دام برس:

لطالما تحدثنا أن النصر سيكون للجمهورية العربية السورية ولمحور المقاومة وأن النصر صنعته حكمة السيد الرئيس بشار الأسد و تضحيات حماة الديار وصمود الشعب السوري وقتها اعتبر البعض كلامنا مبالغ فيه وبدأت ساعات الصفر تتوالى وسورية تمضي نحو النصر بخطى ثابتة و تتسارع الأحداث وتتعاظم التهديدات وسورية ما تزال متمسكة بثوابتها ولم يعد خافيا على احد أن دول الغرب والولايات المتحدة ودول إقليمية وحلف شمال الأطلسي ومعهم كل التنظيمات الإرهابية في العالم وضعوا أمامهم هدف واحد ألا وهو تفتيت محور المقاومة وإسقاط سورية وعلى الرغم من كل الإمكانات سقطوا هم وبقيت الجمهورية العربية السورية.

إذا أردنا أن نقوم بجولة سريعة على خارطة السياسة العالمية نجد أن دويلة قطر والتي تعتبر المحرك الرئيسي لما سمي الربيع العربي سقطت بحكامها المتآمرين وسقوط الحمدين كان بالضربة السورية القاضية وتميم اليوم يقف حائرا متراجعا عن سياسة أسلافه لا يعلم ما يصنع منظرا أوامر سيده في تل أبيب.

انتقالا إلى الدول التي ضربتها عاصفة الربيع العربي نجد تونس وليبيا في حالة ضياع تام فلا قانون يحكم الدولة ولا وجود لرجال الدولة أما اليمن فهي اليوم تحت وطأت صراعات مسلحة تقودها تنظيمات متشددة والدولة غائبة حاضرة وفي مصر العربية سقط المدعو مرسي وبات سجين إلى جوار سلفه فواحد إخواني مجرم والآخر أمريكي عميل وقريبا سنجد مصر عربية من جديد وإذا نظرنا إلى من تبقى من دول المغرب العربي نجد حالة من الركود السياسي أما في الدول المحيطة بالجمهورية العربية السورية فإليكم نظرة سريعة على واقعها ففي الأردن ملك حائر منتظر لأوامر واشنطن وهو اليوم على صفيح ساخن وفي العراق حرب ضد الإرهاب أما في لبنان فما بين النأي بالنفس والمقاومة حرب وجود وفي تركيا ضياع وفضائح سياسية وسقوط لحلم إخواني مجرم.

قد يكون كل ما ورد في مقالنا أمرا معلوما للجميع لكن ما هو جديد اليوم وما يثبت صحة ما قلناه في بداية المقال أن الولايات المتحدة بدأت مرحلة جديدة في سياستها تجاه الملف السوري إن جاز التعبير.

بدأت تلك المرحلة منذ أن تراجع سيد واشنطن عن موقفه تجاه الحرب ضد سورية التي طالما لوح بها و من بعدها جاءت محاولات التنسيق الأمني حول التنظيمات الإرهابية المسلحة وإن لم تكن بشكل مباشر مع الأمريكيين إنما كانت عبر وسطاء أوربيين وهنا لابد أن نذكر كلام السفير فورد والذي وجهه لبعض حكام الخليج بأن الحوار مع سورية مسألة أمن قومي أمريكي ولا علاقة لتلك الدول بها.

منذ أيام أعلن السيد ماكين أن سورية انتصرت وان القيادة السورية والجيش السوري يحقق انتصارات على الأرض ولم تهدأ تلك العاصفة السياسية حتى توجها السيد وزير الخارجية السوري وليد المعلم برفضه للقاء وفد الولايات المتحدة قبل الاعتذار من الشعب السوري.

وهنا نقول هل كانت تصريحات كيري الأخيرة بأن السياسة الأمريكية تجاه سورية كانت خاطئة رسالة اعتذار مبطنة ستثبت الأيام صدقنا وسيبقى النصر حليف سورية.