Logo Dampress

آخر تحديث : السبت 22 حزيران 2024   الساعة 01:43:26
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
ربيع الجرود الساخن ..

دام برس :

كتب عمر معربوني في سلاب نيوز .. بحسب بيان الجيش اللبناني، فإنّ نوع العملية العسكرية التي نفذّتها قوّة من الفوج المجوقل كان الإغارة على مواقع للجماعات التكفيرية كانت تقوم بتحضيرات قتالية ولوجستية في جبل المخيرمة والمرتفع 1465 في أعالي جرود راس بعلبك في المنطقة المحاذية للحدود السورية.

والإغارة في التعريف العسكري هي عمل عسكري مفاجئ ومباغت يتم ضمن ظروف التمويه الجيد وفي الوقت الملائم بعد دراسة المعلومات الإستخباراتية وخلاصة الإستطلاع الميداني والجوي لوحدة معادية متمركزة ومحصنة.

هذه العملية التي تأتي ضمن سلسلة من العمليات الوقائية والإستباقية ضد الجماعات التكفيرية تندرج ضمن خطة تحصين مواقع الجيش ومنع هذه الجماعات من التسلل الى مواقع الجيش والقرى اللبنانية المتاخمة للحدود.

الملفت في العملية هو أنّ القوّة المغيرة لم تتمركز في المخيرمة والمرتفع 1465 رغم تحقيقها لأهدافها لناحية تدمير معدات التكفيريين وأسلحتهم وإلحاقها بهم خسائر بلغت ثلاثة قتلى وأربعة جرحى، وهذا ما يدل على أنّ القوّة المغيرة لا يتناسب حجمها البشري مع حجم الجماعات التكفيرية المتمركزة في المواقع المذكورة أعلاه، وأنّ هدف الإغارة كان يندرج ضمن إحداث الصدمة والرعب في صفوف الجماعات التكفيرية والاستطلاع القريب بالقوة واعتلام المواقع وتبيان معالمها.

وفي نظرة سريعة لواقع الميدان الجردي الممتد من رأس بعلبك شمالاً وحتى الطفيل واعالي بريتال جنوباً، نرى أنّ هذه الجماعات التي انكفأت من القلمون السوري بعد هزيمتها بمواجهة الجيش العربي السوري لا تزال قادرة على التحرك ضمن خط قتال وحركة يمتد لحوالي 60 كلم بعرض يتراوح بين 7 و12 كلم على الجهتين اللبنانية والسورية، مستغلةً التضاريس التي تؤمن لها الإختباء والتحصن، وبالإشارة الى أنّ هذه الجرود كانت قبل تحرير مدن وقرى القلمون من قبل الجيش العربي السوري المستودع الأساسي لهذه الجماعات وخصوصاً الأسلحة والعتاد والذخيرة التي لم تنضب حتى اللحظة ما يدل على حجمها الكبير ومدى استعداد هذه الجماعات.

على الجانب اللبناني من الحدود كانت هجمة هذه الجماعات على مواقع الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي في محيط عرسال في اواخر شهر تموز 2014، والتي أسفرت عن استشهاد وجرح وخطف عدد من ضباط وجنود الجيش هي بداية الإحتكاك الميداني المباشر والذي لا يزال مستمراً حتى اللحظة.

في تقيم سريع لأداء الجيش اللبناني، استطاع الجيش خلال هذه الفترة الممتدة منذ بداية المعارك وحتى اللحظة أن يحقق مجموعة من الإنجازات الكبيرة التي ستدوّن في سجل معاركه المشرفة قياساً على حجم الهجمة وإمكانيات الجيش المتواضعة، حيث استطاع الجيش أن يعيد تثبيت مواقعه وربطها ويبدّل قواعد الإشتباك ويُمسك زمام المبادرة، وهي العامل الذي يُعتبر الى جانب عامل إرادة القتال أهم عوامل ثبات الجيش وتحقيق الإنتصار في معركته الفاصلة.

والذي يجب أن يُذكر أنّ الجيش، إضافةً الى انتشاره على كامل خط الحدود من راس بعلبك الى شبعا، خاض معارك مواجهة كبيرة في طرابلس واستطاع أن يحسم فيها السيطرة الميدانية لمصلحته بمواجهة مجموعات تكفيرية تحركت لمؤازرة جماعات الجرود، والهدف هو تشتيت قدرات الجيش وإجباره على التخفيف من زخم عملياته القتالية في الجرود.

وعلى الرغم من عدم امتلاك الجيش اللبناني ما يكفي من القدرات النارية، فإنه وبواسطة ما حصل عليه في الشهرين الأخيرين من اميركا والأردن سيتمكن من تحسين هذه القدرات بما يؤمن له القتال المركز، وهنا نشير الى أنّ الجيش حصل على 72 مدفع ميدان من طراز M198 howitzer عيار 155 ملم وعلى 12 مدفع ميدان ذاتي الحركة من طراز m109 من الأردن، إضافةً الى أعداد مماثلة كانت بحوزة الجيش من عياري 130 ملم الروسي و155 ملم الاميركي، بالإضافة الى كتيبة راجمات صاروخية bm-21 الروسية.

وبمعزل عن صفقة السلاح الفرنسي الممولة من السعودية والهبات الروسية والإيرانية والبلجيكية المجمدة للعديد من الأسباب والتي لا تشكل مادة بحثنا في هذا المقال، فإنّ ما يتوفر حتى اللحظة للجيش اللبناني يُعتبر مقبولاً لخوض معركته ضد الجماعات التكفيرية اذا ما توفرت المعلومات الإستخباراتية والميدانية والإستطلاع الجوي الملائم أثناء خوض المعركة.

الجيش اللبناني الذي يعمل على توفير شروط وعوامل الإنتصار في معركته القادمة يعمل أيضاً على توفير الغطائين السياسي والشعبي لتحصين عملياته وخطوطه الخلفية أيضاً، وهنا نستطيع القول إنّ الغالبية الساحقة من اللبنانيين والقوى السياسية هي مع الجيش في معركته بما فيهم أهالي عرسال المغلوبين على أمرهم، والذين قد يقومون بانتفاضة على الجماعات التكفيرية في أي لحظة بنتيجة المعاناة التي تحصل لهم بسبب سلوك هذه الجماعات ضد أهل عرسال من تنكيلٍ وخطف وقتل واعتداءات يومية وصلت الى حد لا يطاق، وآخرها ما حصل من استنفار لبعض عائلات عرسال بوجه الجماعات التكفيرية.

في الجانب العسكري لا بدّ من الإشارة الى العمليات التي نفّذها الجيش العربي السوري في السلسلتين الشرقية والغربية للزبداني، وقبلها السيطرة على بلدة معدر أمنت للجانب اللبناني من الحدود نطاق أمان أكبر، وقطعت خطوط التواصل بين جماعات الزبداني والبقاع اللبناني وتحديداً البقاع الأوسط كمخزن خلفي بشري وتعبوي ولوجستي، كان للممرات الواقعة في السلسلتين الشرقية والغربية للزبداني تأثير إيجابي كبير على حركة هذه الجماعات، ويأتي ذكري لهذه الإنجازات التي حققها الجيش العربي السوري للدلالة على تخفيف العبء عن الجيش اللبناني في حماية الحدود اللبنانية على هذا الإمتداد، إضافةً الى قطع خطوط التواصل بين جماعات الزبداني وجماعات أعالي القلمون على الجهتين اللبنانية والسورية ما سيحصر القتال في الإمتداد الذي ذكرته سابقاً من رأس بعلبك حتى أعالي بريتال.

وبكل تأكيد، فإنّ ربيعاً ساخناً ينتظر الجرود اللبنانية والسورية بدأت معالمه بالظهور وربما تكون ساحة القتال جاهزة للإنفجار قريباً، حيث لن تبقى هذه الجماعات التي تتعرض لحصار شديد مكتوفة الأيدي فهي لاعتبارات عديدة ستبادر الى خوض المعركة، وهذا ما سيضعها بموضع الإنكشاف بالإتجاهين اللبناني والسوري بسبب الإجراءات التي اتخذها الجيشان اللبناني والعربي السوري سواء في التحصين او المراقبة او القدرة على تنظيم العمليات القتالية الهجومية او الدفاعية.

ورغم عدم وجود تنسيق مباشر بين الجيشين اللبناني والسوري والذي إن حصل سيشكل تسريعًا لوتيرة المعارك وحسمها، فإنّ ما يجري يذهب باتجاهات إيجابية لمصلحة الجيشين اللبناني والسوري.

أمرٌ أخير لا بدّ من ذكره وهو أنّ هذه الجماعات قد تعمد الى إطلاق خلاياها النائمة للعمل خلف خطوط الجيش اللبناني فيحال اندلاع المعركة، وهو ما يجب أن يتم الإنتباه له من خلال رفع مستوى الإستنفار الإستخباراتي عبر تكثيف الإستعلام والدوريات وكذلك الحواجز في تقاطع الطرقات وتحديداً الرئيسية منها.

الوسوم (Tags)

المسلحين   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz