سوريا أو يعودون منها، ولا عن أعدادهم. وقال إن العديد من السفراء الأوروبيين، وخاصة من شمال أوروبا، يأتون إليه ويسألونه إن كان يعرف ماذا يفعلون في سوريا. وأضاف «يسألونني أنا هذا السؤال! إنهم لا يعرفون!». ونصح الولايات المتحدة بالحصول على معلومات استخباراتية في هذا الخصوص من مخبرين «إن كانوا من الأردن أو السعودية أو تركيا أو الإمارات، وهم موجودون على الأرض في سوريا»
وقال طوماس جوسلين، الباحث في «مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات»، في شهادته أمام اللجنة «لا تخطئوا في الأمر. جبهة النصرة هي القاعدة»، مضيفا ان «القاعدة» تحاول أن تقيم ملاذا آمنا يمتد عبر سوريا والعراق. ونصح اللجنة بمحاولة معرفة معلومات عن أبو مصعب السوري. وكان للسوري دور بارز في «القاعدة» وارتبط بعمليات إرهابية في أوروبا قبل أن يتم توقيفه وتسليمه إلى سوريا.
أما روبين سيمكوكس، الباحث في «جمعية هنري جاكسون»، فأشار في شهادته إلى أن «ثمة أدلة على الأهمية المتصاعدة ضمن القاعدة، ليس فقط للاستقلالية المحلية، بل أيضا للمزيد من اللامركزية في البنية القيادية