دام برس :

خلال منتدى موسكو التشاوري حاول «صالح مسلم» متزعم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي أن يصور صمود مدينة عين العرب في الشمال السوري أمام الهجمة الشرسة لتنظيم داعش عليها على إنه منجز "كردي" بعيد عن الدعم السوري، وحاول أن يظهر الحكومة السورية على إنها الطرف الذي تخلى عن الأكراد، لكن رد رئيس الوفد السوري الحكومي كان حاضراً بالوثائق التي تظهر حجم المساعدات العسكرية للجيش السوري لقوات الحماية الكردية، في حين  كان عناصر الجيش العربي السوري المسنحبين من الفرقة 17 ومن مقر اللواء 93 في عين عيسى في خطوط المواجهة الأولى مع تنظيم داعش في عين عرب ومن ثم محيطها.

وفي جديد العمليات العسكرية لقوات الحماية، قام الطيران السوري بإسناد تقدمها باتجاه قرى " قرى "خراب العشك فوقاني و خراب العشك تحتاني وقرية درفليت ومعمل ﻻفارج للاسمنت" وكلها قرى في الريف الشمالي من الرقة، وتمكن القوات الكردية من السيطرة على هذه القرى، لكن حزب الاتحاد الديمقراطي عاد لينكر الدور السوري في العملية، مدعياً إن طيران التحالف هو من قام بعملية الإسناد، علماً إن التحالف الأمريكي يعلن عن الطلعات التي ينفذها سواء في سوريا أو العراق لحظياً.

يأتي ذلك بالتزامن مع تؤكده المصادر الخاصة لعربي برس بقيام سلاحي المدفعية والطيران السوري بإسناد قوات الحماية في دفاعها حالياً عن أماكن تواجدها في كل من منطقتي "تل تمر" و "رأس العين" في ريف محافظة الحسكة الغربي، وهو الأمر الذي أدى إلى صمود قوات الحماية الكردية بعد ان قامت قوات الدفاع الشعبي المؤلفة من أبناء العشائر العربية بإسناد الأكراد في دفاعهم عن تل تمر و تحديداً من عشائر " حرب – الشرابيين – البقارة"، وهذا الإسناد كان حاضراً في عملية تطهير تل حميس في الريف الشرقي من ريف الحسكة أيضاً.

البحث عن أسباب هذا الإنكار من قبل صالح مسلم، وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، يأتي الجواب عنه من خلال التسريبات التي نشرت بعد جملة من الاجتماعات التي عقدها مسلم في العاصمة التركية "أنقرة" خلال أزمة عين العرب، وإن كان مسلم قدد وافق بدخول قوات من البيشمركة " لم يتجاوز عددها 150 مجنداً" ولم تشارك في أي عملية قتال، فإنه رضي أيضاً بدخول عناصر من "ميليشيا الحر" إلى المدينة عبر الأراضي التركية، لتظهر هذه الميليشيا على إنها "المعارضة المعتدلة" التي تبحث أمريكا عن الترويج لها، وكل ذلك مقابل إيهام أنقرة لـ "مسلم"، بأنها ستنقذ "عين العرب" من داعش، لكن ما حدث أن الطيران السوري أثر بشكل فعلي في خطوط داعش، التي شهدت قبيل الانسحاب الكبير لعناصره من تخوم المدينة، حالات انشقاق كبرى في صفوف التنظيم لسببين، الأول عدم تحقيق أي تقدم في المعركة التي كانت الخسائر فيها بالنسبة لداعش أكبر من الأهمية الإستراتيجية للمدينة في حسابات التنظيم، والثاني بكون مقاتلي داعش لا يرغبون بالمشاركة في العمليات العسكرية الطويلة الأمد والتي لا يكون فيها غنائم كبيرة، واستفادت القوات الكردية حينها من طول فترة الصمود الذي ما كان ليتم لولا استهداف الطيران السوري اليومي لخطوط داعش الأمامية والخلفية، بما أدى إلى إرباك حسابات التنظيم ومن ثم الانسحاب من المنطقة.

السبب السياسي من وراء انسياق صالح مسلم وبعض القيادات الكردية وراء الرأي التركي وتطبيق توجيهات نظام أردوغان كان لعرقلة مسير منتدى موسكو التشاوري من خلال إضاعة الوقت في نقاشات يعرف مسلم أنه يكذب فيها، في حين أن الدولة السورية لا تنظر إلى المكون الكردي من خلال مواقف الانتهازيين من القيادات التي تبحث عن مكتسبات ضيقة لتحقيق أهدف شخصية تعلو على انتمائهم الوطني وعلى حساب أبناء جلدته الأكراد خصوصاً، والسوريين عموماً، ففي حسابات دمشق أن الكرد مكون أساسي من الدولة السورية ويجب الدفاع عنهم بأي طريقة فذلك من واجبات الجيش العربي السوري المنوط به حماية البلاد.

عربي برس - محمود عبد اللطيف