دام برس – لما المحمد :
افتتحت وزارة الثقافة المنتدى الحواري الوطني لتعزيز البنية المعرفية والثقافية و الأخلاقية للمواطن السوري الذي تنظمه وزارة الثقافة و الهيئة العلمية للبحث العلمي و برعاية كريمة من السيد وزير الثقافة عصام خليل و حضور كريم من السيد وزير الأوقاف عبد الستار السيد و الأديبة كوليت خوري و أعضاء من مجلس الشعب و قامات علمية و فكرية رائدة في المجتمع  السوري .
وفي كلمة للسيد وزير الثقافة السيد عصام خليل أكد فيها على الخروج من التاريخ للدخول في الجغرافيا ,بقراءة نقدية فاحصة تنصب على كل ما شكل قناعات محسومة توارثنا تداولها بلا أي تمحيص أو تفكير حتى اكتسبت قشرة من القداسة تزداد قساوة كل ما تراكم الزمن ,ولأن الحياة مقدسة فلا يجب أن تكون وقت من ندم وهي لاشك ستكون كذلك إن كانت مجرد زمن يهدره من لا يجيد إغناء الحياة وصناعة المستقبل, مضيفاً بأن المحنة السورية التي نعيشها لا تساعد على القناعة بنجاعة الأساليب و الوسائل و إن اتفقنا على صحة الأهداف و نبلها .
في حين حيا السيد وزير الأوقاف الدكتور عبد الستار السيد بداية الانتصار في كويرس الذي عزز لدى الشعب قناعة الانتصار ، مؤيداً كل ماجاء حول مسؤولية الجميع  مستذكراً الموضوع الأخلاقي أولاً و التقصير في الجانب الديني ، داعيا لبناء الوطن من جديد و تطويره بتحديد الحسابيات التي كانت موجودة في الدولة بشكل عام ، و العمل على تفعيل دور المؤسسات الدينية في البنية المعرفية و تكريس الإسلام الصحيح بكل أطيافه في المجتمع ، قائلاً بأن مشكلة الخطاب الديني و تطويره  عامة فالدين موجود في كل أنحاء العالم والمواطن هو المتلقي و بالتالي لا نستطيع إفراض المعلومة الدينية عليه،
وفي لقاء أجرته دام برس مع الدكتور حسين جمعة رئيس اتحاد كتاب العرب سابقا أكد فيه على إدراك هيئة البحث العلمي لقيمة الإنسان نفسه بقيامها لهذا المنتدى و دعوة الكتاب و ذوي الفكر لتبادل الرأي في شأن مستقبل سوريا و بناء الإنسان من جديد بقدرتنا على تجاوز ما مر على الإنسان السوري بخمس سنوات من صمود صلب بالرغم من القتل و التدمير و الذبح , وبناء الدولة بقوانينها وترسيخ الهوية و المواطنة و احترام الإنسان في إطار دولة القانون و المواطنة.
بينما أكدت لأديبة و الكاتبة كوليت خوري أن إيمانها بالدور الكبير والهام على جميع الأصعدة منذ بدء البشرية وحتى هذا اليوم ، باحثة في المنتدى عن وجود البنية الثقافية لدى المواطن السوري من أجل تعزيزها و ترسخيها بالبحث بداية عن معنى الثقافة بكل مواقعها في الجمل , فالثقافة لايمكن فصلها عن الأخلاق والوطنية فهي بالأساس أخلاق ، و الأخلاق تراجعت عند فئة من الجيل الوسط ولكن هذا الشعب العظيم لا تؤثر عليه هذه الفئة .
في حين أوضح الدكتور علي القيم عن الثقافة ودورها في حياة المجتمعات و الفرد فهي عملية متصلة الحلقات باعتبارها مستمرة و متوارثة ، فالإبداع الثقافي بكل مجالاته الفكرية والفنية و الأدبية يتأثر بالوضع السياسي ، ونظرة السلطة إلى دور الثقافة في حياة الناس اختلفت ، مضيفاً بأن الثقافة تحتاج إلى دور كبير من قبل المؤسسات الثقافية في إتاحة وتوفير الفرص المناسبة للمفكرين والباحثين للقيام بدورهم الحيوي والفعال في تعزيز البنية الثقافية للمواطن السوري .
وفي ذات السياق تحدث الدكتور خالد المطرود لدام برس عن المرحلة الجديدة التي بدأنا نعيشها بعد الحرب على سوريا ، وعن انتصار الجيش العربي السوري في كويرس وهو إيضا بداية انتصار لانتصارات أخرى حتى تحرير كامل الأرض السورية ، واليوم علينا بناء الإنسان بتكاتف كل مؤسسات المجتمع للنهوض من جديد بالمواطن السوري من خلال وعي جديد يرتكز على انتمائه لسوريا.