دام برس :

انهمرت أمس عشرات القذائف الصاروخية على مدينة دمشق، وذلك بعد تهديدات أطلقها متزعم ميليشيا "جيش الإسلام" زهران علوش المتواجد في الغوطة الشرقية، مستخدماً صواريخ "الكاتيوشا" وهي ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها هذ النوع من الصوريخ محاولاً خلق معادلة رادعة مع الجيش السوري الذي قام بالرد السريع والفوري عبر استهداف منصات إطلاق الصواريخ ومرابضها، ليفشل علوش في تحقيق مبتغاه، وهو الأمر الذي دفعه إلى إيقاف قصف العاصمة مغرداً على التوتير بإعلان إيقاف حظر التجوال مع إمكانية عودة القصف في حال قام الجيش باستهداف تجمعات المسلحين في الغوطة الشرقية.

مصدر عسكري ذكر أن الكاتيوشا هي قاذفة متعددة صواريخ تركب على شاحنة تطلق وابلاً يصل إلى 48 صاروخاً لمسافة تبلغ نحو من 4 - 8 كيلو متر، ويوضح المصدر أيضاً أن المجموعات المسلحة تعتمد في إطلاق الكاتيوشا على عربات البيك آب الرشيقة والسريعة الحركة إذ ينصبون منصات الإطلاق في تلك العربات التي تختفي بعد ثوان قليلة من إطلاق صواريخها، ما يصعب عملية استهدافها، لكنه يقلل من أهميتها الاستراتيجية والعسكرية وقدرتها على الأرض مقارنة بقذائف الهاون الثقيلة بالرغم من قوتها التدميرية، مؤكداً أن الهدف من إطلاقها في المقام الأول هو إحداث الهلع أو الانهيار النفسي لدى الطرف الأخر.

من جهته، قال خبير عسكري متقاعد إن الكاتيوشا سلاح روسي يعود جذور إنتاجه واستخدامه إلى الحرب العاليمة الثانية أي قرابة 75 عاما يتكون من رأس حربي وجسم يتضمن الوقود الذي يولد الطاقة اللازمة لطيرانه وذيل يحوي المحرك وهو ما يعمل على استقرار الصاروخ خلال طيرانه، وتستخدم هذه الصورايخ في كثير من الحروب، لاسيما من قبل الميليشيات أو المجموعات المسلحة وليس دولا، نظرا لفعاليتها في ساحات القتال الضيقة والجبلية أي في حرب الشوارع، ويتميز بسهولة تحركه وسرعة إخفائه، وله قدرة على توصيل كمية مدمرة من المتفجرات إلى المنطقة المستهدفة بطريقة أسرع لكن بدقة أقل، ويصدر صوت صفير طويل نسبيا ويرافق الصاروخ حتى انفجاره، لذلك أطلق عليه الألمان في الحرب العالمية الثانية اسم "سيمفونية ستالين" أثناء حربهم ضد الاتحاد السوفيتي.

وأضاف الخبير إن هذا السلاح محلي الصنع وغير مكلف نسبياً وسهل الإنتاج، ويبلغ طول الصاورخ الواحد 1.8 مترا ومدى الإطلاق من 5 إلى 8.5 كيلو متربالإضافة إلى أن زمن تعمير القاذقة هي من 5 إلى 10 دقائف ويبلغ عدد المواسير 12 وزمن الرشقة من 7 إلى 10 ثوان.

وكلمة "كاتيوشا" هي صيغة التدليل لاسم "كاترينا"، أحد أكثر أسماء الإناث شيوعا وانتشارا في روسيا.

وتفيد المعلومات أن ميليشيا "أجناد الشام" أحد أجنحة "الجبهة الإسلامية" والتي تتخذ من حي جوبر مركزا لها هي أول من استخدم صواريخ الكاتيوشا وذلك من خلال قصف العاصمة دمشق في شهر تموز من العام الماضي، وتشير المعلومات إلى أن هذه الميليشيا تدربت على يد جماعة شيشانية تابعة لـ"جيش المهاجرين" من أجل صناعة هذه الصواريخ وتطويرها، مستفيدة أيضاً من القرب الجفرافي للحي المذكور من العاصمة الامر الذي يجعل موقعاً استراتيجياً لاستهداف عمق دمشق، بعد ذلك انتقلت هذه التقنية في التصنيع إلى الغوطة الشرقية مقر ميليشيا "جيش الإسلام"، حيث تقوم الأن باستهداف الأحياء السكنية في العاصمة دمشق.

عربي برس - جوني دوران