دام برس:
خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما في الذكرى الـ 98 للإبادة الأرمنية...منقول عن خبر أرمني .. وجه الرئيس الأمريكي باراك أوباما خطابا مكتوبا للشعب الأرمني وللجالية الأرمنية في الولايات المتحدة بمناسبة الذكرى الـ 98 للإبادة الجماعية الأرمنية.
وفيما يلي نص الرسالة مترجما إلى العربية عبر فريق عمل موقع خبر أرمني:
اليوم نحيي ذكرى الــ Մեծ Եղերն تكريما لأرواح من فقدوا حياتهم في واحدة من أبشع فظاعات القرن العشرين. قبل 98 عاما تعرض 1.5 مليون أرمني للمذابح وتم تهجيرهم ليلاقوا مصيرهم المحتوم بالموت في الأيام الأخيرة للأمبراطورية العثمانية.
في وقفة تأمل نتابع اليوم تفاصيل الحياة التي أطفأت لدى العديد ممن عانوا بشكل لا يوصف خلال تلك الحقبة.
بهذا الشكل ننضم إلى الملايين في أرجاء المعمورة كما في الولايات المتحدة ممن يحيون هذه الذكرى على مستوى المؤسسات المحلية كما على مستوى العائلات والأفراد.
ولابد مع هذه الذكرى أن نؤكد التزامنا الدائم لضمان عدم تكرار مثل هذه الفصول المظلمة من التاريخ.
قد عبرت عن رأيي بخصوص ما حدث سنة 1915، ورأيي هذا لم يتغير.
اعتراف كامل وصريح وعادل بالوقائع التي حدثت وهو بالتأكيد في مصلحة الولايات المتحدة. إن الأمم ترتقي وتزداد قوة من خلال الاعتراف بماضيها المؤلم وبتصفية الحسابات العالقة وبالتالي بناء أسس المستقبل الأكثر عدالة وتسامح.
نحن في الولايات المتحدة قد تعلمنا الكثير من دروس الماضي وسعينا دائما للتوافق مع بعضنا البعض في أحلك لحظات تاريخنا. نقدر عاليا الشجاعة التي يتملكها الأرمن والأتراك في سلوك طريق المصالحة ونشجع لتقديم المزيد في هذا المضمار بدعم من حكومتي البلدين وبدعمي الشخصي.
يتميز تاريخ الشعب الأرمني بالروح التي لا تقهر وبالمرونة الكبيرة في مواجهة الشدائد والمعاناة الهائلة.
وأمريكا اليوم أقوى بفضل مواطنيها الأرمن الذين ساهموا في بناء المجتمع الأمريكي ومساهمتهم الكبيرة في المضمار الثقافي.
بمقاييس صغيرة نرد للأرمن جميلهم الكبير هذا بدعمنا المتواصل للشعب الأرمني في بناء دولتهم التي سيفخر بها الأجداد حتما، دولة الديموقراطيات واحترام الحقوق والحريات.
اليوم نقف مع الأرمن في كل مكان في إحياء ذكرى الـ Մեծ Եղերն وتكريم ذكرى الذين فقدوا أرواحهم مؤكدين دعمنا والتزامنا الدائم تجاه شعب أرمينيا.
الكلمة التي وردت بالارمنية مرتين في اول وآخر الخطاب المكتوب للرئيس أوباما رئيس الولايات المتحدة الأميركية Մեծ Եղերն تعني باللغة العربية (الكارثة الكبرى)، وورود هذه الكلمة في خطاب الرئيس الاميركي مرتين وباللغة الارمنية، هو برهان ساطع على الاعتراف بما تعنيه بالتحديد، ودرج الارمن على استعمال هذه الكلمة لتوصيف المجزرة (الجينوسيد) حملة التطهير العرقي المروعة التي طالت الشعب الارمني في اراضيه الطبيعية في ارمينيا الغربية والتي ادت الى قتل مليون ونصف ارمني (كما يشير اليه الخطاب المكتوب للرئيس الأميركي) وضياع كل ما يملكه الارمن من سهول وجبال وشواطئ وبحيرات وانهار ومزارع واراض واشجار وثمار وكروم وبيارات ومحاصيل ومراعي وثروات زراعية وحيوانية ومدن ومحلات واسواق وعقارات وبيوت وكنائس ومدارس ونوادي ومال وذهب وفضة ونفائس في البيوت وفي الكنائس وآثار واوابد أثرية وقلاع وشواهد قبور منحوته بأشكال زخرفية رائعة لا تتماثل ولا تتشابه ابداً لأنها أعمال نحت يدوية تم تحطيم معظمها لأنها تذكر بأصحابها، وكلها لا تقدر بثمن، ونساء تم سبيهم وانتهاك اعراضهم، وأطفال صدعوا رؤوسهم الصغيرة على الصخور، وحوامل بقرت بطونهم من أجل رهانات سخيفة، واموال مودعة في البنوك وشهادات تأمين على الحياة، وتمت مصادرتها كلها
وتمت ايضاً مصادرة الثروة الثقافية للشعب الارمني من علوم وثقافة وحضارة وملابس فولكلورية وموسيقى وفن وغناء ورقص وآلات موسيقية، ومأكولات شعبية وكل المطبخ الأرمني، وأيضاً تم نسب ألعاب الاطفال وملابس ألعاب الاطفال المخصصة لكل مدينة ارمنية تم نسبها للأتراك وتم اجتياح كل هذه الثروة الأممية الى أناس جدد لم يألفوها ولم يعرفوها ورثوها قسراً وظلماً وأورثوا أصحابها الحقيقيين ظلماً وفقراً وألماً وحرماناً وفاقة....العدالة يا سيدي الرئيس تقتضي أن تنتهي هذه المظالم وان تعود الارض لأصحابها الحقيقيين وأن يعوض الاحفاد على قدر ما استفادوا وعلى قدر ما أضاعوه على الغير الأولى بالحق والاستفادة...الاعتراف في نظرنا هو انهاء معاناتنا وتمكيننا من العودة الى ارضنا في ارمينيا الغربية، لنتولى الدور الأمثل في بناء الارض واعادة بناء ما نسف بالديناميت، والمشاركة في تقدم البشرية جمعاء.
آرا سوفاليان
كاتب انساني وباحث في الشأن الأرمني
arasouvalian@gmail.com