Logo Dampress

آخر تحديث : الخميس 09 أيار 2024   الساعة 13:51:36
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
ريف حلب بين النصر الاستراتيجي والخسائر التكتيكية

دام برس :

كتب عمر معربوني في سلاب نيوز .. إن كنّا سنتكلم عن معركة لوحدها فيمكننا عندها أن نحدد منتصراً ومهزوماً، أما إذا أردنا أن نعرف الى أين تسير الأمور في سورية فيجب علينا مقاربة المشهد الميداني مقاربةً شاملة.

في الأيام الأخيرة، شهد ريف حلب الشمالي معارك طاحنة بين الجيش السوري والجماعات المسلّحة، وكانت وحدات الجيش السوري في هذه المعارك في حالة الهجوم باتجاه بقعةٍ جغرافية لها أهميتها الكبرى من حيث النتائج التي تتركها على أطراف القتال

الذي حصل بتقديري ومن خلال متابعتي لأنماط القتال التي يعتمدها الجيش السوري في عملياته القتالية، هو إرساء خارطة توزع سيطرة جديدة تم تنفيذ أغلب مشاهدها انطلاقاً من نمط الاقتراب المعتمِد على النار والحركة، ما يشبه تنفيذ استطلاع بالقوة لتفادي السقوط في التطويق الكامل للقوة المهاجمة وبنفس الوقت إمكانية سحبها عند المفاجآت غير المتوقعة.

واذا ما راقبنا جيداً حرص الجيش السوري على أسر عناصر من الجماعات المسلحة من خلال الإطباق المفاجئ على مواقع هذه الجماعات، فهذا يعني أنّ الجيش السوري كان يتوقع تطويق بعض وحداته ووقوع بعض جنوده أسرى في يد الجماعات المسلّحة للعمل لاحقاً على إجراء عملية تبادل، وهذا ما حصل فعلاً وبشكل سريع.

الأمر الثاني الملفت للنظر هو تمكن قوة من الجيش السوري من الوصول الى بلدة الزهراء والسير في منطقة تسيطر عليها الجماعات المسلحة واختراق كل الاجراءات الدفاعية، ما سيجعل الجماعات المسلّحة مجبرة على نشر المزيد من عناصرها في المناطق الفاصلة بين الزهراء ومناطق تموضع الجيش السوري الحالية.

أما في الموضوع الأول، وهو اقتراب الجيش السوري الى باشكوي وحردتنين، فكان أمراً ضرورياً لتقريب خطوط التماس مع الجماعات المسلّحة وتضييق مساحة الاشتباك، وهذا ما يعتبر قواعد اشتباك جديدة مختلفة عن تلك التي كانت سائدة سابقاً.

العامل الجديد الذي دخل على خط المعارك في ريف حلب الشمالي هو التدخل التركي السريع والمباشر ومن خلال زج مئات المقاتلين، إضافةً الى تقديم الدعم الناري والاستطلاع الالكتروني والجوي وتولي ضباط من المخابرات التركية ووحدات الجيش الاخرى قيادة عمليات الدفاع بمواجهة الجيش السوري.

وإن كان الجيش السوري قد أخفق في إحكام سيطرته على رتيان وتواصل معارك الكر والفر في حردتنين، فهذا لا يعني أنّ الأمر انتهى عند هذه الحدود، وفي شريط سريع لمواقع السيطرة فإنّ الجيش السوري يحكم سيطرته على 46 مزرعة من اصل 48 في مزارع الملّاح، وهي منطقة بغاية الأهمية في أية عملية لاحقة باتجاه الريف الشمالي، إضافةً الى أنّ تحركات الجيش السوري في مناطق السكن الشبابي وقريبًا من بني زيد في أحياء مدينة حلب تشير، بالإضافة الى ما حصل في سيفات وحندرات، أنّ الجيش السوري يتحضر لمعركة شاملة لا يعرف احد توقيتها او ساعة الصفر بشأنها.

واذا ما اختصرنا في توصيف معارك ريف حلب، فإننا وببساطة نصف هذه المعارك بمعارك المعادلات الجديدة التي تصب في اطار منع اقامة منطقة عازلة تسيطر عليها تركيا، وكذلك الوصول الى نقاط الحدود مع تركيا على غرار ما حصل في كسب بريف اللاذقية الشمالي، واذا ما تم هذا الأمر فإننا سنشهد أعلى مستوى من العنف خلال هذه المعارك لما تمثله هذه المناطق من اهمية للجانبين.

ولا ننسى أنّ فك الطوق عن نبل والزهراء سيكون من ضمن هذه الخطة التي من المؤكد أنّ الجيش السوري يعمل عليها وبقوة، لأنّ نبل والزهراء تشكلان عائقًا حقيقيًا لإقامة المنطقة العازلة التركية وعاملاً معنويًا في حال تحريرهما للجيش السوري.

في العام، يجب أن لا ننسى أنّ الجماعات المسلحة تقاتل ومنذ أشهر على أرضٍ كانت قد أحكمت سيطرتها عليها منذ ثلاث سنوات وتخسرها تدريجيًا، وهذا ما يعتبر خسارة استراتيجية ونصرًا تكتيكياً اذا ما استعادت هذه الجماعة بلدة كبلدة رتيان التي هي في الأصل تحت سيطرتها وخسرتها ليومٍ أو يومين بعد سيطرة الجيش السوري المؤقتة عليها.

ختاماً: إنّ ما يحصل في ريف حلب الشمالي هو مرحلة قد تطول بعض الشيء لوجود توازن كبير في موازين القوى العسكرية وعملية شد حبال بين الأطراف الإقليمية والدولية، ولا يمكن توقع أي نتائج في ظل حالة الكر والفر الحاصلة.

الوسوم (Tags)

حلب   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz