Logo Dampress

آخر تحديث : الاثنين 17 حزيران 2024   الساعة 02:10:15
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
في القملون.. حقائق ورسائل فهل قتل أبو محمد الجولاني

دام برس :

يتقدم الجيش السوري في القلمون وجرودها، وفي الجهة المقابلة من الحدود، تكثف المقاومة اللبنانية من عملياتها مستعيدة السيطرة على نقاط هامة في الداخل اللبناني، وفي الوقت الذي تركز فيه العين السورية على تطهير الشريط الحدودي من الوجود المسلح، فإن العين اللبنانية على عرسال، وتطهير اللبنان من الوجود الميليشياوي الذي لعب تيار المستقبل وحلفائه الدور الأساس في تشكيل بنيته.

الصفحات الموالية للتنظيمات المسلحة بدأت تتقاذف التهم، فالنصرة تتهم تنظيم داعش بخذلانها، في حين أن داعش يرد على هذه الاتهامات بالقول إن النصرة انسحبت تاركة مقاتليه في مواجهة القوات السورية والمقاومين لوحدها، في وقت لا تنسى وسائل إعلام داعش من توجيه الاتهام إلى مسلحي الميليشيات المسلحة وخصوصاً ميليشيا "جيش الإسلام"، والتي يقودها الإرهابي زهران علوش، بأنها تطعن "مقاتلي الدولة" في ظهرهم، وفي مجمل هذه الاتهامات تمهيد من التنظيمات المسلحة في سوريا للانسحاب من القلمون، ولكن ما هي ردة فعل الكيان الإسرائيلي على انهيار مسلحيه في القلمون، ذلك باعتباره المشغل الأساسي والداعم اللوجستي لهذه الميليشيات مستفيداً من وجودها لخلق نقاط التوتر في مناطق انتشار المقاومة اللبنانية محاولا استنزاف قدرات الجيش السوري والمقاومة اللبنانية على امتداد عمر الأزمة السورية، وبعض وسائل الإعلام الإسرائيلية تتحدث عن احتمال توريط الكيان من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مواجهة جديدة مع حزب الله في جنوب لبنان وشمال فلسطين، وفي الأمر ما يثير رعب الجبهة الداخلية للكيان الإسرائيلي، لكن أين هو أبو محمد الجولاني عن إغاثة مقاتليه.

غياب الجولاني عن الساحة الجهادية في الفترة الأخيرة يثير التساؤل حول المصير المحتمل لهذا الرجل، فهل يمكن القول أن الجولاني ومساعده الأساسي أبو ماريا القحطاني قد قتلا خلال العملية الجوية التي نفذها الجيش السوري في الخامس من شهر آذار الماضي، والتي استهدفت مقتل في منطقة الهبيط بريف إدلب ما أسفر عن مقتل 18 قيادي من الصف الأول فيها، عرف منهم حينها "أبو الهمام الشامي" وآخرين، كما إن احتمال أن يكون الجولاني قد قتل أو أصيب في العملية الجوية التي نفذها الجيش السوري أيضاً في الحادي عشر من شهر آذار الماضي في منطقة القنيطرة، والتي أسفرت عن مقتل ضابط إسرائيلي وآخرين من الجنسية الأردنية كانوا يحضرون اجتماعاً لقيادات النصرة وعدد كبير من العناصر في منطقة الفتيان، فغياب قائد جبهة النصرة عن الساحة الجهادية، يفضي إلى أمرين، الأول أن ما يجري في الشمال السوري كان يحضر له منذ فترة طويلة بالتنسيق ما بين الكيان الإسرائيلي و احكومة التركية، وبالتالي فإن الهجوم الشرس على إدلب و جسر الشغور، كان يخطط له في اجتماعي "الهبيط والفتيان"، لكن استهداف القيادات الذين قد يكون من بينهم "الجولاني" ومساعده "القحطاني" أخر العملية في الشمال السوري، وما يؤكد أن غيابهما هو بسبب قتلهما، هو غيابهمها عن معركتي القلمون والشمال.

في عمق القلمون يتقدم الجيش السوري، وفي الشمال، تعمل المقاتلات السورية على فرض طوق ناري على مدار الـ 24 حول المشفى إلى حين وصول القوات السورية لفك الطوق "الجهادي " عنها، فالميليشيات المسلحة التي تم استقدامها إلى جسر الشغور، ليست ميليشيات اعتيادية، فكثافة الهجمات الانغماسية وما يضاف إليها من ضخامة العمليات الانتحارية المستهدفة لمشفى جسر الشغور، يشير إلى أن المعركة هناك ليست معركة اعتيادية، فالمخطط له أن يتم فصل محافظة إدلب بشكل كامل عن الجسد السوري لإقامة إمارة للنصرة تحول إلى منطقة آمنة للميليشيات التي تدربها الولايات المتحدة، وقد يناقش في قمة كامب ديفيد موضوع فرض منطقة "حظر للطيران" إذا ما تم الأمر، وهو ما يتقاطع عليه في التصريحات كل من المسؤولين الأتراك وعلى رأسهم رئيس النظام التركي أردوغان، ودمى الائتلاف المعارض وعلى رأسهم خالد الخوجة التركي النسب الأخواني الهوى، وداعمي الإرهاب من الدول الخليجية الذين ينفقون المليارات من الدولارات على عملية التسليح، لكن المعطيات في الشمال تشير إلى أن العمليات السورية تسير وفقاً لما هو مخططاً لها، سواء في الشمال أو في القلمون، كما غن زيارة العماد فهد جاسم الفريج إلى المنطقة، تفضي إلى أن الأخير ذهب للإحاطة بالعملية التي سيتم الإعلان عن إنجازها قريباً في ريف حلب.

في زواية مهمة من العملية العسكرية الضخمة التي ينفذها الجيش السوري والمقاومة اللبنانية في القلمون والسلسلة الشرقية، يمكن القول أن الجيش السوري وجه لأمريكا وحلفائها الأساسيين، الرسالة الأشد عنفاً على المستوى الإعلامي والعملياتي، إذ أن الفشل الكبير الذي لحق بالقوات الأمريكية في ملاحقة القاعدة في جبال "توربورا" والمناطق الجبلية في أفغانستان ما زال حاضراً، كما يحضر في بال الأتراك أيضاً أن الجيش السوري تمكن من إنجاز مع يعجز عنه الجيش التركي إلى الآن في منطقة جبل قنديل شمال العراق ومرتفعات جبال طوروس في مواجهة الجناح المسلح من حزب العمال الكردستاني، وبعد أربع سنوات من الحرب المفروضة على الجيش العربي السوري، يدخل معركة معقدة مثل هذه ويحسم مرحلتها الأولى خلال أيام، وبالتالي، كيف يمكن لواشنطن وأنقرة وتل أبيب والرياض أن يقرؤا منجز القلمون من جهة، وتماسك القوات السورية في الشمال السوري في محيط إدلب و جسر الشغور من جهة ثانية، والدليل على هذا التماسك هو توالي زيارات المسؤولين السوريين رفيعي المستوى إلى تلك المنطقة، وكان آخرها زيارة الأمين القطري المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي هلال الهلال، وعلى ذلك، يمكن القول أن الدولة السورية ردت على الحملة الإعلامية الشرسة بالحقائق وفقط.

عربي برس - محمود عبد اللطيف

الوسوم (Tags)

الجيش   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz