Logo Dampress

آخر تحديث : الاثنين 17 حزيران 2024   الساعة 02:10:15
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
الأميركيون والكيميائي .. سيرة سوداء

دام برس :

تتقاطع المعلومات حول استخدام "داعش" للمواد الكيميائية في هجماته، ولكن بغداد لم تجّهز الجيش العراقي والقوات الأمنية ولا الحشد الشعبي بما يتناسب وهذه المعلومات المقلقة، ولم تتحرك بشكلٍ أكثر فاعلية عند الحلف الذي تقوده واشنطن. مضافاً لذلك أن للأميركيين علاقة بالأسلحة الكيميائية سيرتها سوداء بين دفتي كتاب أسود. فمن أغفل استخدام النظام العراقي لهذه الأسلحة ضد المدنيين في ثمانينيات القرن الماضي، احتل العراق بعد خمسة عشر عاماً بحجة السلاح الكيميائي الذي لم يُعثر عليه، وان كل التقنيات والتطور الأميركي، لا يراد لها وله أن تقطع الشك باليقين لجهة استخدام السلاح من قبل "داعش". يتساءل البعض، هل الأميركيون يريدون الترويج لخطر داعش وتوسع إمكاناته العسكرية للبقاء في حربٍ بلا أفق؟ ولم سبق معلومات الكيميائي أن 75 % من الغارات عادت من دون تنفيذ ضربات على التنظيم؟ ومن ذا الذي يصدق أن طائرات واشنطن وحلفها التي تجوب سماء العراق، لم تتمكن من رصد أرتال "داعش" التي هاجمت الرمادي؟ ولم هذا الفتور في الجبهة من قبل العراقيين أنفسهم؟ الهدف الجيوسياسي من الحرب هو ما يقلق الباحث عن الأسباب. واشنطن تحاول التحصل على مكاسب لها علاقة بإقامة الإقليم في غرب العراق، وهي تضغط باتجاه تشكيل الحرس الوطني، وتبدي استعدادها للتسليح والتدريب، ويضيف السفير الأميركي في بغداد ستيوارت جونز إن "الحرس الوطني هو من سيعّمق الوحدة بين العراقيين"! في وقت ان وحدة العراقيين بحسب المنطق، ستتعزز إن شارك كل أبناء بلاد الرافدين في تحرير الأرض، وأن لا تلقى المهمة على أبناء المناطق المحتلة من "داعش". وإن كانت بغداد بشرعيتها وقوتها ومشاركة حلفائها تتحدث عن برود الجبهة لأسبابٍ ميدانية تتصل بالمدنيين، وغيرها من أسباب، كيف إذاً يمكن لقواتٍ يتم إنشاؤها حديثاً (الحرس الوطني) قتال التنظيم وتحرير الارض ومعالجة هجماته بالأسلحة الكيمائية؟ (هذا في العراق فقط ) لتأتي بعدها مرحلة الإعمار، والتي بطبيعة الحال ستوكل لمن حرر الأرض بتنسيق أميركي، على اعتبار أن الأميركيين سلحوا ودربوا وشاركوا في القتال، لتكتمل فصول إنشاء الإقليم الغربي. القلق الرسمي العراقي من السلاح الكيميائي ليس بحجم استخدامه، لأبسط حقيقةٍ عملية وهي أنها مواد ستعلق لسنواتٍ في تربة الأرض. كما أن السلاح سيمنح قوةً أكبر لتنظيمٍ إرهابي هو الأخطر. ومن يدري ما الذي سيمرره التنظيم مستقبلاً، وما هي أهدافه العسكرية المقبلة التي سيستخدم فيها سلاحاً خطراً، وما الذي سيقنع العراقيين أن النكتة تكمن في أن السلاح الذي امتلكوه يوماً لم يدافع عنهم، ولم يعطهم ما يرهب عدوهم عندما كانوا دولة تمتلكه، وأنه يراد لهم أن يرتضوا أي حلول مستقبلية، لأن تنظيماً متطرفاً يمتلك ما لا يمتلكون.

الوسوم (Tags)

داعش   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz