ست سنوات ويزيد على الحرب في سوريا، والنتيجة باتت واضحة: انتصار دمشق وحلفائها. واقع ملموس، يترسخ يوماً بعد يوم، مع إقرار الجهات المهزومة بأن لا عودة إلى الوراء. وحدها إسرائيل، من بين المهزومين، تريد عكس وقائع الحرب. تطالب بتعديل النتيجة، وفي الموازاة تهدّد، إن لم تلبّ مطالبها، بأنها لن تتردد في تفعيل خياراتها العسكرية.
بإمكان إسرائيل أن تلجأ إلى مثل أساليب كهذه في مواجهة قطاع غزة، وتقدّر أنها ستصل إلى نتائج، علماً بأنها في الواقع أيضاً ترتدع في مواجهة القطاع والتسبب بالتصعيد. أما تجاه الساحة السورية، فالمهمة أصعب وأكثر تعذراً، وهي الساحة التي تعدّ تعقيداتها ومحاذيرها ومحدودية الخيارات فيها، كبيرة وواسعة وخطرة، إلى الحد الذي أجبر الجانب الأميركي على التنحي. ومن المتعذر على إسرائيل، وربطاً بالمحاذير نفسها، أن تلجأ إلى «خياراتها العسكرية». مشكلة إسرائيل أنها تدرك ذلك، وأيضاً أعداؤها.