دام برس:
فلربما تجد العروبةُ نفسَها ويضيء في قلب الظلام شهاب
الـبـعـض يـتحـدث عـن ارتـقـاء العـلاقـات السعودية الاســرائيليــة مـِـنْ مـرحـلــة تــقــاطــع المـصــالـح الـى التعـاون الـمـبـاشــر والتــلاقــي الاســـتـراتـيـجـي , بخـصــوص عــداءهــم المشــتـرك الــى ايــــران وحــزب الله وســــوريــة , ويضعــه كنــتيجــة للـتقـارب الأمــريكــي الايـــرانـي واحــتمـاليـات انتهــاء اشكـاليــة ملـفات طهـران الشــائكــة مــع الغـرب , وحـصـولهـا عـلـى حـقهـا الشــرعـي فـي تخـصـيب اليـورانيـوم والـذهـاب قــدمـا فــي بـرنـامجهـا النـووي الســـلمـي , وهــذة القــراءه إنَ لــم نجـزم بخـطئهــا فهـــي قــاصــرة ومــبـنيـــه عـلـى ذاكـــره ضــعيفـــه , حـيـث إنَ تحـالفـات ال ســعـود مـع صهـاينــة اســرائيــل ليست وليــدة اللحـظـة , بــل تـمـتـد الـى تـاريـــخ ولادة دولـتهـم مـِنْ نـفـس الـرحــم البـريطـانـي الأمـريكـي , الذي انجـب دويلــة اســرائيــل لاحـقـا , ورضــاعــتهـم مـِنْ ذات الصـدر , وانتهـالهـم مـِن منبــع واحـــد .
لـو تــركـنـا المـاضـي البعيــد نــوعمــا , واســتذكـرنــا عـمليــة بـئــر العبــد عـام 1985 ,الـتـي كـانـت السـعـوديــة وبشــخـص بـنـدر شهـوة ســلطـان رئيس جهـاز اســتخبـاراتهـا الحـالـي وســفيـرهـا فـي واشــنطـن ســابقــا , الممـول والمنســق والـداعـم للجهـد الاســتخبـاراتــي الاسـرائيـلي الامـريكـي اللبنـانـي لـتنفيـذهــا , والتي راح ضحيتهـا اكثـر مـن 80 شـهيــدا , منهـم مـا يقـارب النصـف مـِنْ النســاء , وقـرابــة 120 جـريحــا ,وكـانـت تلبيــة لـرغبــة اســرائيــل التي وضعتهـا لتصفيــة قـادة المقـاومــة اثنـاء وبعـد انســحـابهـا المـتـدحـرج مـِنْ الاراضــي اللبنـانيـة , وتعمـدهـا وحـلفـاءهـا الامـريكـان والمتخـاذليـن العـرب بـتدميـر كـل مـا يمكنهـم تـدميـره , مـن قـرى تحتضـن المقـاومـة وقــوى شــعبيـة تــدعمهــا , والتــي اســتمـرت حــتـى انـدحـارهـا وهـروبهــا المـُشــيــن المـُـذل مـِنْ جــنـوب لبنـان عـام 2000 عـلـى وقــع ضـربـات المقـاومــة ورجـالات حـزب الله .
ســيـاســة الاســـتقـطـاب الـتـي اســسـت لهــا اســـرائيــل بـالنيـابــه فــي المنطقـــة ,وجـنـدت لهــا دول عـربيــة تـقـف فـي مقــدمتهـا مملكــة ال ســــعـود ودويــلات الخـليــج ومـشـــياخهــا , كــانـت ولا تــزال الــورقــة الـرابحــة التـي تلعـب عليهـا مـراكـز القـرار الأســرائيـلي , حـيـث اســتطـاعت ادخــال العـراق فـي حـرب عـبثيــه خـاســره مــع ايــرانعـام 1980 , انهـكت فيــها قــدرات البـلـديـن العســكريـة والاقــتصـاديـة والبشـــريــة , بعــد أنْ نـجـح حـلفـاءهـا الســعـوديين مـِنْ اســتغفـال رأس السـلطـة فـي بغـــداد , ودفعــوا بــه والجيش العـراقـي الـى حـافــة الهـاويــة ,ومـِنْ ثــم انقلبـوا عليـــه و جـاؤو بـالقـوات الامـريكيـة والبريطـانيـة , وفتحـوا لهـا اراضيهـم وخـزائـن امـوالهـم تـنفيـذا لأجـنـدات تل ابيب واحـلامهـا , فكـان مـا كـان مـن غــزو واحــتـلال وتـدميـر قــوة عسـكـريــة , لـو قـدر لهـا أنْ تـكـون فـي نـفس الخـنـدق المقـاوم الســوري الايـرانــي لكـانت خـرائـط المنطقــة لهـا شـكـل ووزن آخــر , يخـتلف عمـا نحـن عليــه اليـوم مـِنْ حـالـة تــداعـي وتفـكك واحـتـراب داخـلـي مذهبي وطـائفـي ودينـي , وخـنـوع واســتذلال عـربـي امـام الجبـروت الاســرائيـلي الـزائــف .
