دام برس- أحمد صارم :
رغم اختيار جورج صبرا كواجهة للمجلس الاسطنبولي ، إلا أنه لا يمثل بأي شكل مسيحيي سورية و ربما لا يمثل عائلته أيضاً ، و لا يمكن وصف شعور الكثير من المسيحيين السوريين و هم يشاهدون الغرب "المسيحي" و هو يدعم المتطرفين الوهابيين سياسياً و عسكرياً و إعلامياً و يتناساهم و يهمل مصيرهم تماماً.
استهداف المسيحيين لا يقف عند حد سورية فقط ، بل تم تهجير أعداد كبيرة من مسيحيي العراق منذ سنوات و في مصر أيضاً يتم استهدافهم من قبل المتطرفين الممسكين بالسلطة و تم مؤخراً تهجير جميع العائلات المسيحية من مدينة رفح المصرية عدا عن إحراق الكنائس في عدة مناطق.
أما في سورية فالوضع لا يختلف كثيراً و إن كان في بدايته ، حيث سمعنا أخباراً كثيرة عن تدمير كنائس (مثل الكنيسة الإنجيلية العربية في حلب) و احتلال و تدمير كنائس أخرى و نهب ممتلكاتها (مطرانية السريان في حمص – في الصورة) و خطف و تعذيب و قتل أفراد مسيحيين مثل الشاب فيليب سليمان الذي تم خطفه من السقيلبية بريف حماة و (شمعون بولص غزاليه) من القحطانية في محافظة الحسكة بالإضافة إلى عشرات الشباب المسيحيين مجهولي الهوية الذين تم منذ أيام إعدامهم ميدانياً من قبل "كتائب المهاجرين" التابعة لتنظيم القاعدة (في الصورة) ، و لم تُعرف هويتهم إلى الآن .
و حتى التهجير لم يسلم منه مسيحيو سورية ، حيث نزح آلاف المسيحيين من سكان مدينة القصير في ريف حمص بعد عمليات قتل و خطف كثيرة تعرضوا لها خصوصاً (آل كاسوحة) الذين ذاقوا الأمرين ، و تنتهي السلسلة بتهديد الإرهابيين منذ يومين باقتحام بلدتي (المسيفرة) و (محردة) التين تقطنهما أغلبية مسيحية و تم نشر التهديد على موقع يوتيوب.
و لا يخفى على أحد سبب كل هذه الجرائم و هو الفكر التفكيري لدعاة ثورة الوهابية ، حيث يعتبرون أن المسيحيين يجب أن يكونوا تحت سلطة "إسلامية" على مقاسهم و أن يدفعوا الجزية لهم و إلا فإن ممتلكات المسيحيين و أموالهم و حتى أرواحهم حلال!
أما بالنسبة لموقف المسيحيين في سورية فليس هناك أوضح منه ، بل من الطبيعي جداً أن يقف كل مستهدف من قبل الثورة الوهابية ضدها ، إلا أن معيار داعمي ثورة الإرهاب هو الوصول إلى السلطة و لو كان ذلك على حساب المسيحيين أو باقي الأقليات.