دام برس:

لست هنا بوارد الدفاع أو الهجوم و لا حتى المديح أو الانتقاد إنما كمواطنة سورية أولاً وكإعلامية ثانياً من واجبي أن أتحدث عن ما جرى يوم أمس في أحد البرامج الغنائية. إن وطني سورية يتعرض لحرب عالمية شرسة تمولها دويلات الخليج , حرب لم يشهد التاريخ الحديث مثلها وأنا لا أبالغ لأن العالم لم يشهد مثل هذا التحالف ضد دولة واحدة لا لشيء إلا لأنها داعمة لحركات التحرير والمقاومة.

لقد اتخذت هذه الحرب أشكال متعددة حتى أنها طالت كافة جوانب الحياة وفي كل يوم نشيع شهداء الحق وحماة الديار يقدمون أرواحهم فداء لحريتنا ووحدتنا واستقلالنا .

المشكلة بأن البعض نسي أننا في حالة حرب وأخذ يفكر بطريقة ينسى بها معاناته وبعيدا عن الأخبار السياسية والميدانية تابع البعض برنامج للمواهب الغنائية بالنسبة لي انتبهت للمسألة عندما أرسلت لي إحدى شركات الاتصالات رسالة من اجل التصويت لإحدى المشتركات السوريات، ولأن السوريين أصحاب مبدأ أرادوا أن يروا أبناء وطنهم في المقدمة علهم يرفعون علمنا الغالي في أي محفل وهذا ما كان وتتوالى حلقات البرنامج والسوريون يصوتون لأبناء بلدهم وفي كل حلقة يقولون اليوم سترفع المشتركة فلانة أو المشترك فلان علم الجمهورية العربية السورية إلى أن أتت حلقة يوم أمس حيث وجه المشتركان رسالة فخر لمن خانت وطنها وساهمت في سفك الدم السوري.

ليس من يحمل السلاح فقط هو من يسفك الدم السوري الطاهر إنما كل من حرض ووجد المبررات ووقف إلى جانب مدعي الحرية من مرتزقة وعصابات مسلحة أيضا هو شريك في الجريمة وهذا هو حال الكثيرين من الفنانين الذين مضوا في ركب الذل والخيانة.

يقول البعض بأن ما جرى يوم أمس في برنامج أرب آيدول هو فخ نصب للمشتركين السوريين ولكن الجواب واضح كان بإمكانهم التزام الصمت ولكن أن نوجه الشكر لمن خانت وطنها فهذا خطأ لا يغفر.

وهنا لابد من القول إن شبابنا السوري مازال يمتلك الوعي ويشعر بالمسؤولية وردات فعله تعبر عن مدى التزامه بقضايا وطنه.

رسائل الاعتذار لن تجدي نفعا والاعتذار الوحيد الذي قد يرجع لي حقي كمواطنة سورية هو أن يظهر المشتركان السوريان يحملان العلم السوري ويعتذران من الشعب السوري فهل سيقومان بذلك أم أنهم سيقولان بأن قوانين البرنامج لا تسمح بذلك.