Logo Dampress

آخر تحديث : الاثنين 17 حزيران 2024   الساعة 18:22:18
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
السيادة المصرية... بين آمال الشعب ودولارات الخليج
دام برس : دام برس | السيادة المصرية... بين آمال الشعب ودولارات الخليج

دام برس - ريتا قاجو :

مصر ودورها المؤثر في الوطن العربي من الحقائق المُسلّم بها ، منذ القديم وحتى اليوم، ولعل الموقع الاستراتيجي لمصر سياسياً وإقليمياً وجغرافياً يجعلها من من مراكز الاستقرار في المنطقة.
في عهد جمال عبد الناصر شهدت مصر نهضت قومية تبلورت بأول تجربة وحدوية في التاريخ، فأصبحت مصر كسوريا قبلة يحج لها ويحتمي بها كل القوميين العرب والتحرريين في العالم، فلعبت دورها في القضايا المحقة وعندها كان الاحتلال الصهيوني عدواً كبيراً
وبعد السلام مع "الجار العدو" لعل ّاتفاقية "كامب ديفيد" أرخت بظلالها على الدور القومي الكبير لمصر، فانتقلت لعنتها من السادات لتصل ربما إلى السيسي، الذي اقتحم الساحة "كبطل" خلص مصر من قبضة الإخوان المسلمين، فاستبشر المصريون والعرب خيراً بعودة الدور المصري ليصب في صالح القضايا القومية في المنطقة.
ثم جاءت الدولارات التي "وهبتها" الدول الخليجية، لتضع عشرات إشارات الاستفهام أمام تلك الآمال التي نبضت بها قلوب الكثيرين، من المحيط إلى الخليج فأصبحت قومية السيسي ودوره الإيجابي في قضايا الأمة محط شكوك الكثيرين، بعد أن شاركت مصر بالتحالف الذي تقوده السعودية ضد اليمن "لدعم الشرعية" كما تدعي، وبدعم كبير أجهرت به الولايات المتحدة الأمريكية.
البعض يرى أن تلك المساعدات تصب في إطار دعم الاقتصاد المصري وهي"بريئة" من أي محاولة لتجنيد الحكومة المصرية لصالح سياسات معينة وأن دول الخليج ترى في مصر حليفاً استراتيجياً ومركز استقرار للمنطقة ، أما البعض الآخر فيراها "ثمناً" دفعته تلك الممالك والإمارات لكسب تحالف الدور المصري في تنفيذ سياسة دول الخليج في المنطقة وهو ما تبلور مؤخراً في مشاركة مصر بالتحالف السعودي في الغارات على اليمن.
يرى البعض أن المصريين اليوم عادوا من جديد لخيارين إما دولة الإخوان التي تنبض بحماقات مرسي وأمثاله، أو حكم ضد الإخوان لكن لا يحقق التطلعات القومية والوطنية وربما الدور الأخلاقي الذي يريدون لبلاده أن تلعبه.
أحمد عبد الفتاح شاب مصري تابع الاحداث في الوطن العربي منذ اندلاع شرارتها الأولى من تونس ، فشكل رؤية خاصة ومميزة ومستقلة ، عن جميع القضايا بما فيها المؤامرة على سوريا، فدعمها منذ البداية  شعباً وجيشاً وقيادة، ولم يتأثر ككثير من المواطنين العرب بالزخم والتضليل الإعلامي الكبير، وعن بلاده ومنذ عزل مرسي لم يكن أحمد من الذين تفاءلوا بالدور التحرري للسيسي، فيقول أحمد : "  هناك نقطة غائبة عن الجميع .. السيسي ليس بالرجل القومي ولم يسير لحظة على خط التحرر و القومية، وحواره الأخير مع الواشنطن بوست ينذر بما لا تحمد عقباه ، فيكفي أنه شكر الاحتلال الإسرائيلي لنضع مئات إشارات الاستفهام على دوره التحرري والقومي في المنطقة"
ويرى أحمد أن السيسي يرى في الخليج بنكاً لابد من استغلاله، والمساعدات كما ينتشر في الأوساط المصرية أكبر بكثير مما يذاع عبر وسائل الإعلام، ولن يتم استثمارها حسب قوله إلا صالح وحوش الرأسمالية ، وبالتالي يبدو واضحاً أن تلك المليارات الملطخة بنفط الخليج، جاءت بمثابة عرض للحكومة المصرية لتكون تابعة للسيادة الخليجية ، وهو ما يجعل السيسي خلفاً للسادات ومبارك ويحزنه شخصياً على دور بلاده الكبير كباقي المصريين .
ومن جهته يرى أيمن بدر الدين ، أن مصر غلطت غلطة فادحة بمشاركتها بالتحالف ضد اليمن، على الرغم من كون مشاركتها جاءت تحت ضغوط كبيرة تتعرض لها، ويمكن للجميع أن يلاحظ كيف هدأت الأوضاع الأمنية في البلاد، بعد أن شهدت تدهوراً كبيراً وعمليات إرهابية كثيرة، ولكن وجود أي نوع من الضغوطات مهما كانت كبيرة لا يبرر لمصر ما قامت به ، فهي من الدول المحورية الأساسية المؤثرة في المنطقة ، وبهذه الطريقة لا تلعب دورها الصحيح ولا تتحمل مسؤولياتها القومية.
كارمن عبد العزيز
شابة مصرية شاركت منذ البداية في المظاهرات التي نادت بسقوط حكم مبارك، وأحبطت للمرة الأولى عندما أصبحت مصر بقبضة الإخوان المسلمين وهو ما لا يحقق طموحاتها كشابة مصرية تريد بلدها حرة قوية علمانية مستقلة ، وعادت كارمن من جديد للساحة لتنادي بتطهير مصر من الحكم الإخواني، وأحبطت للمرة الثانية عندما كانت مواقف السيسي دون طموحها ورغباتها في الدور الذي تريده لبلادها أن تلعبه ، فيما يخص سوريا وفلسطين والمقاومة وأخيراً اليمن ، تقول كارمن لدام برس : " لم يعد لدي الرغبة في إبداء رأيي حيال أي قضية ، بصراحة أشعر بالإحباط الشديد، بعد أن تحطمت طموحاتنا كشباب قومي مصري للمرة الثانية منذ اندلاع الحراك في مصر، رأيت في السيسي جمال عبد الناصر الجديد واليوم لا أريد التعليق على الموضوع فالسكوت أفضل ما سأجيده من الآن إلى إشعار آخر " !
ربما لسنا بصدد الحكم والتخوين والاستشراق البعيد للمستقبل، ولكن عالم السياسة مليء بالمفاجآت والتخمينات ، يبدو أن أحلام المصريين بعودة الدور القومي التحرري الذي انتهجته مصر في عهد عبد الناصر، لم تتحق بعد !


 

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz