دام برس:

سورية كانت ما زالت وستبقى محور الأحداث و منذ بدء الحرب على سورية كانت الدول الداعمة للإرهاب الدولي تبحث عن فتح جبهات قتال متعددة وتحت عناوين مختلفة ومع بدء الحراك المسلح ضمن الأراضي السورية كانت أنظار الدول الداعمة للمجموعات المسلحة تتجه نحول مخيمات اللاجئين الفلسطينيين لعدة أسباب أبرزها ثقل القضية الفلسطينية وضرورة استثمارها على الساحة العربية والدولية وبالتالي تغيير مفهوم الحرب الدائرة في سورية من حرب ضد الإرهاب إلى حرب ضد الفلسطينيين وإحراج الدول الداعمة للمقاومة والمقاومة نفسها عبر إظهار الحكومة السورية والجيش السوري بمظهر المعتدي على حقوق الفلسطينيين.

من هنا بدء مصطلح حرب المخيمات يتداول على بعض الوسائل الإعلامية من أجل تجسيده على الأرض.

في سورية هناك العديد من المخيمات الفلسطينية وتلك المخيمات عبارة عن مناطق سكنية منها ما هو عشوائي ومنها ما هو منظم ويقطنها الفلسطينيون والسوريون على حد سواء فقد تداخل نسيج المجتمع السوري والفلسطيني بشكل يصعب بها التمييز بينهم وكل ذلك وحق العودة خط أحمر لا يمكن المساس به.

ومع استمرار مفاعيل الصراع في سورية بدء استهداف المخيمات الفلسطينية من قبل المجموعات المسلحة وكان القرار السوري واضحا وثابتا بأن الجيش السوري لن يتدخل عسكريا في مناطق المخيمات الفلسطينية وقد أوكلت المهمة إلى فصائل المقاومة الفلسطينية داخل تلك المخيمات للحفاظ على الأمن ومنع المجموعات المسلحة المرتبطة بأجهزة أمن بعض الدول الإقليمية والعربية من إشعال تلك المناطق والتي تشهد كثافة وتنوع سكاني.

وقد شكل مخيم اليرموك الواقع على بعد 8 كلم من دمشق والذي يعتبر أكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين في سورية العنوان الأبرز في تلك الخطة من حيث موقعه الجغرافي وقيمته المعنوية كرمز للنضال الفلسطيني في المرحلة الماضية.

ومع بدء الحراك المسلح ضمن المخيم بدأت ترتسم ملامح الصراع الحقيقي حيث احتجزت المجموعات المسلحة آلاف من المدنيين ضمن المخيم وأقامت السواتر والحواجز لمنع أولئك المدنيين من التوجه خارج المخيم إلى أماكن أكثر أمانا وبالتالي بدأت مرحلة جديدة في حرب المخيم تحمل طابعا إنسانيا حيث تم استثمار المعاناة في أحياء المخيم المحاصرة أساسا من قبل المجموعات المسلحة.

وقد حاولت الجهات الحكومية السورية وبالتعاون مع فصائل المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جناح أحمد جبريل من التوصل إلى اتفاق مع تلك المجموعات يهدف إلى تسوية وضع المسلحين وإدخال المساعدات إلى داخل المخيم وتحييده عن العمليات العسكرية لكن تعنت تلك المجموعات وارتهانهم للخارج أفشل كل تلك المحاولات وبقيت الصورة على حالها حيث يشهد أطراف المخيم اشتباكات متقطعة بين المجموعات المسلحة من جهة والفصائل الفلسطينية المقاومة وما أطلق عليها اللجان الشعبية الفلسطينية مدعومة لوجستيا من الجيش السوري من جهة أخرى.

وبعد تفاقم الوضع الإنساني داخل المخيم وفشل الدول الداعم للإرهاب بلعب ورقة المخيمات الفلسطينية وافقت المجموعات المسلحة على إدخال مساعدات إنسانية إلى داخل المخيم وعلى دفعات ورغم ذلك استمر مسلسل الكذب المفضوح.

كتبنا في المرة الماضية حول معاناة الأخوة في مخيمات الداخل المحاصرين من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة ولابد لنا من أن نعيد الكلام مرات ومرات عل من لم يعي خطورة المسألة يستيقظ ضميره من غفلته وسنقول بأن سورية قيادة وجيشا وشعبا استضافت أخوتنا الفلسطينيين وستبقى تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني حتى زوال الاحتلال رغم طعنات الغدر من بعض من تنكروا في رداء المقاومة.