Logo Dampress

آخر تحديث : الأحد 05 أيار 2024   الساعة 21:53:09
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
معارك سورية في مرحلة عضّ الأصابع

دام برس :

كتب عمر معربوني في سلاب نيوز .. تميّز الشهر المنصرم فيما يخص المعارك الدائرة في سورية بالكثير من المفصلية لمصلحة الجيش العربي السوري على مستوى التقدم الذي يحرزه الجيش في أكثر من جبهة، وكذلك في حجم التحولات التي ترتبط بالنظرة والمزاج لفئات شعبية ناصرت "الثورة" حيث تنقلب عليها الآن، إضافةً الى بدء متغيرات ملموسة في وجهات نظر الدول والجمعيات والمؤسسات الدولية حول طبيعة الصراع بات أغلبها يصبّ في خانة الميل للدولة السورية، ويتجلى ذلك في حجم الدراسات والأبحاث التي تصدر عن مراكز دراسات حكومية أو خاصة والتي تذهب في توصيفها ما يجري حدوداً غير مسبوقة من الدقة سواء بمقاربة الوقائع أو توقع النتائج.
فعلى سبيل المثال لا الحصر أورد ما قاله الباحث الأميركي نير روزن وهو صحافي وباحث في مركز الحوار الإنساني، وهي منظمة تتولّى التوسط في النزاعات ومركزها جنيف، ويكتسب ما قاله روزن الأهمية كونه جاء كخلاصة للقاءات مع مسؤولين ومحللين أميركيين، إضافةً الى أنّ التقرير تمّ إرساله الى وزارة الخارجية الأميركية ومجلس الأمن القومي الأميركي. وأهم ما جاء في التقرير أنّ روزن قال: حتى بداية الأزمة في سورية لم يكن أحد يعتقد أنّ الدولة السورية هي الأكثر جاذبية ولكنها لم تكن الدولة الأسوأ في المنطقة، هذه الدولة التي كانت تتمتع بأنظمة رعاية تربوية وصحية واجتماعية اذا ما قارنّاها بباقي الدول العربية فستكون الدولة الأكثر تقدمية وعلمانية. كلام روزن كباحث ومتخصص لا يختلف عن كلام البسطاء من السوريين الذين ناصروا "الثورة" وذهبوا حداً متطرفاً في شعاراتهم بلعن روح مؤسس سورية الحديثة الرئيس الراحل حافظ الأسد، هم أنفسهم الآن يتحسرون على نعمة الدولة والأمان التي فقدوها وبات لسان حالهم يقول: "الله لا يوفق اللي كان السبب".
إضافةً الى تغيّر المزاج فإنّ مناطق هامة في جغرافيا الصراع كحلب والغوطة الشرقية ذاهبة الى تحول نوعي وجذري سيكون لانتفاضة الناس الذين ملّوا من ممارسات الجماعات الإرهابية المسلحة، وهو الأمر الذي يتجلى بالتظاهرات التي بدأت تخرج بوجه هذه الجماعات مطالبةً إياها بالرحيل وتسليم المناطق للجيش العربي السوري.
التحرك السلمي للناس ليس الشكل الوحيد للتحرك بل تعداه لتشكيل لواء الشمال في ريف حلب الشمالي لمؤازرة الجيش العربي السوري وكذلك انضمام ابناء عشيرة الشعيطات في دير الزور لوحدات الجيش العربي السوري لمقاتلة داعش. أمر آخر على المستوى الديبلوماسي يكتسب الكثير من الأهمية وهو العودة المرتقبة للكثير من السفارات الى دمشق.
في موازاة ذلك تبدو الكثير من فصائل المعارضة السورية المؤمنة بالحل السلمي مستعدة للدخول في حل سياسي، حيث تم رصد حركة كبيرة لهذه الفصائل باتجاه التوحد على برنامج عمل يمكن أن يشكل لها وثيقة أو برنامجاً لوجهة نظر للانضمام الى حوار موسكو المرتقب.
عسكرياً، وكخبير في الشؤون العسكرية، يُضحكني هذا الهذيان وانفصام الشخصية التي تعيشه الجماعات المسلحة من خلال سلسلة الانتصارات الوهمية التي يُعلن عنها على أنها تحولات استراتيجية فيما هي في الحقيقة جزء من إجراءات القيادة العسكرية السورية التي لن ندخل في تفاصيلها مع طرح عنوانها الرئيسي وهي إن صح التعبير ما يمكن تسميته بـ"فخ الجغرافيا".
فالجيش السوري ومنذ سنة تقريباً يقوم بأعلى نسبة من المناورات والاندفاعات وإعادة الانتشار بحسب كل جبهة واعتباراتها ويتوّج ذلك دائماً بهجمات ناجحة وحاسمة، حيث تغيرت منذ سنة تقريبًا خرائط السيطرة العسكرية في أكثر من جبهة وخصوصاً في حلب والغوطة الشرقية وكذلك التحولات الهامة في دير الزور من الدفاع الى الهجوم في قلب منطقة يسيطر عليها "داعش" بشكل شبه كامل.
ففي حلب وبموازاة التظاهرات الضاغطة على الجماعات المسلحة بات الجيش السوري يمسك بمفاتيح الميدان حيث نستطيع القول انها معركة على وشك الحسم وسترخي بظلالها على الوضع السوري برمته ميدانيًا ومعنوياً. ويبدو ذلك جلياً من خلال التخبط الذي تعيشه الجماعات المسلحة حيث تقوم بفتح معارك في اكثر من جبهة كمحاولة منها لتشتيت قدرة الجيش السوري الذي أنهى مرحلة تثبيت نقاط ارتكازه للانطلاق الى معركة الحسم وهي مسالة مرتبطة بساعة الصفر التي تملك القيادة العسكرية وحدها تحديدها.
في دير الزور استطاعت وحدات الجيش بقيادة العميد عصام زهر الدين أن ترسي معادلات جديدة في سير المعركة ومنها معادلة الرعب مقابل الرعب التي أدت الى فرار المئات من عناصر داعش الذين تعرضوا لأحكام إعدام ميدانية وبالمئات في محاولة من قيادة داعش لتثبيت صفوف جماعاتها.
معركة جوبر التي طالت كثيرًا يبدو اننا ننتظر فيها مفاجأة الإعلان عن تحريرها وهي المعركة التي تميزت بكثرة الانفاق لدرجة كبيرة وشكلت حتى اللحظة العائق الاساسي امام وحدات الجيش. هذه المعركة المحسومة من وجهة النظر العسكرية باتت معركة معنويات أكثر منها معركة عسكرية، فتحرير جوبر من قبل الجيش سيسقط رمزية المكان الذي ما زال يساهم في رفع معنويات الجماعات المسلحة في أماكن أخرى.
في دوما لا يختلف الوضع عن أحياء حلب الشرقية، فثمة معلومات تفيد أنّ تظاهرة كبيرة في طور التحضير بمواجهة جماعة زهران علوش قد تقلب موازين القوى بشكل كامل وتنهي المعركة دون اللجوء الى العمل العسكري. بينما تشهد جبهات الجنوب استمرار وتيرة المعارك في وضعها الحالي من المتوقع أن تنتهي استراحة المحاربين في ريف حماه قريباً ليتم استكمال الهجوم باتجاه ريف ادلب انطلاقاً من خان شيخون. بكل تأكيد نحن في مرحلة عض الأصابع التي ستكون نتائجها لمصلحة القادر على تحمل الوجع اكثر، وهو أمر أتوقع أن يحسمه الجيش العربي السوري لمصلحته في الأشهر القادمة.

سلاب نيوز

الوسوم (Tags)

سورية   ,   المسلحين   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz