Logo Dampress

آخر تحديث : الثلاثاء 07 أيار 2024   الساعة 02:10:59
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
«القريتين» أبعد من معركة موضعية ...

دام برس :

كتب عمر معربوني في سلاب نيوز .. تقع بلدة القريتين في مكان يشكّل امتدادًا طبيعيًا لمدينة تدمر، إحدى أهم نقاط الربط في الجغرافيا السورية إلى جهة الجنوب الغربي، حيث تبعد عن تدمر حوالي 100 كلم وعن مدينة حمص 60 كلم وعن الطريق الرابط بين حمص ودمشق عند مدينة قارة والنبك 40 كلم، كما تعتبر القريتين رأس سهم للتقدم باتجاه القلمون الشرقي وبالتالي إلى الغوطة الشرقية للعاصمة دمشق. وإضافة إلى الموقع الجغرافي الهّام للقريتين، تسكنها أغلبية مسيحية سريانية يحتفظ داعش بحوالي 300 منهم لديه بعد أن أسرهم، ويتهددهم خطر القتل في أية لحظة خصوصًا أنّ أحد أهم أهداف داعش هو طرد الأقليات بعد أن يقوم بقتل أعداد كبيرة منهم، وهو ما حصل في أكثر من مكان.

وإذا ما تابعنا أسس الاستراتيجيا التي يبني تنظيم داعش عملياته عليها، وهي نظرية الذراعين باعتبار العراق قلب الدولة ومد ذراع باتجاه اليمن وذراع باتجاه بلاد الشام، لوجدنا أنّ المعارك التي يخوضها داعش تقع على خطوط مترابطة سواء في العراق أو في سورية وحتى في لبنان كون تنظيم داعش يملك موطئ قدم له في الأراضي اللبنانية في أجزاء من جرود عرسال وجرود رأس بعلبك والقاع بعمق جغرافي باتجاه الأراضي السورية نحو جرود قارة التي تبعد كما ذكرنا عن القريتين نحو 40 كلم عند نقطة الطريق الرابط بين دمشق وحمص.
وتأتي عمليات داعش في القريتين التي كان لداعش فيها خلايا نائمة بأعداد كبيرة تتمة لعمليات سابقة هدفها المرحلي هو تعزيز مثلث السيطرة الذي تعتبر تدمر رأسه باتجاه الغرب، ودير الزور والرقة قاعدته باتجاه الشرق، وهي قاعدة يمكن توسيعها لتصل إلى الرمادي في حال استطاع داعش التمدد باتجاه القلمون الشرقي وباتجاه خط بغداد دمشق.

عسكريًا، تُعتبر هذه العمليات عملاً استباقيًا بمواجهة عمليات الجيش العربي السوري في محيط تدمر، وهي لا يمكن اعتبارها حتى اللحظة نقاط ارتكاز نهائية لأنها ستواجَه من الجيش العربي السوري بشكل كبير نظرًا للتهديدات الكبيرة التي تشكلها.
على المستوى الموضعي، لا زالت عمليات داعش تعتمد الأسلوب نفسه في اقتحام البلدات والمدن، وهو التزامن بين العمليات الانتحارية وانطلاق الخلايا النائمة إلى أهدافها باستخدام وسائل نقل مختلفة أهمها الدراجات النارية التي استخدمت بالعشرات في الهجوم على القريتين من خارج وداخل المدينة. ومن المؤكد أنّ داعش سيستكمل عملياته باتجاه بلدة مهين والقرى المجاورة لتوسيع بقعة السيطرة لتأمين عاملي الحركة والمناورة وإجبار الجيش العربي السوري على استخدام أكبر عدد من جنوده لتثبيت سيطرته والحد من تقدم داعش.

استراتيجيًا، من الواضح انّ داعش يصر على الوصول إلى حمص عبر اختراق أريافها سواء بمواجهته للجماعات المسلحة الأخرى أو بمواجهته لوحدات الجيش العربي السوري، ولكنّ المرحلة الأولى من هذه العمليات ستكون تعزيز الربط بين مواقع سيطرته الحالية للانطلاق إلى المرحلة اللاحقة، وهي تهديد طريق دمشق حمص الحيوي والاستراتيجي ومحاولة ربط القريتين ومهين مجددًا بالقلمون الغربي عند جرود قارة والجراجير للبدء بتهديد القصير مجددًا من الجهة اللبنانية.

نظريًا، تبدو خطة داعش حالمة بالنظر إلى موازين القوى، إلا أنّ داعش يحاول استثمار الميدان من خلال استخدام عوامل الخلايا النائمة والحرب الإعلامية والنفسية لتحقيق غرضه الرئيسي وهو تحقيق الانهيار في وحدات الجيش العربي السوري، وهو الشكل الأساسي لخطة داعش لهذه المرحلة متأملاً تحقيق تقدم أضافي في المستقبل.
إنّ توزع القوى على الميدان الحالي لا يميل لداعش، رغم تحقيقه إنجازات في السيطرة، لسبب رئيسي أنّ تمدده بما يتجاوز قدرته سيضعه في المأزق ويعرض جنباته للاختراق في أكثر من مكان. وعليه، فإنّ التنظيم سينتظر لفترة ليست بالقصيرة للبدء بعمليات كبيرة وتحديدًا التقدم إلى مدينة حمص والسيطرة عليها، إضافة إلى أنّ داعش يجهد للوصول إلى الشواطئ التي تشكل الشاطئ اللبناني، نقطة الضعف، فيها إذا ما استطاع داعش اجتياز عمليات بناء خلاياه النائمة في شمال لبنان بشكل رئيسي والبقاع اللبناني بشكل فرعي عند الجهة الشمالية للبقاع وهي منطقة محاذية لجرود قارة وقريبة من جرود الجراجير وقارة السورية.
من المؤكد أنّ الجيش العربي السوري سيعمد قريبًا إلى البدء بعمليات واسعة في القلمون الغربي لحسم المعركة هناك بالتعاون مع المقاومة اللبنانية، والتوجه لربط وحداته هناك مع الوحدات التي ستتولى الهجوم المضاد ببعده الشامل.
هذا السيناريو سيكون مجمدًا حتى تحرير الزبداني، وهو موضوع متابع من الجميع، فعلى نتائج معركة الزبداني ستُبنى الكثير من الحسابات للمرحلة القادمة.

الوسوم (Tags)

الجيش   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz