دام برس :

لمشفى جسر الشغور في حسابات المعركة الدائرة في المدينة بين الجيش العربي السوري والميليشيات المسلحة المرتبطة بتنظيم القاعدة، حسابات رمزية بعد تأكيد الرئيس السوري بشار الأسد على أن المعركة ستحسم قريباً لصالح الجيش السوري، وإن القوات السورية ستصل إلى المشفى قريبا.

فالهجوم الذي نفذته جبهة النصرة مستخدمة مفخخة بوزن ثقيل جداً، لم تسفر إلا عن انهيار الأجزاء الأمامية فقط من المشفى، إذ عمد عناصر الجيش المحاصرين في المشفى إلى استهداف السيارة بقذائف الـ RBG قبل وصولها للمشفى، لكن الانغماسين التابعين لميليشيا "جند الشام" تمكنوا من الوصول إلى تخوم المشفى، وبعد معركة عنيفة لقي عناصر المجموعة الذين ينحدرون من أصول شيشانية وتركمانية مقتلتهم جميعاً، وبحسب المصادر فقد تم إحصاء 70 جثة معظمهم من الجنسية التركمانية.

في المشفى يرابط مجموعة من مقاتلي الجيش العربي السوري الذي يقاتلون وفق المتوفر من الأسلحة والذخائر، فهجوم المسلحين العنيف والمتكرر على المشفى أفضى إلى تحولها إلى قضية صراع وجود بالنسبة للميليشيات، لكن المصادر تؤكد أن سير العملية القتالية في المنطقة تميل كفته لصالح الجيش السوري بعد إحكام الطوق على المدينة، لتصبح التلال الحاكمة تحت سيطرت الجيش السوري، محولاً مصب السيل الناري السوري على الطرق المؤدية إلى المدينة بما أفضى إلى سقوطها نارياً.

في الجانب الاخر من الخريطة السورية، يشتعل الميدان في الغوطة الشرقية بحرب الميليشيات، فمسلحي ميليشيا جيش الإسلام باتوا يرون تنظيم داعش خطراً على وجودهم في المنطقة، ونتيجة للصراع تمكن عناصر ميليشيا جيش الإسلام التي يقودها الإرهابي زهران علوش من إلقاء القبض على عدد من عناصر داعش، وكنتيجة طبيعية للثأر المتبادل بين المجموعتين كانت عملية إعدام بذات الطريقة الوحشية.

إذ نشرت الصفحات الموالية لعلوش عددا من عناصره في زي برتقالي، يعدمون عددا من عناصر داعش وهم بلبس الميدان الكامل، في مشهد لا يخلوا من الوحشية ومحاولة تصدير الخوف إلى خارج الغوطة، للوصول إلى التأثير على معنويات أبو صياح فرامة قائد داعش في الحجر الأسود، الأمر الذي يفهم من سخريته أن ميليشيا جيش الإسلام مصرين على أن تكون الغوطة ملعبهم وحدهم، في حين أن داعش والنصرة لا يطيب لهم الأمر.

يأتي ذلك فيما يستمر غياب زهران علوش عن الغوطة الشرقية، بعد ظهوره في تركيا، والذي تلاه إعلان من الميليشيات المسلحة المطالبة باعتقاله للتحقيق معه، ومن ثم صدر بيان عما يعرف بالجبهة الشامية يعلن عزل علوش من قيادة ميليشيا جيش الإسلام، إلا أن الأخيرة سارعت لنفي البيان معللة ذلك بـ "اختراق حساب زهران علوش على تويتر".

عربي برس