دام برس - سهى سليمان :

يرحل العام الخامس للأحزان، ويطل علينا عام جديد، فهل سيكون السادس؟ أم سيكون الأول في الفرح بعد سنين عجاف... يغادرنا بمسيرة حياة (همومها وحزنها ودمائها وخرابها)، ليطلّ علينا عام مجهول، نتمنى أن يغرينا ببعض التفاؤل والخير والأمن لنعيشه بدون ذلك الأرق الذي رافق أيامنا ونغص علينا عيشنا الآمن الذي كنا نشتهر به.

ولأننا نرتجي من الله أن يكون القادم أجمل، ولأن إيماننا بأن الطفل هو مصدر السعادة زارت مؤسسة "دام برس" الإعلامية روضة "بناة المستقبل النموذجية" في قرية برمانة المشايخ لتعايد الأطفال بمناسبة أعياد مولدي النبين محمد وعيسى (عليهما أفضل الصلاة والتسليم) ورأس السنة الميلادية، وتنقل لكم عبر صوراً جسدت براءة لن تغيب بإذن الله عن وجوه أطفالنا.

انثروا الفرح رغم الحزن...

وها هو "بابا نويل" يحمل على ظهره حقائب الفرح للأطفال، ليوزعها عليهم، ويدخل إلى قلوبهم بهجة افتقدوها من زمن.. وكل ما يتطلع إليه هو وجميع الناس أن تكون سنة 2016 أكثر هدوءاً وأمناً واستقراراً، وأن يتوقف القتل والتدمير ويعود الياسمين ليزهر في كل بيت.

وذكر "بابا نويل" أن أقل شيء يمكن أن نقوم به هو إدخال البسمة لقلوب الأطفال الذين هم أملنا في المستقبل، ويجب علينا أن نفعل المستحيل لتنشئتهم تنشئة صالحة بعيدة عن الحرب والدماء والقتل التي غزت بلدنا من كل حدب وصوب، مؤكداً أن الأمل قادم، وأن الضحكة على وجوه الأطفال هي كلّ ما يطمح إليه، فهم يستحقون أن يعيشوا طفولتهم، وأن يلعبوا ويكبروا ويحققوا أحلامهم.

وختم حديثه بالدعاء لله تعالى أن يحفظ هذا البلد وأن يعيد السلام له، ويحقن الدماء، لتبدأ مرحلة جديدة في حياة السوريين جميعهم عنوانها المحبة والسلام.

القادم أجمل بإذن الله تعالى

أما الأنسة أحلام محمد معلمة للفئة الثالثة التحضيرية أكدت أنه رغم أحزاننا التي تتوالى بعد أن فقدنا الكثير من الأطفال خلال هذه الأزمة، لا بدّ أن نساهم في مساعدة الأطفال وخاصة الذين فقدوا ذويهم كشهداء أو مفقودين للاندماج في الحياة الاجتماعية مع رفاقهم.

كما أوضحت أن الاحتفال بهذه المناسبة يساعد الأطفال على تجاوز محنتهم، ونسيان بعض الأحزان التي مروا بها، مؤكدة أن القادم أجمل بإذن الله تعالى.

لا أحد يستطيع أن يفقد أطفالنا البراءة

الطفل حسين جعفر معن من ذوي الاحتياجات الخاصة، كان مفعماً بالحيوية والنشاط يبتسم معبراً عن سعادته بهذه الاحتفالية وبقدوم "بابا نويل" وبهديته التي أحضرها له.

وكانت مجموعة أخرى من الأطفال قد استلمت هداياها فرحة بها، وعبرت أيضاً لنا عن امتنانها وشكرها لـ "بابا نويل" وللروضة التي يعتبرونها منزلهم الثاني، وأن أصدقائهم هم كأخوة لهم.

رسل المحبة... لنقتدي بهم

في هذه الأعياد المباركة، (النبيين محمد وعيسى عليهما السلام) رسولا الله، رسولا المحبة والسلام، حري بنا أن نقتدي بهم، وأن نعمل بتعاليمهم، وأن نعلمها للأجيال القادمة ليعملوا بها، علينا أن نغرس في نفوسهم إحقاق الحق والعدل، نبذ العنف والتطرف والكراهية والحقد والطائفية.

وبهذه المناسبة مؤسسة "دام برس" الإعلامية تشكر إدارة الروضة على استقبالها، وتشير إلى الاهتمام الكبير الذي يلقاه الأطفال في الروضة من أسلوب متميز في التعليم والرسم والمرح إضافة إلى المحافظة على النظافة الشخصية والتعامل الراقي واللطف والاحترام.

كما تتمنى لكم عاماً جديداً وسعيداً ملؤه الخير والهدوء والسلام، ومعكم نرفع اليوم كما كل يوم أيدينا متضرعين إلى الباري عزّ وجل، أن يحفظ الله وطننا الحبيب سورية ويعيد الرونق والبهاء والخير لهذه الأرض الطيبة، وأن يحمي أطفالنا ويبعث في نفوسهم البهجة التي افتقدوها.

وكل عام وأطفالنا بخير ليكون الوطن كله بخير...