Logo Dampress

آخر تحديث : الاثنين 17 حزيران 2024   الساعة 02:10:15
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
ليلة الإنقلاب على «إتفاق الزبداني»

دام برس :

إنهارت الهدنة في الزبداني يوم أول من أمس السبت بشكلٍ دراماتيكي لتعود السخونة العسكرية إلى الجبهات. إنهيار تتحمل مسؤوليته “أحرار الشام” التي لم يكن لديها جدّية للحل منذ اليوم الأول!.

لم تنفع الأحاديث الجانبية التي قام بها المسلحين مع مقاتلي #حزب_الله و #الجيش_السوري على جبهات ومحاور #الزبداني. المبادرات الفردية التي تحمل في طياتها عدم نية لدى المسلحين في الإستمرار بالحرب، وتظهر إستعداداً لديهم للقبول بالحل السلمي، ضربها القادة الكبار عرض الحائط، فيما إستغلّت حركة “#أحرار_الشام” التفويض المعطى لها بشأن التفاوض مع السلطات السورية وحوّلته إلى مادة ضغط لتحسين أمورها ومواقعها على جبهات أخرى.

يُجمع المعارضون كما الموالون على إتهام “أحرار الشام” بنسف الهدنة بعد ان كانت المفاوضات قد قطعت أشواطاً بعيدة. الحركة ذات النفوذ التركي لا تعير إهتماماً لواقع #سوريا ومصالحها على عكس ما يقول زعماؤها، بل تعير النفوذ والصراع والتداخل الإقليمي والدور #التركي إهتماماً أكثر. هي مفاوضات #تركية – #إيرانية، يجمع المفاوضون على ذلك، ويتحسّر أحدهم على خروج الأيادي #السورية منها. “كنا نريدها #سورية – سورية دون بعد إقليمي” هذا ما يصرّح به رئيس حزب التضامن المعارض الأستاذ #محمد_أبو_قاسم، أبن مدينة الزبداني لـ “#الحدث_نيوز”، فالحسرة على ما وصلت إليه الأمور واضحةوتعب الأسابيع “ذهب أدراج الرياح” كما يقول.

المفاوضات ذهبت بعيداً.. ولكن!

كانت المفاوضات قد وصلت إلى أماكن بعيدة وحساسة لامست الإتفاق. أحدث المفاوضون خرقاً في جدار المباحثات في أيام الهدنة، بنانت ليونة لدى السلطات السورية وعدلت عن طلب إخراج المسلحين من المدينة دون أسلحتهم، وتم التوافق أولاً على إبقائهم داخلها مع تسويه أوضاعهم بعد تسليمهم السلاح، جميع أنواع السلاح، الخفيف والثقيل. أبدت #السلطات_السورية صرامةً في شأن نيّتها دخول المدينة  من خلال مؤسساتها “دون ان ترى مسلحاً واحداً”، فكان مطلبها واضح،  هي لا تريد أياً من المسلحين وتريد بأسرع وقت قيامهم بتسليم أسلحتهم وتقديم لوائح وقوائم بأسمائهم ومن ثم يجري تسليم أنفسهم إلى السلطات ومن بعدها يتم معالجة أوضاعهم أمنياً على ان يعودوا فور الإنتهاء من ذلك إلى حياتهم الطبيعية. قسم منهم إختار الخروج من الزبداني في حال تمّ الإتفاق مع الآخرين لأنهم “لا يستطيعون العيش مع #الدولة” لكن القسم الأكبر إختار أن يبقى داخل المدينة كونهم “ابناؤها”، لكن مع مفارقة، انهم لا يريدون تسليم كل السلاح بل يريدون الإحتفاظ بالفردي منه وبعدها يتابعون التفاوض كلاً من موقعه، اي انهم يريدون #مصالحة على شكل مصالحات “#جنوب_دمشق” يحتفظون فيها بالسلطة على الأرض ويتقاسمون المدينة مع الدولة ومن خلال التمثيل في المجلس المحلي (البلدية).

السلطات السورية رفضت هذه الصيغة كون المفاوضين يرفضونها، فمثلاً رئيس حزب التضامن المعارض الأستاذ “محمد أبو قاسم”، لا يريد “تكرار مصالحات ببيلا، المعضمية وبرزة بل يريد دخول مؤسسات الدولة دون وجود أي مسلح والقيام بمصالحة حقيقية، اي صلح بين افراد المجتمع لكي تُستكمل الحياة”، بحسب ما يؤكد لـ “الحدث نيوز”.

هكذا نسفت “أحرار الشام” المفاوضات!

“أحرار الشام” كانت دائماً معرقلة للتفاوض، فعلى الرغم من ان كتائبها المسلحة الكبرى المتمثلة بالزبداني بـ “كتائب حمزة ابن عبد المطلب” التي يتزعمها المدعو #محمد_زيتون، و “#لواء_الفرسان” التي يقودها “#عبدالرحمن_عامر” التي تحظى بإستقلاليّة وكانت تمتثل لأمور المصالحة وتجنح نحو السلم، كانت قيادات مسلحة وفصائل أخرى تتماهى مع خداع “الحركة”، فكانوا عند إلتماس أي تقدم يحصل في المفاوضات يرفعون سقف المطالب.

