Logo Dampress

آخر تحديث : الاثنين 17 حزيران 2024   الساعة 02:10:15
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
تحرير جرود عرسال والنتائج الإستراتيجية

دام برس :

ما يحصل في جرود عرسال هو تتمّة للمعركة التي بدأها الجيش العربي السوري والمقاومة اللبنانية في منطقة جرود بريتال اللبنانية وجرود عسال الورد السورية، حيث كانت النتائج الأولى للعمليات العسكرية هي ربط المنطقتين ببعضهما وتحقيق عملية الفصل بين الجماعات التكفيرية الموجودة في الزبداني جنوباً وتلك الموجودة في جرود فليطة وعرسال ورأس بعلبك شمالاً.
في المرحلة الأولى من العمليات كان لسيطرة المقاومة والجيش السوري على هذه المنطقة أثر إيجابي مكّنهما من الإندفاع باتجاهين للسيطرة لاحقاً على قمة موسى وجبل الباروح، ما ساعد في السيطرة على كامل جرود الجبّة ورأس المعرّة وهي مساحات واسعة كانت تحت سيطرة الجماعات التكفيرية تمّت استعادتها بمعارك اتّسمت بالسرعة والدقّة وغلب عليها طابع السيطرة على التلال الحاكمة، ومن ثمّ الإندفاعات السريعة والمدروسة لربط المساحات المتعدّدة التضاريس فيما بينها كالوديان والشُعَب وغيرها، وهي التي كانت تحتوي على معسكرات ومستودعات الجماعات التكفيرية.
وممّا لا شكّ فيه أنّ المرحلة الحاليّة من العمليات والتي تجري داخل جرود عرسال، والتي انطلقت من جرود نحلة بسبب الهجوم الذي قامت به جبهة النصرة على مواقع المقاومة، يُعتبر الإنجاز الأكثر أهمية للمقاومة لجهة تمكنها بسبب الهجوم المضاد من تحقيق انتصارات حاسمة على جبهة النصرة في أكثر من موقع كان أهمها السيطرة على قمّة ووادي أطنين وتاليًا سهل الرهوة، وفيما بعد السيطرة على جبل وادي الخيل والذي باتت المقاومة من خلاله تشرف بالنار على أجزاء واسعة من وادي الخيل الذي يحتوي على مراكز قيادة لجبهة النصرة، إضافة الى مستودعات ذخائر وتموين وغيرها.

وتأتي السيطرة اليوم على كامل الجبال الثلاثة وكذلك امتدادات قمة صدر البستان الشمالية لتعطي للمقاومة ميزة الإشراف بالنار على مناطق كبيرة، بما فيها معبر الزمراني الذي بات استخدامه من قبل جبهة النصرة صعباً حيث تتحكم المقاومة بالنار بمسافات كبيرة منه، كما أنّ السيطرة على جبل وجورة القلعة في الجهة الجنوبية الغربية لجرود عرسال يعتبر تقدماً كبيراً سيجبر جبهة النصرة على الإنكفاء سريعاً من وادي الخيل باتجاه منطقة قلعة الحصن وسيتركها امام خيارات مرّة، حيث أنّ انسحابها الى جرود عرسال القريبة من البلدة سيكون تحت مرمى نيران الجيش اللبناني وسيجعلها اقل قدرة على التحرك والمناورة، كما انّ انسحابها الى الجانب السوري بات صعباً بعد سيطرة الجيش السوري على غالبية جرود فليطة ما سيجعل جبهة النصرة محاصرة في جرود مرطبيا السورية وجزء من جرود عرسال اللبنانية. من هنا يبدو أنّ جبهة النصرة ستلجأ الى خيار الإنسحاب الى جرود عرسال القريبة من البلدة والى البلدة اذا تمكنت من ذلك، لأنّ الإنسحاب باتجاه الجرود الشرقية الشمالية لعرسال حيث يتواجد تنظيم داعش سيجعل النصرة في حالة تماس مع داعش، علماً بأنّ مفاوضات تجري بين الطرفين حول الأمر.

في كل الأحوال، فإنّ المقاومة ستكون قريباً في حالة تماس مع داعش في مناطق تواجدها وخصوصاً في منطقة جبال حليمة وخربة داوود وكذلك في اجزاء من جرود راس بعلبك حيث لا تتواجد وحدات الجيش اللبناني.
وإن كان الحديث عن نتائج الإحتكاك مع هذه الجماعات في جرود عرسال القريبة من البلدة سابقاً لأوانه، حيث سيرتبط الأمر أكثر بمهمات الجيش اللبناني نظراً لحرص حزب الله عدم إعطاء الفرصة لأبواق الفتنة من أن تستخدم الموضوع لتسعير نيران الفتنة التي تقوم بها أطراف 14 آذار وخصوصاً تيّار المستقبل الذي ينفذ برنامجاً إعلاميا للدول الداعمة لهذه الجماعات والتي تُدرك مدى الخسارة التي لحقت بمخططاتها واستهدافها لضرب وتفتيت سورية.

وإن كنّا سنعود لاحقاً لمقاربة موضوع عرسال بشكل مباشر، فمن الضروري القول إنّ نتائج العمليات الجارية سيتردّد صداها في كل عواصم العالم وعلى رأسها عاصمة الكيان الصهيوني وكذلك الرياض والدوحة، نظراً لأن السيطرة الكاملة على منطقة القلمون وجرودها ستؤدي الى إسقاط الخطة الرابعة ألأميركية والتي كان عنوانها ربط القلمون بحرمون (جبل الشيخ)، وحرمان الجماعات المسلّحة والدول الداعمة لها من الحصول حتى على مجرد موطئ قدمٍ يمكنها من تشكيل تهديد مستقبلي على منطقة حوض دمشق وكامل الامتداد الى مشارف المنطقة الوسطى في حمص بشكل اساسي.
كما أنّه من الضروري الإشارة الى أن السيطرة الكاملة على جرود القلمون ستمكن الجيش السوري والمقاومة لاحقاً من إتمام عملية السيطرة على سرغايا والزبداني ومضايا سواء بالسيطرة العسكرية او بنتيجة المصالحة التي يتم العمل عليها حاليًا.

الأمر الأهّم أيضاً هو أنّ تحرير هذه المساحات سيجعل الجيش السوري والمقاومة قادرين في الأشهر القادمة على تحريك آلاف الجنود من المنطقة الى جبهات أخرى في الجنوب والشمال السوري، وهو أمر سيضيف لوحدات الجيش السوري المتمركزة في هذه الجبهات إمكانية تحقيق التفوق البشري على الجماعات المسلّحة ويغيّر في خرائط السيطرة الحالية لمصلحة الجيش السوري مستقبلاً.
ختاماً، إنّ تداعيات هذه المعارك على عرسال ستسرّع من حسم الملف وعدم تركه للتجاذب والإستخدام رغم كل التهويل الحاصل حالياً من قبل أطراف 14 آذار الذين يعيشون حالة الصدمة من السرعة التي تتم فيها العمليات ومن الإنهيارات المتلاحقة للجماعات التكفيرية.

سلاب نيوز

الوسوم (Tags)

الجيش   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz