دام برس – قصي المحمد:

أكّد عضو القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي الدكتور خلف المفتاح رئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام القطري على  العمل بالمبدأ الذي يقول: نضع قوانين صغيرة ونحققها أفضل من أن نضع قوانين وخطوط عريضة لا واقع لها" ، متحدثاً عن واقع  حزب البعث العربي الاشتراكي في ظل الظروف الحالية التي تمر بها سورية، ومبيناً أنّ الحزب هو فعل حاضر ومستقبل وليس ماضي ، وذلك في المحاضرة التي ألقاها  بمدرسة الإعداد الحزبي المركزية بالتل تحت عنوان: (سورية المستقبل).

وخلال المحاضرة التي ألقاها المفتاح أمام الدارسين تكلّم عن أهمية الجغرافية السورية لما لها من كبيرة جداً عبر التاريخ في تحديد مصير الخارطة الجغرافية السياسية لمنطقتي الشرقيين الأدنى والأوسط من العالم ومستقبلهُ، ولكون سورية هي همزة وصل بين أسيا والبحر المتوسط فقد بقيت لفترة طويلة من الزمن مركز ثقل في العصور القديمة، سورية مهد الحضارات الإنسانية الأولى منذ الألف الثامن قبل الميلاد.
وأضاف المفتاح، في العصر الحديث والمعاصر شكّلت سورية نقطة انطلاق لحركة النهضة القومية العربية الحديثة، واخذ ذلك الجهد في التجديد الفكري لدى العرب منحى سياسياً فيما بعد، فكانت سورية أول من عبّر بوضوح عن تطلعات العرب القومية نحو الاستقلال والوحدة.

ومن أهم النقاط التي ركّز عليها الرفيق خلف المفتاح في المقاربة التي طرحها والتي شكّت مدخل لسورية المستقبل، كان التركيز على بناء الإنسان "الإنسان السوري" حيث اعتبر جوهر المستقبل الحضاري المنشود هو الإنسان من خلال احترام شخصيته وحقوقه وكرامته وحريته، ويكون الانسان هو الغاية والوسيلة في آن معاً.
وبيّن المفتاح أنّ شخصية الانسان مرتبطة بقدراته العقلية  والروحية وثقافته ضمن المجتمع الذي يعيش فيه، ويكون الانسان في سورية ممكّناً من خلال التعليم ومستويات المعيشة الملائمة وتوفير الحريات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتوفير الفرص بما يعزز كرامة الإنسان.

وفي إطار حديثه عن المجتمع السوري قال: "يتجسّد هذا المنطلق من احترام الآخر"، مبيناً أنّ الحوار المجتمعي المبني على احترام الآخر لأن ذلك يطور المجتمع ويعزز قيم الحرية والابداع والعمل ويقلص فرص الاستبداد، ويعرفنا بأنفسنا وهويتنا، معتبراً اليوم أنّ الأولوية هي للتفاعل ضمن المجتمع السوري فبدونه يصبح الحوار مع المجتمعات الأخرى بدون جدوى.
كما بيّن عضو القيادة القطرية أنّ المؤسسات في سورية المستقبل هي التي تحدد القواعد الناظمة لأنشطة الأفراد والجماعات، وهي الضامن لمشروع الوحدة العربية، وإنّ الدولة كمؤسسة محورية في سورية تتبنى التنمية الإنسانية وتلعب دوراً فاعلاً في توفير المناخ الفكري والإبداعي والحياة الكريمة والتمكين والعدالة الاجتماعية والحريات العامة والرفاه المادي والقيم الأخلاقية السامية، ومشيراً أنّ العناوين الواردة في خطاب القسم للسيد الرئيس بتاريخ 17 – 7 – 2000هي الأساس في ذلك.

وتابع الدكتور خلف المفتاح قائلاً: إنّ هذا المنطلق يتجسّد من خلال مساهمة المجتمع السوري في الحضارة العالمية، ويرتكز على الانتاج المادي والعلمي والثقافي والتقني بما يغني الحضارة الانسانية، بالإضافة إلى ضرورة التحرر من التحكم والسيطرة الجائرة للدول الأكثر نفوذاً والدفاع عن استقلال الوطن وتحريره من الاستغلال الاقتصادي والسياسي والثقافي.

وفي ذات الإطار رأى أنّ سورية المستقبل دولة فاعلة في اقليمها الجغرافي والانساني متفاعلة معه مؤثرة ومتأثرة به، تلعب دور النموذج الثقافي والفكري للمنطقة،  رائدة في مجال استثمار المعرفة ومخرجات العلم في خدمة الإنسان. والتفاعل الثقافي مع الدول العالم يعد حجر الزاوية في بناء تحالف له ثقل يسعى إلى عدالة أكثر وإنسانية أسمى في النظام الدولي، وعن الثوابت الوطنية السورية والهوية السورية أشار إلى أنهما المدافع عن الحقوق العربية، وحاملا للفكرة القومية الحضارية والخط المتقدم في محور المقاومة.

وأخيراً أكد المفتاح على أهمية وضع الأنسان والوطن في المقام الأول في إطار رسم أسس استراتيجية تطويرية  على كافة الأصعدة الاقتصادية والتربوية والثقافية والاجتماعية وغيرها، والحفاظ على السيادة السورية وعناوين الكرامة الوطنية.