ممـلكــة آل ســعـود لا يمكـن لهـا الخـروج مـِنْ تحـت العـبـاءة الأمـريكيــة , وامـريكـا فـي نـفس الـوقـت , واهـم مـِنْ يعـتقــد إنهـا يمكـن أنْ تـتـخـلـى عـن ربيبتهــا اســرائيــل , والـذي يــتحـدث عـن محــور جـديــد يضـم اســرائيـل والســعـوديـة وفـرنســـا بعـيــدا عـن امـريكــا, او يـكـذب عـلـى نفســه بهـرولــة ســعـوديــة صــوب مـوسكــو و غـضـب ســعـودي علـى واشنطـن , فهــو إنمــا يــتنـاول القـــشـور ويـتـرك الـلـب والجـوهـــر , لأنَ مملكــة الشــر التكفيـري الســعـودي , انمـا هــي صنـاعـة بـريطـانيـة امـريكيـة مشــتـركـة , وجمـيـع خـطـوط انتـاج ادواتهـا الاحـتيـاطيـة فـي واشنطـن ولـنـدن وعـواصـم الغـرب المـواليــه , لـذا فهـي ليس بـصـاحبـة قــرار حـتـى وإنْ ادعــت عكـس ذلـك , ولـو ســولـت لهـا نفسهــا عـلـى ســبيـل المحـاججـه لا التيقـن , أنْ تــُخـرج نفسهـا مـِنْ تحـت العبــاءه الامـريكيـة ,فـســتجـد نفسهــا فـي مســتنقـع التقســيـم والاحـتـراب والغـرق فـي نـفس المســتنقـع الـذي تـنفـذه هـي بـالنيـابــة عـن اســرائيـل وامـريكـا فـي العـراق وســـوريـة ولبنـان واليمــن .
الانتصـار التـاريخـي لمحــور المقـاومـــة عـلـى جبهـات الصمــود الســــوري الاســطـوري امـام اعـتــى هجمــة دوليــة وارهـابيــة , والـذي جـُـربـت بــه كـل وســائــل العــدوان والتـآمــر العســكـري والاقتصـادي والســيـاســي والانعـدامـي الاخــلاقــي التـرهـيبـي التكفيــري , واثــبـات ايــران الاســلاميــة لحـقـهــا الشــرعـي فـي امـتـلاك نـاصيــة التكـنـلوجـيـا النــوويــة , وحــق تخـصيـب اليـورانيــوم عـلـى اراضيهـــا وبمشـــيئتهــا ,وانتصـارهـا فـي معـركــة جـنيــف الـتفـاوضيــــه , مـع ثـبــات حــزب الله والمقــاومــة عـلـى الجبهـتيـن اللبنـانيــة الداخليــة والســـوريــة امـام تحـديـات الارهـاب وتـآمـرات الدول الراعيــة لـــه , عــوامــل جــوهـريــة احـرجــت حـلفـاء تل ابيب مـن العـرب واخـرجت تحـالفهـم الخفــي عـن عيــون البعض الـى العلــــن , مـِـنْ تحــت عـبــاءات عــروبتهـــم الـمخـصيـــه , واســـلامهـم المـنحـرف , حـيـث التقــى صــراخ نـتنيـاهـو بـثغـــاء تيــوس ال ســعـود ونعـاج العـربـان .
al_asadi@aol.com