Logo Dampress

آخر تحديث : الأحد 28 نيسان 2024   الساعة 01:40:30
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
حرب المصطلحات .. الأكثرية والأقلية .. بقلم: د. بسام أبو عبدالله
دام برس : دام برس | حرب المصطلحات .. الأكثرية والأقلية .. بقلم: د. بسام أبو عبدالله

دام برس:

في متابعتنا للمصطلحات التي كانت وما زالت تروج عبر الأزمة السورية، ومن خلالها، فإن ما يلفت الانتباه أن هناك مصطلحات ذات طابع دستوري سياسي حاول المغرضون أن يستنسخوها ليعطوها بعداً مذهبياً، طائفياً، ويروجوها بين الدهماء فيصدقها هؤلاء ويسيروا خلفها دون أن يدروا أنهم يسيرون إلى المقصلة، وأن هذه الشعارات والمصطلحات ليست إلا فخاً، ومصيدة نصبها لهم أفاقون، ودجالون، مرتبطون بمشروع تدميري وتفتيتي للدولة والمجتمع.
- من هذه المصطلحات، مفهوم (الأكثرية والأقلية)، وهو مفهوم دستوري سياسي يعني الأكثرية السياسية، أو البرلمانية الحاكمة، والأقلية السياسية والبرلمانية المعارضة. وهذا المصطلح معروف في كل دول العالم التي تطبق معايير ديمقراطية.
- ما حدث في المنطقة العربية والإسلامية التي دُرست بعناية من أجل تقسيمها أنه جرى الترويج لهذا المصطلح من قوى، ودول، وفضائيات بيوتها من زجاج، ومع ذلك كانت ترمي الآخرين بحجارتها، وهنا دعونا نسأل بتجرد: ما الأكثرية الحاكمة مثلاً في السعودية، وقطر، والكويت، والبحرين والإمارات؟
- هل هي أكثرية آل سعود، وآل ثاني، وآل الصباح، وآل خليفة، وآل نهيان؟ وهل هذه الأكثرية هي سياسية أم عشائرية أم مذهبية أم عائلية ذات ارتباط بمصالح الرأسمال العالمي، أم ماذا؟
- ثم ما مفهوم الأقلية في هذه المشيخات؟ هل هي الشعب السعودي، والبحريني والكويتي والإماراتي، والقطري أم هي الأقليات المذهبية أم الأقليات السياسية التي لا يسمح لها بممارسة النشاط السياسي؟
- في مناقشة المصطلح تطرح تساؤلات كثيرة، وترصد تناقضات عديدة ففي العراق مثلاً قام الأميركي بكتابة دستور إشكالي للعراق، ترتبت على أساسه أغلبية، وأقلية، وجزء انفصالي، ولا تستطيع أن تفهم هنا كيف جرى التقسيم، فإذا قسمت على أساس الأغلبية الدينية مثلاً فإن الأغلبية إسلامية، وهناك مسيحيون، وأقليات أخرى، وإذا جرى التقسيم على أساس قومي أو إثني فإن الأكثرية عربية، والأقلية كردية، ولهذا فإنه جرى التقسيم داخل الدين الواحد، وداخل القومية الواحدة وداخل المذهب الواحد، والهدف سياسة (فرق تسد) والسيطرة، واستمرار الفتنة، وعوامل التفجير، وإبقاء المجتمع مفتتاً ضعيفاً، غير قادر على تحقيق تنمية مستدامة، على الرغم من أن هذا هو الهدف من أي نظام سياسي أو أي أكثرية وإلا فما الفائدة من أي نظام سياسي قائم أو لاحق؟
- لا يدري المرء عن أي أكثرية وأقلية يتحدث الإسلاميون، ويخطبون بنا صباح مساء، هل هي أكثرية إسلام السعودية (الحنبلي)، أم إسلام المغرب (المالكي) أم إسلام مصر (الحنفي) أم إسلام الإمارات (المالكي) أم إسلام اليمن (الشافعي) والزيدي، أم إسلام إيران (الجعفري الاثنا عشري)؟
- هذا إذا لم نضف لهم إسلام ومذاهب ماليزيا وأفغانستان، وآسيا الوسطى بجمهورياتها وإسلام الصين وروسيا، ومسلمي أوروبا، وأميركا، والباكستان، وليبيا، والجزائر، وتركيا... ومئات ملايين المسلمين من كل حدب وصوب.
- إن الغوص في هذه المسألة معقد، ومضحك أحياناً في ضوء ما أراد البعض أن يروجه لنا عن مصطلح (الأكثرية والأقلية) في سورية، وخاصة أولئك الذين كانوا يطلون علينا عبر شاشات ممولة من أكثرية (آل سعود، وآل ثاني)، وحكومات الآل والمشيخات، وأرادونا أن نعتنق مصطلحاتهم، ومفاهيمهم، وننجر وراءها كالثيران الهائجة دون إدراك وفهم ووعي.
- فعن ماذا يتحدث هؤلاء حينما يشيرون للأكثرية والأقلية، ففي هذا المعنى أكثرية السوريين ترفض أنظمة الخليج ومشيخاته، وقصصهم، ومغامراتهم وأكثرية السوريين تريد وطناً آمناً، متقدماً، مزدهراً، وتريد حريات وترفض تدخل الأجنبي، وتدعم جيشاً قوياً، وتشعر بالاعتزاز بوطنيتها، وهويتها، وانتمائها، وتحارب الفاسدين، والخونة، والعملاء، وتريد مسؤولين يلبون حاجات الناس، ويتواضعون لهم، ويكونون رجال دولة وليسوا موظفين بألقاب كبيرة فارغة.
- أكثرية السوريين تدعم المقاومة، والخط الوطني لبلدها، وتريد نظاماً سياسياً يلبي طموحاتها، ويحقق حاجاتها وترفض أولئك الذين مسحوا الجوخ للأجنبي، وتخاطبوا سراً وعلناً مع الإسرائيلي، ويسمون أنفسهم معارضة وليس عملاء.
- ما يجب أن نلاحظه أن ما جرى في سورية مثلاً كان إلى حد كبير قريب لما جرى في الجزائر فعمليات التقطيع، والتفجير، والقتل كانت تتم بغض النظر عن البعد الذي يحاولون ترويجه في سورية من أنه بعد مذهبي وطائفي، على حين إن الجزائر لم يتم تناول هذا البعد فيها لأنه لا يصلح، أما الجرائم، والأدوات، والأساليب السادية فقد كانت نفسها في البلدين.
- ما أود قوله في هذه العجالة: إن (الأكثرية والأقلية هما مفهومان رُسخا دستورياً ليعطيا بعداً سياسياً، وليس مذهبياً كما أراد تجار السياسة، وأزمات الشعوب، ورواد التقسيم الجديد في المنطقة.
- إن ما يجب أن ندركه أن الصراعات الجارية هي سياسية بالدرجة الأولى، وأن الإسلام يستخدم واجهة للتغطية، والتعمية من أجل السيطرة على الثروات تارة، والجغرافيا تارة أخرى، وإلا فلماذا نجد أن أغلب الدول والأمم في العالم تتجه نحو التوحد على أساس المصالح بينها، على حين إننا نجد الجغرافيا العربية والإسلامية تُقطع، وتقسم بالسكين، ويتصارع الناس فيها على قضايا وملفات وخلافات ليسوا مسؤولين عنها، ولم يُستشاروا بها، فلماذا ندفع نحن ثمن هذا الجدل، دون حق أن نقرر ما الذي نريده لمستقبلنا ولمستقبل أولادنا وأحفادنا؟
دمتم ودامت سورية

*مدير مركز دمشق للدراسات الإستراتيجية

 

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  0000-00-00 00:00:00   سوريا
سوريا أقوى من كل كيدهم وحروبهم وسنثبت لهم هذا قريبا...
باسل  
  0000-00-00 00:00:00   الله ينصر سوريا
الله ينصر سوريا على كل أعدائها ...
وليد  
  0000-00-00 00:00:00   الشعب السوري
الشعب السوري لا يقبل بالفتنه وكل الأبواب مغلقة بوجهها...
وليم  
  0000-00-00 00:00:00   سوريا
سوريا ستكون غير كل البلدان العربية ولن ينجحوا بتفرقة شعبها...
رامز  
  0000-00-00 00:00:00   متى؟؟؟
متى سينسى الوطن العربي التلقي الأعمى لكل ما يأتيه...
خالد  
  0000-00-00 00:00:00   الاسلام
دائما يستخدمون الاسلام لتحقيق مبتغاهم ...وللأسف الشديد هناك من يساعدهم من المسلمين ويعملون على تشويه تعاليم الاسلام لتحقيق مصالحهم الشخصية
فراس  
  0000-00-00 00:00:00   الحروب
كم من الحروب اخترع الغرب لمحاربة شعوبنا بها واستقبلناها نحن بكل ما نملك من سذاجه...
طارق  
  0000-00-00 00:00:00   المصطلحات
دائما تدخل المصطلحات إلى حياتنا ونتلقاها دون محاولة منا لتفسيرها...
زياد  
  0000-00-00 00:00:00   حب الوطن
أهم شيء هو أن نكون أكثرية في حب الوطن وسيكون الوطن بألف خير...
نورا  
  0000-00-00 00:00:00   المناضل الكبير
دمت فخرا لنا أيها المناضل الكبير بسام أبو عبدالله...
زين  
  0000-00-00 00:00:00   الشعب السوري
كل طرف يقول انا الأكثرية وأنا ممثل الشعب السوري...والشعب السوري كلمته واحده ولم ولن تتغير...نحن لا يمثلنا من التجئ إلى الخارج وطلب من الناتو قصف سوريا ودعم الارهابيين وأرسلهم إلى سوريا ومن يتشدق على شاشات الفضائيات بالدفاع عن سوريا وهو بعيد عنها آلاف الكيلو مترات...نحن يمثلنا قائد هزم دول العالم كلها بحكمته ومن يريد ان يعلم إن كنا الأكثرية فلينتظرنا عندما ننزل إلى الساحات
مجد اللحام  
  0000-00-00 00:00:00   شكرا لك
دائما تقدم لنا كل مفيد...شكرا
خليل صوان  
  0000-00-00 00:00:00   الشعب السوري
ما نعرفه أن في سوريا غالبية الشعب السوري لا ترضى الذل والاحتلال لبلدها ولا تقبل الا بالحياة الحرة الكريمة...
سلاف أحمد  
  0000-00-00 00:00:00   الوطن العربي
دائما وطننا العربي معرض لتلقي مصطلحات يتبناها قبل أن يعي ماذا تمثل هذه المصطلحات...
كمال العلي  
  0000-00-00 00:00:00   منذ بداية الأزمة السورية
منذ بداية الأزمة السورية كان يجب لحديث عن هذه المفاهيم من أجل وضع سد منيع في عقول السوريين كي لا تتسرب الفتنه إلى الشعب السوري...
مريانا جمال  
  0000-00-00 00:00:00   هذا هو الحال
دائما يستغلون أي فكرة للتفرقة الطائفية في بلداننا العربية ولم لم يكن للفكرة أي بعد طائفي...
ابراهيم حسن  
  0000-00-00 00:00:00   شكرا
مشكور أستاذنا العظيم على ما قدمت...دائما تقدم لنا كل ما هو مفيد
حنا  
  0000-00-00 00:00:00   انت استاذنا
من اشد المعجبين بك يا استاذي الكريم انت سوري ودمك سوري ودينك سوري ونحن نحترمك جدا وكل الذى تقوله منطق ,,شكرا لك ايها العزيز
سورى مغترب فى امريكا  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz