Logo Dampress

آخر تحديث : الاثنين 17 حزيران 2024   الساعة 02:10:15
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
في ذاكرة 23 تموز 1952 نقول كفى كفى كفى
دام برس : دام برس | في ذاكرة 23 تموز 1952 نقول كفى كفى كفى

دام برس :
إنها الحلم الذي عشنا و ترعرعنا منذ نعومة أظفارنا مع تلك الانتصارات التي حققتها ثورة الثالث و العشرين من يوليو تموز لعام 1952 .لقد كانت الثورة الأولى البيضاء و التي قضت على الفساد والدكتاتورية و حكم الاقطاع في الاقليم المصري ، وهي و بكل وضوح و صراحة كانت الانقلاب العسكري الأول في تاريخ الأمة و الذي تحول إلى ثورة اجتماعية جسدت آمال الأمة و نصرت المظلومين ، و كانت بمثابة الشمعة التي أضاءت الطريق لشعوب الأرض المقهورة على مستوى العالم الثالث و العالم الاسلامي و العالم العربي ، هذه الثورة التي ض يعت مبادئها و أفكارها و شوهت على مر الزمان ، لقد كانت
الثورة الناصرية الانطلاقة الحقيقية لجماهير الأمة العربية و الاسلامية و شعوب العالم الثالث في سعيها لتحقيق بناء المجتمع المبني على مبادئ الكفاية و العدل ، على مبادئ قيام الدولة القوية ، الرافعةِ لأعلامها و المرددة لنشيدها و المحققة لآمال و طموحات جماهيرها .
نعم إنها الثورة الناصرية البيضاء التي تكالبت عليها أيادي الغدر وهي الظاهرة الوحيدة التي استطاعت أن تجسد العنفوان العربي في المعركة ضد الأحلاف و استطاعت أن تقهر بعنفوانها و رباطةِ جأشها و بقيادتها الفذة التي تمثلت بحركة الضباط الأحرار بقيادة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر . لقد كانت أولى الانتصارات التي سجلها التاريخ بماءٍ من ذهب الانتصار في معركة بور سعيد ) العدوان الثلاثي الحقيقي( لعام 1956 و فوجئ العالم بصوت الثوار ينطلق من إذاعة دمشق الرديفة لإذاعة القاهرة و صوت العرب ، بعد أن دمرت الطائرات الاسرائيلية و البريطانية و الفرنسية اعمدة الارسال لإذاعتي القاهرة
و صوت العرب و كانت المفاجأة الصاعقة حينما اطلقت أصوات المذيعين السوريين من دمشق العروبة مرددة هنا القاهرة من دمشق و هذه إذاعة صوتِ العرب من دمشق ، و أثبت السوريون ثورتهم و انتمائهم لأمتهم و اطلاقتهم لبناء الدولة الكبيرة التي تمتد من المحيط إلى الخليج ، أراد الصهاينة أن يخنقوا الثورة في مهدها قبل أن تلتف حولها الجماهير المتعطشة للقيادة الفاعلة و المتزنة و المخلصة ، نعم لقد كان الانتصار الأول الذي جسدته هذه الثورة العملاقة و بدأت شرارة الوحدة العربية تبرق مبشرةً بفجرٍ جديد سمي بفجر الإنتصارات و فجر الوحدة العربية بالواقع العملي ففي عام 1957 انتصرت مصر لشقيقتها سورية إبان الحكم الوطني في دمشق ، و حينما كانت القيادات العميلة لإسرائيل و أمريكا و بريطانيا و فرنسا تخطط لاجتياح سورية و القضاء على حكمها الوطني من حدودها الشمالية مع تركيا فما كان من القيادة الثورية الناصرية إلا أن أرسلت جحافل قواتها الضاربة لحماية سورية ، بعد خروجها من معركة العدوان الثلاثي منتصرةً ظافرة أرست أقدامها في المنطقة كقوةٍ رئيسيةٍ فاعلة و صاحبة قرار . لقد تكللت هذه الانتصارات بلقاء الشعبين السوري و المصري و إقامة أول وحدة عربية في التاريخ المعاصر حيث أعلن قيام الجمهورية العربية المتحدة و التي كان من المؤمل أن تكون النواة الأولى للدولة العربيةِ الواحدة
الحديث يطول و لكننا لا بد من استعراض هذه الحقائق التي عاشتها أجيالنا لحظةً بلحظة ، و التي غيبت عن ذاكرة الأجيال الجديدة التي عميت و منعت من قراءة التاريخ الحقيقي لهذه الأمة و اختزلت معارفها في تقديس الأفراد و القبول بالأمر الواقع ، و كانت المحاولات المتواترة لوأد كرامة و أحلام هذه الأمة .
ها نحن و ما زلنا نعاني منذ نكبة 28 أيلول 1961 التي دقت الأسافين و حطمت بنيان الوحدة العربية الواعدة ، و ما زلنا حتى يومنا هذا ندفع أثمان الرؤى الضيقة المحدودة التي تنطلق من الأنا و المصالح الشخصية . إلى أين المسير و هل هناكِ بارقةٌ من أمل لاستعادة ما فقدنا و هل سنرى الضوء في نهاية النفق بعد طول الظلمة ، لا بد للأجيال الحالية و القادمة من إدراك أن البطولات تصنعها سواعد المؤمنين ، و إن كان هناك من أمل فلا بد من استعادة الوعي لدى الحاكم قبل المحكوم، فكل القيادات التي مرت على بلادنا و حكمت سواءٌ بالحديد و النار أو بالحكمة و الموعظةِ الحسنة قد انتهت إلى القبور و ثبت أن الكفن أو التابوت ليس له جيوب أوحصالة .
سورية و العالم العربي تعيش معاناةً حقيقية و تحتاج لصحوةٍ حقيقية .

الدكتور عاصم قبطان

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz