دام برس :
قبل أن تهدأ موجة الانتخابات الرئاسية بدأت السلطات السورية إحصاء مكاسب تتخطى إعادة انتخاب الرئيس بشار الأسد، من منظور رسمي بدا مشهد الإقبال الكثيف للناخبين إنجازاً كبيراً للحكومة مع دخول الحرب عامها الرابع، من دون تجاهل غياب 40 بالمئة من السكان عن الاستحقاق كما تدعي المعارضة.
لكن الوصول إلى واقع الثالث من حزيران/يونيو سبقه عام عنوانه الأول تعديل الميزان العسكري؛ فمسلحو المعارضة وصلوا حتى حدود دمشق... من تأجيل تأمين استحقاق كالانتخابات في حدوده الدنيا على الأقل، ركز الجيش السوري على إبعاد الخطر المباشر عن العاصمة، فكان التقدم في الغوطتين.
عملت القوات السورية أيضاً على استعادة السيطرة على معظم المدن الكبرى، وأحكم الجيش السيطرة على الأحياء الغربية لمدينة حلب التي باتت مقراً لنزوح عدد من سكان القسم الشرقي، أما معركة القلمون وقبلها القصير التي شهدت حضوراً انتخابياً لافتاً فشكلت البداية لاستعادة التوزان الميداني.
أما الساحل السوري الآمن بشكل شبه كامل بالرغم من معركة الأنفال في الريف، فتحول مركزاً لايواء عدد كبير من نازحي ريف دمشق وحلب وادلب.
إلى جانب الحسم العسكري اتبعت الحكومة سياسة التسويات في بعض المناطق ورسمت طريقاً للمصالحات توج مؤخراً في حمص القديمة، هكذ تحولت "عاصمة الثورة" كما تسميها المعارضة إلى مدينة تستقبل الناخبين وسط الأنقاض..
ولعل أبرز نتائج الحرب التي ترجمت نفسها على ما يبدو في أقلام الاقتراع تجلت في انحسار الخيارات بين تطرف يغذيه الخارج ونظام يقر بحاجته للإصلاح من الداخل.
الميادين