دام برس:
بعد مرور أكثر من سنتين على الأزمة السورية بدأت تأثيراتها التي حذرت منها القيادة السورية تصل إلى دول الجوار. وبدأ من خطط ودعم وأذاق السوريين مر التآمر والخبث يحصد نتائج ما زرعت يداه. متناسياً التاريخ ومتناسياً أو جاهلاً لطبيعة المنطقة. موجة الغضب التركية وحالة الاحتقان وصلت إلى حد الانفجار. وبدأ الصدع الموجود بالاتساع ليبتلع معه كل الغدارين بالشعب التركي الجار قبل الغادر بالشعب السوري. أردوغان الذي قال مع بداية الأزمة السورية وهو يُعطي مواعظه الديمقراطية المزيفة ليقول بأنه لو خرج أمام بيته أربعة أشخاص متظاهرين يُنددون به لاستقال تحت رغبة شعبه. اليوم مئات الآلاف خرجت في الشوارع فقابلها بالرصاص والغاز ليسقط من المتظاهرين ما سقط قتلى وجرحى. ومازال مستمراً في تعنته ليصف المتظاهرين بالعملاء وبأنهم يُنقذون مخططاً خارجياً للإطاحة بدماغه العفن.

التاريخ عندما يقرأه الإنسان لا يرحم أحداً ولعل التذكرة به تنفع من أصاب عينيه الرمد وأذنيه الصمم. ففي بداية الخمسينيات من القرن الماضي حصلت انتخابات في تركيا أعد لها حزب الشعب التركي الذي حكم تركيا منذ فترة العشرينيات وحتى بداية الخمسينيات. ليخرج الحزب الديمقراطي التركي برئاسة "عدنان مندريس" ويستلم السلطة بعد انتخابات حرة كما قالوا.  استمر حكم "مندريس" حتى العام 1961 لتقوم حركة انقلابية على "مندريس" وتطيح به وبحكومته. ولكن ليس المغزى والعبرة في الإطاحة به بل عندما قام الإنقلابيون بإعدام "عدنان مندريس" في نهاية غير مألوفة لرئيس حكومة في تركيا. عشر سنوات من الحكم والسلطة المطلقة كانت نهايتها مأساوية بهذا الشكل المهين.

أما الآن فأردوغان الجاهل وغير القارئ لتاريخ بلاده قبل تاريخ المنطقة. نسي ما حل بسفله "مندريس" فكانت نهايته القادمة وعنقه مرتبطة بقطعه لشجرة في إحدى ساحات اسطنبول، شجرة قصمت ظهر البعير. فحياة شجرة مقابل حياة رئيس حكومة متغطرس متعطش للدماء. تدور الدوائر والله يمهل ولا يهمل فمن طبخ السم في يوم من الأيام وأراد أن يُذيقه لجيرانه، سُكب السم في صحنه ليرتشف منه ما سيؤدي لمقتله. أيام قادمة ستحمل معها نهاية أزمة في سورية وبداية ثورة في تركيا، ربيعها قطاف من أفسد وشرب الدماء.