دام برس - بلال سليطين :

أطلق مجموعة من الشباب السوري أول محرك بحث خاص ببلادهم على غرار محرك البحث الشهير "غول" لكنه متخصص فقط بسورية وما يتعلق بها من محتوى على شبكة الانترنت إضافة إلى الخدمات.

ويقول القائمون عليه إنهم يسعون من خلاله لتلبية احتياجات المستخدم السوري،خصوصاً في الظروف الراهنة بعدما دأبت قوى خارجية على ما أسموه فرض حصار على الشعب السوي وحجبت معظم المخدمات عن السوريين في الداخل بينما استخدم الباقي في الجوانب الاعلامية والتجسسية والتوجيهة ضد سورية حسب تعبير القائمين على المشروع، وقد نتج عن ذلك استعانة السوريين في الداخل بمخدمات بريد الكترونية أجنبية ما تسبب باختراق حساباتهم والتجسس عليها دون حسيب أو رقيب فلاقضاء يعاقب ولا رقابة تمنع.

المحرك دخل الخدمة الفعلية قبل أيام وبات متاحاً للسوريين ولكل العالم، وقد حمل عنوان "شمرا"، ويقول "شادي صالح" من المشرفين عليه إنهم سيعملون من خلاله على إعادة هيكلة الانترنت في سورية وخلق ثقافة جديدة تعتمد على محتوى سوري كلي مخدم بشكل كامل ضمن أراضي الجمهورية العربية السورية ما يحقق اعتبارات أمنية واقتصادية وثقافية ضرورية جدا للبلاد خصوصاً في مثل هذا الظرف.

يعمل محرك البحث الخاص بالمواقع السورية على فهرسة كل المواضيع التي تنشر عن سورية في المواقع الإلكترونية العربية والعالمية التي تتصف بالموثوقية، وتصنيفها إلى مواقع عامة وحكومية وإخبارية، إضافة إلى أرشفة المعلومات والأبحاث العلمية والجامعية، كما يسعى المحرك للإجابة على أسئلة السوريين المختلفة حول معظم المواضيع، كأن يكتب في موقع البحث سؤالاً عن أفضل الأماكن السياحية التي يمكن زيارتها في سورية، أو أن يسأل عن المعاني والمعارف السورية، والأخبار والخدمات بأنواعها (عقارية، تجارية ...إلخ)، آخر ماكتبته الصحف العالمية عن سورية، والترجمة باللهجة السورية..إلخ.

يقول "صالح" سنثبت من خلال "شمرا" أن المحتوى الرقمي السوري أغنى بكثير مما يبدو عليه في ظل محركات البحث الحالية.

هذا النوع من محركات البحث التي تعنى بالخصوصية الوطنية يحصد نجاحاً باهراً في العديد من دول العالم وعلى رأسها روسيا التي يعد فيها محرك البحث الوطني "بانديكسي" من أهم محركات البحث ويقصده الروس في كل صغيرة وكبيرة، وبالتالي فإن هكذا نوع من محركات البحث يتيح للسوريين اللحاق بالدول الأخرى والكف عن الجلوس في موقع المتلقي فقط والتوجه نحو توفير احتياجاتهم الرقمية بأنفسهم.

سعى القائمون على تصميم محرك البحث هذا لجعله قادراً على موازاة أهم محركات البحث العالمية من حيث الخدمات التي يوفرها وقدرته على تلبية احتياجات مختلف الفئات والشرائح العمرية وحتى الأجناس، حتى ربات البيوت لهن حصتهن في البحث حيث بامكانهن الحصول من خلاله على معلومات حول طرق تحضير الأكلات السورية، ما يساعدهن في الطبخ وطهي الطعام اليومي السوري.

يتيح المحرك للمتلقي السوري حصراً تخزين ملفاته مهما بلغ حجمها وذلك من خلال إعطاءه مساحة لامحدودة في خدمة التخزين السحابي اللامحدود ضمن البريد الالكتروني الوطني.

  المحرك السوري الذي سماه صناعه "شمرا" يسعى أيضاً لخلق شبكة تواصل إجتماعية من خلال دمجه مع مواقع الشبكات الاجتماعية والانتقال لبناء شبكة اجتماعية خاصة تقدم للمتلقي السوري كل مايريده في حساب واحد.

القائمون على المشروع تعلموا من الدورس التي مرت بها البلاد والعقوبات الاقتصادية لذلك اعتمدوا على مخدمات تابعة لشركات تعتمد سياسة خصوصيتها على سياسة الدول الصديقة لسورية، إضافة مخدمات خاصة بالمشروع داخل سورية وبالتعاون مع الهيئة الوطنية للاتصالات، أملاً بتحقيق الأمان والموثوقية والخصوصية.

يحظى "شمرا" بثقة الكثير من السوريين الذين يرون في المحتوى السوري ثروة وطنية يجب استثمارها، يقول "زين العابدين شاهين" وهو مهندس برمجي:إن إيماني بهذا المشروع يعود إلى جوانب عدة، على رأسها ضرورة استثمار كنوز البيانات وتوفير المعرفة بأبسط الوسائل، بالإضافة للجوانب الخدمية وملامستها لحاجة السوريين عن قرب، واﻷهم هو الاحساس بخطورة الاعتماد على وسائل خدمية خارجية من الممكن توجيهها وفق اعتبارات مشبوهة .

يأتي هذا المشروع في وقت يخشى فيه الكثيرون على ضياع الهوية السورية، وتتعالي الأصوات للحفاظ عليها من مخاطر جمة تحدق بها، فهي برأي الكثيريين مهددة بالضياع في ظل تطور تكنولوجي هائل أثر كثيراً على الثقافة السورية في ظل تأخر في مواكبة التطورات التكنولوجية محلياً، ما يستدعي إيجاد طرائق بالتكنولوجية والحداثة للوصول من خلالها لتعزيز الهوية السورية وتعريف السوريين قبل العالم بسوريتهم.