فمثلاً، تمّ التوصّل إلى إتفاق على تبادل عدد من الجثامين التي بحوزة حزب الله والجيش السوري والعائدة إلى مقاتلين، بأخرى تمتلكها الفصائل المسلحة عائدة للمقاومة وحزب الله مع السماح بإخراج أكثر من 200 جريح من جرحى المسلحين. كان المطلب العالق الأخير إخراج “معتقلين ومسلحين معارضين من سجون الدولة”. وضعوا رقم الـ 20 الف معتقل على الطاولة وفاوضوا عليه، وبعد ان تعرقل البحث هنا عند هذه النقطة، كون السلطات لا تريد إنزال مطالب بالباراشوت هدفها العرقلة، وبدل ان يقدموا تنازلات لإنجاح التفاوض، قاموا برفع الرقم إلى الـ 40 ألف معتقل شريطة الإفراج عن 10 آلاف كبادرة حسن نيّة، ما نسف المفاوضات بالكامل بعد أن إعتبرته السلطات السورية “إبتزاز”.

وعلى غرار أسلوب “المعتقلين” لعبت “أحرار الشام” في موضوع المسلحين. فبعد ان بدأت الأمور تنجلي وتصل إلى خواتيم سعيدة بما خص مصير المسلحين بعد قبول الدولة بقائهم في المدينة، قلبت “احرار الشام” الإتفاق معدلةً عليه، طالبةً إخراج المسلحين من الزبداني، مقترحةً إخراجهم عبر باصات إلى محافظة إدلب. بحث المفاوضون بهذا الأمر وتمّ الإتفاق بعد مداولات طويلة على صيغة توافق عبرها السلطات السورية إخراج المسلحين، في المقابل يفتح المسلحون معبراً آمناً لإخراج الجرحى والمدنيين من مدينتي الفوعة وكفريا نحو ريف دمشق.

تكرّر الإنقلاب مجدداً ليل الجمعة، اي قبل ساعات من إنتهاء مهلة الهدنة. قلبوا الصيغة والتفاوض رأساً على عقب بعد ان طلبوا إخرج مسلحيهم حصراً (الغالبية) مع أسلحتهم عبر باصات كما جرى في أحياء حمص من الزبداني نحو درعا، متخلين بذلك عن المسلحين الاخرين وعن الإتفاق الذي تمّ وينص على إخراجهم نحو إدلب!، أمر رفضته السلطات السورية معتبرةً انه “إبتزاز وعرقلة”. وبدى هُنا، ان الحركة لا تعر المسلحين الآخرين إهتماماً بل تهتم فقط بمصير مسلحيها وكيفية توفير جبهة أخرى لهم ليستمروا في القتال!. التعنّت هذا من قبل أحرار الشام دفع المفاوضين من جهة السلطات السورية إلى “تعليق المباحثات” كون الحركة “لا تمتلك جدية بالتفاوض” بل تعمد إلى “تقطيع وقت ونسف ما يتم التوصّل إليه بإيعازات خارجية” ليس إلا.

ليلة نسف المفاوضات

ساعات ليل الجمعة بدت مغايرة للايام الماضية. تأزم الوضع فجأة، وعادت الأمور إلى البدايات، وكل ما تمّ التوصل إليه نُسف من قبل الحركة التي إتجهت إلى تعديل المطالب ما يظهر نوايا نسف المفاوضات من أساسها. حاول المفاوضون الوسطيون ان يعودوا بزملائهم إلى الطاولة، لكن رفع سقف المطالب كان دائماً المعرقل، حتى لامست عقارب الساعة فجر السبت وبدى أنّ الأمور تتجه صوب العودة إلى الميدان. يقول أحد المفاوضين الوسطيين لـ “الحدث نيوز”، ان قرار تمديد الهدنة إلى صباح الأحد إتخذ بشكل إحادي من قبل السلطات السورية أي من جهة واحدة دون الأخرى بهدف “إنقاذ المباحثات” فيما لم تقم احرار الشام وزناً لهذا التمديد ولم تكترث به وتصرفت على أنه غير موجود”. ويضيف: “أحرار الشام تعاملت مع الأمر فجر الجمعة على انه إنهيار للمفاوضات. سبق ذلك محاولات للضغط وتعزيز اوراقها عبر الإيعاز لمسلحي بردى قطع المياه عن دمشق خلافاً لما كان قد إتفق عليه، وكانت تتحضر في هذا الوقت للوصول إلى ساعة الصفر وإنتهاء مهملة الهدنة، اي صباح السبت، عبر الشروع بقصف مدينتي الفوعة وكفريا لإعلان فشل المفاوضات رسمياً وهذا ما كان”.

كان قد سبق ذلك، قيام الحركة بتسريب ما قالت انها “مسودة اتفاق بين الثوار والنظام السوري” بشأن وقف إطلاق النار في الزبداني – مضايا – يقّين – كفريا – الفوعة وبنش موضحة أنّ البند الأبرز في الاتفاقية يقضي بإطلاق سراح 40 ألف معتقل في السجون الحكومية.

المسودة هذه لم يكن قد تمّ التوصّل إلى إتفاق حولها كونها لم تقبلها السلطات السورية التي إعتبرتها انه “باب من أبواب الضغط”، ولكي تزيد الحركة الضغوطات أكثر بهدف إيقاع الدولة بفخ إسقاط الهدنة وتحملها المسؤولية لاحقاً لكونها تدري مسبقاً أن الدولة لن توافق على مثل هكذا مطلب يرمى على الطاولة فجأة، قامت بتسرب الخبر إلى قناة الجزيرة القطرية لنشره بهدف إرباك السلطات والمفاوضين معاً وإظهار ان الدولة السورية لا تريد الحلّ السلمي.

نقّحت الورقة تلك بطلب زعمت انه “إيراني” يقضي بـ “إخراج أهالي الفوعة وكفريا من بلدتيهم إلى ريف دمشق مقابل وقف عملية الزبداني” على ما قالت، محاولةً الإيحاء ان “إيران” تفاوض على “تغيير ديمغرافي” في الريف الدمشقي لتعزيز إتهاماتها السابقة لـ #طهران. زعم بقي موجوداً على الرغم من إنتهاء المفاوضات، وهذا ما كشفه المتحدث بأسم الحركة المدعو “أحمد قره علي” الذي قال صباح أمس الأحد في قراءته لإسباب إنهيار المفاوضات ان “#إيران تريد إجراء تغيير ديمغرافي في #ريف_دمشق عبر نقل أهالي الفوعة وكفريا إلى الزبداني وإخراج أهل #السنة منها”، بيد ان هذا لم يطرح على طاولة النقاش ابداً وفق ما يؤكد “المفاوضون الوسطيون” لـ “الحدث نيوز”، يل يروا فيه “ذريعة من أجل تبرأة الحركة من إفشال مساع الصلح”.

مسلحو الزبداني مستاؤون!

ومع إنهيار الهدنة التي حمّل المسلحون المعارضون مسؤوليتها إلى حركة “أحرار الشام” بعد البيان الذي نشره “المجلس المحلي” للزبداني الذي يسيطر عليه فصيلا “كتائب حمزة بن عبد المطلب” و “لواء الفرسان”، يوم أول من أمس السبت والذي طالب الحركة بـ “حل الأزمة في المدينة” موجهاً لها إنتقدات ضمنية بشأن إفشال مساعي التفاوض، يأخذ نشاط السعي لمرحلة ثانية من المفاوضات إستراحة، خاصةً بعد نوايا قوات الجيش السوري تطهير المدينة عسكرياً بعد “اللعب” الذي قامت به “أحرار الشام”. وهنا، يبرز إلى الواجهة مسعٍ من قبل العديد من الكتائب المسلحة في الزبداني أبرزها لواء “الفرسان” بأن تفتح  أقنية جديدة لمفاوضات أخرى خاصة بالزبداني حصراً ومعزولة عن ملف “الفوعة – كفريا”، لكن هذا غير مطروح في المدى المنظور بعد ما جرى في الجولة الأخيرة.

إلا ان المفاوضين “لم يستسلموا” بحسب ما يؤكد السيد “محمد أبو القاسم” الذي يعتبر من أبرز المفاوضين. يقول لـ “الحدث نيوز”: “لا نريد هدر مزيدٍ من الدماء. أنا أبن مدينة الزبداني، مدينتي بات 80% منها مدمر. لا نريد ظروف إقليمية تحكم مفاوضاتنا بل نريد حل سوري – سوري بإمتياز، يجب ان نعمل عليه لان هناك مسلحين يجاهرون بالحل وهناك نوايا سليمة لدى السلطة”.

وتابع: “سنبقى نُحكّم العقل والمنطق والاستمرار في مساع المصالحة”. وعن رؤيته للحل في الزبداني قال: “الحل يتم فقط عبر طاولة الحوار والصلح. انا أرفض دخول الدولة بظل وجود المسلحين داخل الزبداني وارفض عدم قيام السلطات السورية بتسوية اوضاع المسلحين”. ورداً على سؤال حول انهم يريدون تكرار مصالحات جنوب دمشق قال: “نحن لا نريد نموذج جديد من مصالحات جنوب دمشق حيث لا يستطيع ابن المحيط الدخول إلى مدينة سورية تبعد عنه 1 كلم. نحن نريد عودة المياه إلى مجريها كما في السابق”.

الوسوم (Tags)

المسلحين   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz