دام برس :

تستمر  وزارة الداخلية السعودية في آخر تصريح لها بشأن حادثة المشاعر المقدسة في منى، والتي راح ضحيتها أكثر من 1500 قتيل ومصدوم من الحجاج، تستمر بمحاولة إخفاء الحقيقة التي كانت وراء مقتل مئات الحجاج، معتبرة أن الربط بين حادث منى ومرور "موكب رسمي" في المكان غير صحيح!. خاصة مع ارتفاع عدد وفیات حادث التدافع الماساوي في شارع 204 بمشعر منی في ضواحي مکة المکرمة (المشاعر المقدسة) بالسعودیة الخمیس، إلی 717حاجاً وإصابة 805 آخرین، حسب مصادر سعودية، من ضمنهم 43 ایرانیاً.

وفي تفاصيل ماجرى أمس بحسب شهود عيّان ومصادر سعودية متقاطعة، أنه في لحظة تدافع في منى، قرر ولي ولي عهد آل سعود الامير محمد بن سلمان المشاركة في هذه اللحظات، فجاء بموكب رسمي كبير يضم أكثر من 200 عنصر من الجيش و150 من الشرطة، وكانوا يحيطون به من كل الجهات، حيث دخل بين الجمهور الحجاج ووصل إلى مركز منى، ما أدى لتغيير وجهة الججاج كونه وصل بعكس السير ليصل بسرعة ويذهب بسرعة. هنا حصل تدافع رهيب لأكثر من ألف حاج كانوا يضغطون، مما تسبب بوقوع الكارثة،  بينما أنهى ولي ولي عهد آل سعود زيارته وانسحب دون أن يلتفت لمئات الجثث الملقاة خلفه.

وأضافت مصادر سعودية، أن الكارثة كانت عظيمة، حيث بدأ الحجاج يضغطون ويقعون أرضاً بشكل تلقائي، فيما بقية الحجاج كانوا يدوسون عليهم وعلى رؤوسهم وأجسادهم بالالاف، وبدأ عدد القتلى يرتفع إلى أن وصل العدد إلى 717 قتيل من الحجاج، والجرحى إلى أكثر من 863 جريح بحالة حرجة، ويتوفى منهم كل 5 دقائق 3 حجاج، لذلك ارتفع العدد من 40 حاج قتيل إلى ما فوق والعدد إلى ازدياد.

وبينما تحاول سلطات آل سعود التنصل من مسؤوليتها في ضمان أمن الحجاج الذين لم يتجاوز عددهم هذا العام مليون 900 ألف حاج، وإلقاء اللائمة على الحجاج انفسهم، قال المغرد السعودي الشهير "مجتهد" على موقع تويتر، أن سبب الحادث الذي وقع في "مشعر منى" اليوم، هو نفسه سبب الزحام الذي وقع الأربعاء واستمر حتى اليوم الخميس في محطة القطار المخصصة لنقل الحجيج.

وفي تغريدة له بعد ساعات من حادث مشعر منى، نقلاً عن ما أسماه مصدر من قلب الحدث، أشار مجتهد إلى أن الفشل الذريع جداً للقطار وتكدس الناس ساعات في انتظاره، واستمرار هذا التكدس من الحشود دون أن يأتي القطار هو السبب في وقوع حادث مشعر منى.

وأضاف "مجتهد" نقلاً عن مصدره في قلب الحدث، أنه بعد أن تاخر القطار 4 ساعات في الليل، وانتظار الحجاج في المحطة مع مرور الوقت وازدياد أعدادهم، أصبح الزحام مخيفاً جداً، حيث وصلت الطوابير إلى خارج محطة القطار بمسافة طويلة.

واشار مجتهد إلى أنه عندما وصل القطار بعد تأخره ساعات طويلة، وفتح باب القطار، تدافع الناس داخله وبالرغم من ذلك فلم يتحرك القطار رغم غلق أبوابه وتكدس الحجاج داخل مقصوراته، وعند عدم حركته وعدم فتح الأبواب للخروج هلع الناس وبدأ الصراخ وحالات الإغماء. والمشكلة لا أحد يستطيع التحرك أو الهرب، فالقطار متوقف ولم يفتح أبوابه لساعة كاملة حتى تحرك. غير أن الثلاث ساعات انتظار بمحطة القطار كانت كافية للتسبب بوقوع هذا العدد من الوفيات والإصابات نتيجة التدافع.

وأعطى ملك آل سعود "سلمان"، أمراً بجلب لائحة المسؤولين عن تنظيم زيارة الحجاج في منى، واعتبارهم متسببين بموت حوالى ألف حاج، وأمر بقطع رأسهم غداً ظهراً وهم 28 مسؤولاً، حيث حكمت المحكمة الشرعية عليهم بذلك. حسبما قالت مصادر غير مؤكدة.

ايران بدورها، استدعت سفير آل سعود على أراضيها واحتجت لديه على وفاة 43 حاجاً إيرانياً، وقالت أن السبب يعود إلى عدم التنظيم وإلى "الموكب الرسمي" الذي جاء عكس السير، أما دول العالم فأصيبت بالصدمة من عدم تنظيم السلطات للحج المقدس، بطريقة سليمة وترك الأمور تفلت على غالبها بشكل يقع 3000 حاج بالأرض بين قتيل وجريح.

والجدير بالذكر، أن ولي ولي عهد آل سعود "محمد بن سلمان"، اختفى عن واجهة الحدث، وقام ولي العهد محمد بن نايف بإنشاء لجنة تحقيق، أما أمير مكة المكرمة فانسحب من الموضوع، على أن كل ما جرى تم وضع مسؤوليته على 28 مسؤولاً سيتم معاقبتهم الجمعة.

وهنا يبقى السؤال، وإن صحت التسريبات حول تسبب موكب ولي ولي عهد آل سعود ووزير دفاعهم بهذه الوفيات، هل تستطيع السعودية أن تعلن حقيقة الموكب الرسمي، أم ستظل تنفي الموضوع لأن ولي ولي العهد هو المسؤول؟، طبعاً لن يصل التحقيق إلى ولي ولي عهدهم، والحجاج الألف الذين ماتوا ذهبوا ضحية العجرفة وعدم تنظيم الحجاج وأفواجهم، وستقع الواقعة على عدد من المسؤولين "كبش فداء الأمير الصغير"، عن تحديد أفواج الحجاج، وأما أمراء آل سعود، فلن يتكلم عنهم أحد.