Logo Dampress

آخر تحديث : الأحد 16 حزيران 2024   الساعة 00:12:50
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
بداية نهاية المعارك الكبرى في سورية

دام برس :

الكلام عن بداية نهاية المعارك الكبرى في سورية لا يعني أنّ الحرب انتهت، فما يجري حالياً في الميدان هو سلسلة من العمليات التي ينفذها الجيش العربي السوري على كل الجبهات بما فيها جبهتي الحسكة والرقّة.

وعلى الرغم من استمرار المعارك في حلب وأريافها وريف ادلب وريف حماه الشمالي ومحيط جبل شاعر وريف دمشق، فإنّ الجيش العربي السوري بات يُعطي أولوية لمعارك المنطقة الجنوبية ما يعني أنّ القرار واضح وصريح وهو إنهاء حركة وعمليات الجماعات المسلّحة والقضاء على قدراتها البشرية والنارية.

وما يؤكد أنّ الجيش العربي السوري بات يُمسك بزمام المبادرة بشكل كبير في كل الجبهات هو الموقف الذي أعلنه وزير الخارجية السوري وليد المعلم في مؤتمره الصحافي بعد انتهاء زيارته لروسيا ولقائه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهو الأمر الذي يشكّل انعكاساً لتطورات الميدان التي باتت تميل لمصلحة الجيش السوري بشكلٍ كبير، هذا الموقف الذي سبقه زيارة لوزير الخارجية السعودي لروسيا والذي خلا من مؤتمر صحافي ومن لقاء يجمع الرئيس الروسي بالوزير السعودي وهو أمر يعكس الموقف الروسي برفض المطالب السعودية بخصوص سورية وعلى رأسها عزل الرئيس الدكتور بشّار الأسد.

في الميدان السوري تطورات كبيرة إذا قرأناها بشكلٍ شامل ومتكامل فسندرك طبيعة المرحلة القادمة ما بعد انتهاء هذه المعارك.
ومن أهم معالم هذه المرحلة الإنتصارات الكبيرة التي حققها الجيش العربي السوري في حلب في الآونة الأخيرة عبر سيطرة وحدات من الجيش على مناطق السكن الشبابي ومنطقة المقالع، والتي بات الجيش من خلالها يتحكم بحركة تنقل الجماعات المسلحة من والى الأحياء الشرقية لمدينة حلب والتي لا زالت الجماعات المسلحة تسيطر عليها.

وبموازاة تقدم وحدات الجيش السوري فإنّ جهداً حقيقياً يُبذل لإتمام المصالحة الوطنية التي ستُخرج مدينة حلب من دائرة المعارك بشكل نهائي، وما يجري داخل الأحياء الشرقية من تناقضات وخلافات بين الجماعات المسلّحة حول قبول المصالحة أو عدم القبول بها سيؤدي بالتأكيد الى ترسيخ موازين قوى لمصلحة الدولة السورية سواء بالحسم العسكري أو بالمصالحة.

تطورٌ بارز في ريف إدلب الجنوبي حصل عندما تقدمت وحدات الجيش العربي السوري باتجاه معسكر الخزانات وأعادت سيطرتها عليه، هذه الوحدات التي باتت على استعداد للتقدم باتجاه خان شيخون أحد أهم عقد المواصلات بين ريف حماه وريف إدلب، ولأنّ إعادة بسط سيطرة الجيش العربي السوري على مدينة خان شيخون يعني اقتراب هذه الوحدات من معسكري وادي الضيف والحامدية التي لن تكتفي بالدفاع مع بدء وصول طلائع الجيش العربي السوري الى محيطهما وهو أمر كان متوقعاً أن تشرع وحدات الجيش السوري البدء به بعد سيطرة الجيش على مدينة مورك.

كذلك لا بد من الإشارة الى المتغيرات في محيط مطار ابو الضهور لجهة بدء قيام وحدات حماية المطار بعمليات توسع وانتشار في القرى المحيطة وهو أمر يحصل في دير الزور أيضاً وكذلك في الحسكة والقامشلي، ما يعني أنّ وضع الجماعات المسلحة لم يعد كما كان عليه سابقاً.

معركة ريف إدلب ستكون في المرحلة القادمة مع جبهة النصرة بشكلٍ أساسي بعد أن استطاعت جبهة النصرة تفكيك اكبر الجماعات في سورية وهي "جبهة ثوار سورية" التي غادر متزعمها جمال معروف الى تركيا، ولمن لا يعلم فإنّ جبهة النصرة هي الجماعة التي كانت تسيطر على اغلب ريف حماه الشمالي والتي لم تستطع الصمود بمواجهة زحف الجيش العربي السوري، وهذا يعني أنّ المعركة عندما تتخذ القيادة اسورية قرار بدئها فلن تكون صعبة وطويلة، وهذا لا يعني أيضاً انها ستكون معركة أيام فقط.

في ريف دمشق تحولات ملفتة للنظر حيث باشر الجيش العربي السوري مجدداً الإحتكاك بالجماعات المسلحة في داريا وخان الشيح وهذا يعني ان قرار تنظيف الريف الجنوبي لدمشق مع امتداد ريف الكسوة قد بدأ، وهي مرحلة تتماهى من حيث النتيجة مع ما يجري في أغلب أرياف المدن السورية.

في الجنوب السوري وتحديداً في الشيخ مسكين يبدو أنّ إعادة التموضع والإنتشار التي نفذها الجيش سابقاً قد أدّت الغرض منها حيث استعاد الجيش المبادرة وباشر بتنفيذ عمليات إعادة سيطرة على الشيخ مسكين والعديد من المواقع في منطقة درعا، ومن معالم سيطرة الجيش العربي السوري قدرته على التحكم بجذب الجماعات الى بقع الإشتباك والتعامل معها بخطط معدة بإحكام تهدف الى تفكيك خطوط وتجمعات الجماعات المسلحة وإضعافها في مواقع محددة لإستنزافها وهي في حركة المسير والإنتقال والتموضع، وهو أمر تكرره هذه الجماعات بغباء منقطع النظير رغم الدعم اللا محدود لهذه الجماعات من قبل "إسرائيل".

جبهة ريف دمشق ليست بعيدة أبداً عن هذه الأجواء فالمعارك تسير فيها لمصلحة الجيش العربي السوري الذي يتقدم إما بالقضم أو بعمليات سريعة متحركة تؤدي الى الإخلال بواقع الميدان لمصلحة الجيش على حساب الجماعات المسلحة.

أمر آخر بدأ الجيش العربي السوري بتنفيذه في الغوطة الشرقية وتحديدأ في زبدين هذه الأيام من خلال فتح ممرات آمنة للمواطنين الذي باتوا يتعرّضون لمضايقات من قبل المسلحين تصل حد السجن والتهديد بالقتل.

هذه الوقائع الميدانية المتسارعة تترافق مع انهيارات للجماعات المسلحة بنتيجة الإشتباكات الداخلية فيما بينها ونفور الأهالي في نقاط سيطرة هذه الجماعات من تصرفاتها ما يضع المزاج العام للمواطنين في حالة مغايرة للسابق لجهة الجنوح الى مشاريع المصالحة الوطنية، وهو أمر لا يقل أهمية عن الحسم العسكري كونه يؤدي الى نفس النتيجة بفارق الحد من هدر الدماء والدمار.

إنّ حسم الجيش العربي السوري للمعارك الكبرى، وهو أمر نتوقع حدوثه خلال اشهر قليلة، سينقلنا الى المرحلة النهائية للحرب وهي مكافحة الإرهاب عبر إجراءات المتابعة والملاحقة للمجموعات الهاربة والمتشردة، هذه المعركة التي ستتم بشكل أساسي في الأرياف الصعبة والمعقدة التضاريس والكثير من الأماكن التي تشكل ملاذات آمنة لهذه الجماعات.
في كل الأحوال إنّ معالم التسوية بدأت تحضر بقوة ولكنها مشروطة بمدى خروج هذه الجماعات من أوهامها السابقة والقبول بالموازين الجديدة التي عمل ويعمل الجيش العربي السوري على إحداثها.

سلاب نيوز

الوسوم (Tags)

سورية   ,   الجيش   ,   السوري   ,   المسلحين   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz