دام برس:

عادة ، السفراء في العواصم العربية يحظون بعلاقات نخبوية مع البلد المستضيف وعلاقات تقتصر على اجتماعات تشريفية وبروتوكولية أكثر منها تنفيذية. أما صقر الدبلوماسية السورية الدكتور بهجت سليمان ، فقد تخطى هذه القاعدة واضاف الى مسماه من سفير دبلوماسي الى سفير دبلوماسي مناضل لم يحظى بعلاقات نخبوية قط ، بل حظي بعلاقات أخوية وتأيـيـد من غالبية الشعب الأردني العظيم , وبالتالي أرتقى الوضع الدبلوماسي للسفير الدكتور بهجت سليمان الى علو أكثر شموخا ، وأصبح في وضع يعكس تحركا منسجما مع الأزمة التي تمر بها الشقيقة سورية ، ومتناسقآ مع الموقف الوطني للغالبية العظمى من الشعب العربي الأردني الرافضة للمؤامرة العقيمة ضد بلد هي منهم وهم منها.

لقد تشرفت ( في شهر فبراير 2013 م ) بلقاء خاص مع سعادة السفير الدكتور بهجت سليمان بمكتبه بمقر السفارة في عمان ، وبطبيعة الحال كان محور او كل الحديث الذي اشجاني به سعادة السفير حول الأزمة السورية ... وقد استفدت للغاية من تحليلاته ورؤيته المنبثـقة عن نتاج تجربة عميقة في العمل الحكومي داخل سوريا وخارجها , وسعدت بكلماته التي أبداها حول مواقف غالبية المواطنين الأردنـيـيـن المؤيدين لوحدة الدولة السورية ، متفهمآ حجم الضغوط  الهائلة على الدولة الأردنية ، ناهيك عن الحراك السياسي الداخلي ... كل هذه العوامل شرحها الدكتور بهجت سليمان مثمنآ دور الدولة الأردنية في ضبط حدودها البرية ومحاولاتها منع تدفق مسلحين عبر أراضيها.

المفارقة التي أجدها هنا في ما يخصّ السفير الدكتور بهجت سليمان ، أن الأردنـيـيـن لم يشعروا به كسفير مقاوم فحسب ، بل وجدوا به شريكآ وأخآ ورفيقآ في الموقف الوطني العروبي ، فشعروا به ودافعوا عنه بغيابه أكثر من حضوره , فشعرنا به سفيرآ نشميآ بين النشامى الأردنـيـيـن , فلم ألق أي سفير يحظى بتأييد شعبيّ في الدولة المضيفة مثل الدكتور بهجت سليمان ، وجاء هذا التأييد متناغمآ من عدة محاور:

المحور الأول ... في الموقف العروبي الموحد الرافض لتقسيم سوريا  ... فالموقف اليوم ليس حكرآ على السوريـيـن فحسب ، بل لكل عروبي يخشى على أي بلد عربي من التقسيم الوحشي التي تسعى اليه الدول الأوربية وبعض اذنابها في العالم العربي , فكان دوره أسمى من دور أي سفير يسعى لمخطط غربي عدواني ضد أي بلد عروبي.

المحور الثاني ...  يكمن في شخص السفير الدكتور بهجت سليمان حيث شعرنا به كأردنـيـين بأنه قريب للغاية من وجداننا ومن فكرنا , تالله أنني أقول الحق فهو يحظى بحب شعبي أردني كبير , فطبيعة تخصصي بالإعلام يجعلني أستطلع أراء الناس ، فوجدت أراء متطابقة من الغالبية العظمى من الشعب الأردني وكوكبة اخرى من مثقفي واعلاميي بلادي يوافقون الدكتور بهجت في اراءه , وحقيقة وجدت بأن السفير السوري اسم له وقع خاص في القلوب بحجم كبير متجاوزآ بايجابية كبرى حدود العلاقة الدبلوماسية الجامدة في معظم أوقاتها.

فأهلآ وسهلآ بك أيها السفير النشمي بين أهلك وربعك ومحبيك..وحياكم الله في أردن النشامى.. ..فنحن شامكم ..وأنتم أردنـنـا.

* الإعلامي الأردني / فـادي الـذهـبـي

عضو تجمع اعلاميون ومثقفون أردنيون من أجل سورية المقاومة

عضو تجمع القوى القومية الأردنية

عضو اللجنة الشعبية الأردنية لمساندة سوريا

fthahabi@prandmedia.org