دام برس_متابعة_عمارابراهيم :

كتبت الاندبندنت البريطانية مقالا حول الأوضاع في سورية حت عنوان “هدنات صغيرة بين العناصر المشكلة لحرب طويلة في سوريا”

وفي تحليل للكاتب باتريك كوبيرن بعد زيارة لسوريا مطلع الشهر الجاري وجد الكاتب أن الدوألة السورية باتت أكثر سيطرة على الأوضاع أكثر من أي وقت سابق منذ بدء الحرب. ويوضح كوبيرن ان رياح التغيير التي بدأت في الشرق الأوسط تغير اتجاهها حاليا على ما يبدو بعيد مفاوضات جنيف الثانية بين الدولة السورية وفصائل المعارضة.

ويوضح كوبيرن أن من دلائل هذا التغيير هو ما جرى في اجتماع قادة المخابرات في السعودية والولايات المتحدة مؤخرا والذي تم فيه إبعاد رئيس المخابرات السعودية بندر بن سلطان عن مهمة قيادة الملف السوري واسنادها إلى وزير الداخلية المعروف بصداقته للولايات المتحدة وعداءه للقاعدة.

وبحسب الكاتب فإنه يرى أن سبب التغيير هو الفشل الذريع لبندر في انجاز أي شيء، وهو ما تمثل في فشل مفاوضات جنيف الأخيرة حيث كان السؤال هو لماذا تقدم الدولة السورية تنازلات وهي غير مضطرة لذلك حيث أنها تحظى بدعم عسكري من كل من روسيا وإيران وحزب الله وهو الدعم الذي ينبغي أن يتوقف حتى تتراجع سورية عن موقفها.

لكن كوبيرن يعلق قائلا إن روسيا بعد التطورات الأخيرة في أوكرانيا أصبحت تخشى من فقدان صيتها كدولة عظمى إذا تعرضت لأزمة أخرى في سوريا. ويقول كوبيرن إن المعارضة السورية في الوقت ذاته لازالت متفرقة ومشتتة لدرجة أن بعض الفصائل دخلت في هدنة مع قوات الجيش السوري في بعض المناطق مثل الغوطة الشرقية دون تنسيق مع بقية الفصائل وهو ما يؤكد أن فصائل المعارضة بشكل أوسع في مرحلة تراجع عسكري حيث يسيطر الجيش الوري على أغلب المناطق عالية الكثافة السكانية وأغلب الطرق الرئيسية بينما تسيطر المعارضة على جيوب في حمص ودمشق والمناطق الريفية المحيطة بهما وهذه الجيوب تتعرض لضغط كبير من قبل الجيش السوري الذي يضيق عليها الخناق بالتدريج.

ويعود كوبيرن لموضع الإدارة السعودية للملف السوري فيوضح أن التغيير الذي حدث بإسناد الملف لمحمد بن نايف حيث يتولى دعم وإمداد المعارضة السورية بالأسلحة والأموال يعد ثاني أكبر التحولات خلال مطلع العام الجاري. ويوضح كوبيرن قائلا إنه بهذا التغيير فمن المرجح أن قوات المعارضة السورية المدعومة سعوديا مثل "الجيش الحر" سوف تقاتل في جبهتين في وقت واحد ضد الجيش السوري  السوري وضد المقاتلين الإسلاميين المتعاطفين مع تنظيم القاعدة وهو التنظيم الذي يعاديه بن نايف بشكل علني.