دام برس:
بدعوة من رابطة الجالية العربية في المجر ألقت الدكتورة السورية المغتربة سيلفا سيماني محاضرة متميّزة حول الدور الذي اضطلعت به المرأة السورية عبر التاريخ و حتّى وقتنا الحاضر في بناء المجتمع السوري و ذلك في قاعة "بيت القوميّات" في العاصمة الهنغارية بودابست في 13/11/ 2014 مساءً.
و باعتبار أنّ المحاضرة تعمل طبيبة في قسم الأمراض الداخلية في أحد المستشفيات الهامة في "بودابست الجديدة" فقد استهلّت محاضرتها بمقارنة بين تركيب دماغ الرجل و دماغ المرأة من الناحيتين التشريحية و الفيزيولوجيةمؤكّدة بأنه و على الرغم من أنّ وزن دماغ المرأة أقل بنسبة عشرة بالمائة تقريباً إلّا أنه يتميّز بقدرته على تشغيل كامل قشرته السطحية دفعة واحدة مما يجعل المرأة تستطيع التفكير بأكثر من موضوع واحد بنفس الوقت و بالتركيز على حلّ أكثر من مسألة بوقت متزامن و هذا مالا يستطيعه دماغ الرجل. كما أنّ دماغ المرأة يملك نفس المساحة السطحية التي يملكها دماغ الرجل تقريباً بسبب كثرة التلافيف الدماغية فيه. كما أشارت إلى أنّ الرابط بين نصفي الدماغ لدى المرأة أكثرثخانة مما هو لدى الرجل بحيث يصبح جريان السيالات العصبية بين نصفي الدماغ أسرع و أكثر سهولة، مما يعطي المرأة قدرة أكبر على الإستمرارية في الكلام و هو مالا يجب خلطه بقدرتها على الثرثرة.
كما استعرضت المحاضِرة مكانة المرأة في الأساطير السورية كإلهة أم منذ عصور ما قبل التاريخ مروراً بالحضارية السومرية و الأكادية و البابلية و الأشورية و الكلدانية و الآرامية و الكنعانية بما فيها الفينيقية، كالإلهة إينانا أو عشتارإلهة الحب و الخصب و الإلهة باروت إلهة مدينة بيروت التي أعطت إسمها للجزر البريطانية و الإلهة كولا إلهة الشفاء و ضهيرة الأطبّاء.
كما ذكرت أسماء أميرات و ملكات و إمبراطورات سوريّات لعبن دوراً هاماً على صعيد سوريا و العالم، كالأميرة الفينيقية أوروبا التي أعطت إسمها لأصغر قارات العالم القديم و الملكة زنوبيا ملكة تدمر و الإمبراطوة الرومانية السورية الأصل جوليا دومنا و الإمبراطورية البيزنطية السورية المنبت ثيودورا.
كما انتقلت المحاضرة إلى القرن العشرين ذاكرة الشاعرة و الكاتبة ماري عجمي التي أصدرت في بداية القرن العشرين جريدة أدبية متميّزة خصصتها مع صديقها الشهيد بترو باولي للنضال ضد الإحتلال العثماني. كذلك المناضلة ضد الإسعمار الفرنسي الطبيبة نازك العابد و الكاتبة الأديبة كوليت خوري و القصصية الشهيرة غادة السمّان، كما ذكرت بأن النساء السوريّات شكلن جمعيات نسائية منذ بداية القرن العشرين كما شكّلن الإتحاد العام النسائي في سبعينيات القرن الماضي.و استطردت إلى أنّ مشاركة المرأة السورية في الحياة السياسية كانت مميّزة أيضاً، فمن بين أعضاء مجلس الشعب السوري يوجد ما نسبته 12% من النساء، كما أنّ هنالك ثلاثة حقائب وزارية تشغلها نساء أيضاً، كما أن منصب نائب رئيس الجمهورية هو منصب شغلته سيّدة سورية منذ أكثر من عشر سنوات. كما أشارت إلى أنّ التشريع السوري هو تشريع عادل نوعاً ما اتجاه المرأة، حيث ينص الدستور على المساواة مابين المرأة و الرجل في الحقوق و الواجبات، لكّن هناك نقص في بعض الأمور كعدم النص على حق المرأة في منح الجنسية السورية لأولادها في حال زواجها من غير السوري. و ركّزت على دور المرأة السورية في الحياة الزراعية و الصناعية و في قطّاعي التعليم و القضاء.
ناقش الحضور العربي و الأجنبي الكبير ماورد في المحاضرة مشيداً بأهميتها على الساحة المجرية و ضرورة تغطيتها إعلامياً بشكل جيد.
وقد شكر الدكتور السيد حسن علي رئيس رابطة الجالية العربية الدكتورة سيلفا سيماني على جهودها في الإعداد و التحضير و الإلقاء المترافق مع عرض مصوّر يخدم الأهداف التي أقيمت المحاضرة لأجلها.