دام برس:
البعض قد يستهجن العنوان ويعتبر ذلك فلسفة بلا معنى أو ضرباً من الجنون,والبعض الآخر قد يراها هرطقة,والبعض قد يعتبرني شبيحاً,والبعض والبعض...لكل متابع رأيه, فالبعض من لا يعجبه التحليل والبعض الآخر قد يراه أصاب الهدف,والبعض والبعض....ونحن واعني أنا ومن يحلل عندما نكتب نتوجه إلى الداخل والخارج في آنٍ معاً هادفين من ذلك خلق الوعي لدى الجميع ,وفي الكثير من الأحيان نستخدم كلمات بسيطة للوصول إلى الجميع بعيداً عن تعقيدات اللغة ومفرداتها,وفي الكثير من الأحيان نستخدم لغة الشارع لنكون صوته,وانطلاقاً من صوت الحق وكذبة الربيع الأمريكي سأبدأ بالتحليل من ربيع تونس,ولماذا تونس أولاً؟ هل لأنها الأكثر ديمقراطية عربياً والمرأة التونسية الأولى عربياً في حقوقها وحريتها,وسياحياً الأولى وزيت الزيتون,هذه حزمة من الحقائق استندت على إدراجها من تقييم المنظمات الدولية مع العلم بأن النظام الاجتماعي التونسي شبيه إلى حدٍ ما بالنظام الاجتماعي الفرنسي,والرئيس التونسي قبل الربيع الأمريكي منتخب ديمقراطياً.
وجاء الربيع التونسي من بوعزيزي الذي أضرم النار بنفسه,و أنا سأعتبر ماحدث حقيقة كون المذكور قد احترق بمعنى إن كانت فعلته مدبرة أو لم تكن لكن النتيجة الحرق والموت ,ويبقى على الشعب التونسي البحث في انتمائه المذهبي بمعنى هل ينتمي إلى تنظيم القاعدة وفعلته جاءت استعجالاً للقاء الحوريات؟! وهل ذلك الفعل يستدعي خروج تونس بشيبها وشبابها إلى الشارع لتعلن إسقاط نظام الاستبداد أم أنها مؤامرة مدبرة حيكت خيوطها في الدوائر الصهيوامريكية مع الشركاءا لتكفيريين على اعتبار أن الأمة العربية أمة إسلامية, فالجميع سيقدم الأمر والطاعة ,وهذا ما كان.
وسقط النظام ورحل زين العابدين وجاء المرزوقي ليكون رئيساً إخوانياً صنع في أمريكا,وسؤالي لأحرار تونس :
هل زال الاستبداد؟؟ !
هل توسعت دائرة الديمقراطية؟؟!
هل تحققت العدالة الاجتماعية في توزيع الثروة؟؟!
وهل رحل الفقر عن الفقراء أم ماذا؟؟!!...
وانطلق الربيع الأمريكي ليحط في مصر,وبنفس السيناريو بعد النجاح الفائق لربيع تونس وهو انقلاباً عسكرياً بامتياز ليكون للإخوان المسلمين مكان الصدارة في إشعال فتيله ويرحل مبارك ليحل مرسي الإخواني وهو صنيعة أمريكية على قاعدة الأمر والطاعة لولي الأمر.
لكن أبناء ناصر وعرابي وزغلول سرعان ما شعروا بأن هناك من سرق ثورتهم بمؤامرة دنيئة فكان التصحيح لمسار الثورة وعودة النظام العربي القومي التقدمي,وهذا ما أثار حفيظة المتآمرين فكان لابد لهم من التدمير للقضاء على أي حركة قومية تقدمية لكن أبناء مصر سيدافعون عن مكتسبات ثورتهم حتى آخر قطرة من دمائهم ولن يتخلوا عن عروبتهم مهما كلف الأمر من تضحيات .
أما الربيع الأمريكي في ليبيا فقد حط ليشكل دماراً وخراباً واقتتالاً بين أبناء الشعب الواحد ,وكان في النتائج اغتيال الرئيس الليبي ومجيء رئيس إخواني صنع في أمريكا,ولايزال الاقتتال مستمراً وتقسيم ليبيا حاضراً .
وحكاية اليمن تأتي بعد اقتتال ودماء وخراب لتكون التسوية الخليجية حاضرة برعاية سعودية على اعتبارها تحتل قسماً من الأراضي اليمنية الأغنى بالنفط وذلك برضى الراعي الرسمي للإرهاب العالمي "أمريكا وربيبتها إسرائيل".
ماقدمته هو كذبة الربيع العربي الأمريكي.لكن للشعوب العربية كلمتها وهذا ما قاله شعب مصر وسيقوله الشعب الليبي وكذلك الشعب التونسي رغم المحاولات الجادة للمتآمرين في اغتيال كل التقدميين وتونس المثال الحاضر أمامنا التي أضحت تتصدر قائمة الدول في تصدير الإرهابيين التكفيريين و تتحول من دولة ديمقراطية إلى دولة طالبانية كما يريدها المتآمرين ,لكن للشعب كلمته وستعود ليبيا وتونس إلى مسارهما الطبيعي رغم كل ما حصل .
وننطلق إلى ربيع سورية ,سورية الحكاية التي أذهلت العالم وأذلت المتآمرين ,تابعوني في المقالة القادمة بعنوان سوريا الكرامة أو الشهادة.