Logo Dampress

آخر تحديث : الاثنين 29 نيسان 2024   الساعة 10:35:34
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
جميع الطلاب بخير...بقلم : آرا سوفاليان

دام برس:

صباح الاربعاء 27 02 2013 هدوء تام في جرمانا والحياة طبيعية وصعدت ابنتي الكبيرة الى باص المدرسة وتبعتها ابنتي الصغيرة في باص آخر والوجهة منطقة باب توما والقصاع وفي الظهيرة كانت الاصوات المروعة تهز جرمانا والاتفاق هو ان اذهب الى ساحة الرئيس لأخذ الصغيرة التي تنصرف في الساعة الواحدة بعد الظهر وتصل الى جرمانا في الساعة 1:30 ووقفت في الساحة انتظر والرعب يلف المكان...وفجأة انقطع السير وتوقف حشد السيارات من الوصول الى جرمانا...إتصلت زوجتي وقالت لي: كارني تقول لك ان سائق الباص أخذ طريق آخر ليتجنب القذائف وتقول لك ارجع الى البيت لأنها ستتأخر...قلت لها: انا باقٍ في مكاني حتى تصل...قالت لي هذا ما توقعته...اتصلت بكارني وهي الصغيرة فقالت لي نحن في كشكول فلقد ذهبنا لتوصيل طالبات وتوجد عرقلة رهيبة ولم نعد نستطيع الالتفاف ولا العودة...قلت لها: لا تخافي فالمسألة بمجملها بعض التأخير وإذا شعرت بأي خطر اتصلي بي...ومضت الدقائق بطيئة والناس تدخل ساحة الرئيس سيراً على الاقدام...سألت أحد الداخلين عن السبب فقال لي هناك تفتيش دقيق جداً على الحواجز يشمل داخل السيارات وتحت المقاعد في الميكرويات وداخل الباصات وداخل المستوعبات تحت الباصات والسير معطل ففضلت ان أحضر الى جرمانا سيراً على الاقدام...اتصلت بإبنتي وقلت لها قولي للسائق ان هناك تفتيش دقيق ولا يوجد خطر...بعد قليل علّمت كارني فاتصلت بها فقالت...بابا رأينا قذائف وقعت خلفنا ونحن خائفون...قلت لها ابقي في الباص ولا تتحركي...قالت لي سائق الباص هرب وربما ذهب ليستطلع الأمر قلت لها لا تغادري الباص ابداً...عدت للإتصال فقالت ان سائق الباص عاد وطلب من البنات الذين يسكنون قرب القوس ومدخل جرمانا طلب منهم المغادرة سيراً على الاقدام فنزلوا وذهبوا...قلت لها اذهبي الى آخر الباص وإن اجبرك السائق على النزول فلا تنزلي ومكنيني من التحدث معه...اتصلت بها بعد قليل فقالت السائق جالس في مكانه ينتظر انتهاء العرقلة...وقلت له ان ابي منعني من مغادرة الباص نهائياً وان من واجبك ايصالنا كالمعتاد فأنت الاكبر وأنت المسؤول عنا ونحن لا نعرف ان نعود وحدنا الى جرمانا...قلت لهاً حسناً إن حدث أي شيء غير هذا علّمي لي.
وعدت للإتصال فقالت لي لقد تحرك الباص ودخلنا في حارات لم أرها في حياتي والسائق يجاهد لينفذ في هذه الحارات الضيقة وهي عائدة لمنطقة الكشكول...قلت لها جيد ولكن هذا سيؤدي الى منطقة أخرى غير ساحة الرئيس سأبقى على اتصال...واتصلت زوجتي فشرحت لها الحالة وقلت لها لا يوجد أي خطر ولكن سيكون هنك تأخير قالت لي: أكاد أفقد عقلي...سيقتلني تأنيب الضمير ليتني تركتهم في البيت...تدبر أمرك بحيث تذهب لأخذ ابنتنا الكبيرة أيضاً... قلت لها سأفعل ولكن الوقت ليس في صالحي...وتجاوزت الساعة 2:30 وعلّمت الصغيرة وقالت لي انا نزلت أمام محل هدايا راما وصيدلية نسرين قلت لها تابعي وحدك الى البيت وانتظريني على الباب ان لم يكن معك مفاتيح اركضي الى البيت ولا تتحدثي مع أحد إن استوقفك...واتصلت بوالدتها لطمأنتها وبقيت لي بضع دقائق وصلت بعدها فأخذت الكبيرة ومشينا معاً بإتجاه البيت سألت الكبيرة عن أحوالها فقالت: دوي هائل وطنين مستمر في أذني ورعب دائم في المدرسة والمعلمات قبل الطالبات...واتصلتُ بوالدتها لطمأنتها ...واوصلت الكبيرة الى البيت وتبين لي ان الكبيرة لا تحمل مفاتيح والصغيرة معها مفاتيح...وذهبت لشراء بعض الاشياء وفحصت نبضي فلم اتمكن من العثور عليه!!!...وحركت يداي الاثنتين بما يشبه التمارين السويدية لأكتشف بأن دمي جفّ في عروقي وتيبس تماماً وتابعت طريقي وانا اردد ما قرأته في موقع جرمانا أن جميع الطلاب بخير...صحيح والحمد لله ولكن انا بحاجة لحمّام دافئ لإعادة الدورة الدموية في جسمي الى وضعها السابق ولكن...لا وجود لمادة المازوت والكهرباء مقطوعة...والحمّام لا يعمل على الغاز كما يحدث في السويد... لحظة... مضى شهر منذ تم استنفاذ آخر نقطة في جرة الغاز الاحتياطية العائدة لبيتنا العامر...فأكتفيت بالتمارين السويدية لعل السويد تشفق علينا وتسمح لنا أن نستخدم حماماتها...وبعد الآن لا تزعلوا مني إن قلت " جنة الأولاد بيوتهم"
آرا  سوفاليان
كاتب انساني وباحث في الشأن الارمني
الاربعاء 27  02  2013
arasouvalian@gmail.com
 

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz