دام برس

ذات ليلةٍ رأى سيّدنا إبراهيم عليه السلام في المنام أنّه يذبح ولده ثمرة فؤاده إسماعيل، ورؤيا الأنبياء وحيٌ وأراد أن يعرف نبي الله قرار ولده، لم يقصد النبي إبراهيم أن يشاور ولده في تنفيذ أمر الله ولا كان متردّدًا إنّما أراد أن يعرف ما في نفسية ولده تجاه أمر الله، فجاء جواب إسماعيل جواب الولد المحبّ لله أكثر من حبّه للحياة.
اليوم في سورية يتكرر المشهد، مشهد التضحية والفداء، سورية الأم نادت أولادها لتفتدي بهم كرامتها وسيادتها، نادتهم ليزودوا عن حماها فلبوا النداء، كانوا رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، هم الأحياء عند ربهم، اليوم يحج السوريون إلى قبور الشهداء لأن لها قدسيتها فمن أقدس ممن يبذل روحه في سبيل عزة أمته، من أعظم من الشهيد في عطاءه، اليوم السوريون يعيدون تاريخ نبي الله إبراهيم عليه السلام ويفدون وطنهم بفلذات أكبادهم، اليوم في سورية ترفع الصلوات من الجوامع والكنائس ودور العبادة، تدعوا باسم الله الواحد الأحد، اليوم يرفع الدعاء لحفظ سورية وقائدها وشعبها.
مع بزوغ فجر عيد الأضحى يوم التضحية والفداء نسأل الله أن يجعل فيه من الخيرات والفرج عن بلادنا والنصر والتمكين لأمتنا في ثباتها على الحق ومحافظتها على قيم البطولة والفداء والمقاومة لقوى البغي والطغيان لتعود سورية الغالية كما بشرنا رسولنا الكريم فيها الأمن والإيمان والسلامة والإسلام محفوفة بأجنحة ملائكة الرحمن لا يزال فيها عمود الدين ونور الإيمان عبر الزمان إلى يوم القيامة.
في هذا العيد هذه المناسبة المباركة نرفع إلى السيد الرئيس بشار الأسد  آيات التهاني والتبريك مقرونة بأخلص مشاعر الولاء والوفاء لقيادته الحكيمة ومسيرته الرائدة سائلين الله عز وجل أن يعيد هذا العيد المبارك وقد استبشر السوريون بانفراج الأزمة وأزيلت الغمة عن ساحة الوطن ونعم شعبنا بالأمن والأمان والسلامة والاستقرار ونسأل الله أن يسدد خطاه لتبقى سورية شامخة ترفل بثياب العزة والكرامة والمجد كما نسأل العلي القدير أن يحفظه ذخرا لشعبنا وأمتنا وأن يرحم شهداءنا الأبرار مشاعل النور الذين مضوا وهم يدافعون عن أرض الوطن ويحافظون على لحمته الوطنية وثراه الطاهر ووحدة أرضه وشعبه.
في يوم التضحية والفداء ننحني أمام تضحيات حماة الديار وعوائل الشهداء، بتضحيتكم يكبر الوطن وتبقى رايته خفاقة عالية، تبقى حدوده مصانة وسيادته محفوظة، أنتم يا رجال الله أنتم وعد الله وأصحاب جنته أنتم قربان الوفاء ورمز الإباء، في يوم العيد نقول لكم أنكم تكتبون التاريخ بحروف من نور ونار.
إلى كل السوريين الشرفاء والمقاومين الأوفياء والقادة العظماء إلى السيد الرئيس بشار الأسد نقول كل عام وأنتم رمز العطاء كل عام وأنتم الأحرار العظماء، كل عام وانتم بألف خير.