دام برس :
نشرت وسائل الإعلام خبراً هاماً عن زيارة وفد من حزب البعث العربي الاشتراكي في سورية بقيادة الرفيق عبد الله الأحمر إلى كوريا الديمقراطية. عبد الله الأحمر التقى زعيم كوريا وأهداه سيفا دمشقيا، والزعيم الكوري قال إنه يتطلع إلى لقاء الرئيس بشار الأسد.
هذا النوع من الأخبار هو من أسباب الحرب الأميركية على سورية, العلاقات السورية-الكورية بلا شك تثير جنون الولايات المتحدة.
كوريا الديمقراطية لديها صواريخ يبلغ مداها آلاف الكيلومترات، والآن كوريا تملك التقنية اللازمة لتركيب رؤوس نووية على هذه الصواريخ، نظريا لا يوجد شيء يمنع كوريا الديمقراطية من تزويد سورية بمثل تلاك الصواريخ.
تخيلوا إن وصلت إلى سورية صواريخ نووية يبلغ مداها آلاف الكيلومترات, هذا يعني نظريا أن سورية ستصبح قادرة على ضرب معظم العالم الغربي بصواريخ نووية.
طبعا سورية ليست لديها نوايا كهذه, و أصلا الحصول على هكذا صواريخ سيزيد من عداوة الغرب لسورية، ولكنني فقط أشرح الآفاق النظرية للعلاقة السورية-الكورية.
هذه الآفاق هي خطيرة ومرعبة بالنسبة للغربيين ولهذا السبب تطور العلاقات السورية-الكورية هو أمر مزعج للمحور الأميركي، والخبر الذي ظهر اليوم هو ليس خبرا سارا لهذا المحور.
لا أدري إن كان هناك هدف محدد من زيارة عبد الله الأحمر إلى كوريا، ولكن من الممكن نظريا أن هذه الزيارة هي جزء من الرد على الغارات الإسرائيلية على سورية.
كوريا يمكنها أن تزود سورية بالكثير من التقنيات العسكرية، خاصة في مجال الصواريخ كما أن لهذه الزيارة معنى سياسي واضح فيما يتعلق بالعلاقات الأميركية-السورية. وهي رد سوري على الموقف الأميركي الرافض لإعادة العلاقات مع الحكومة السورية.
القيادة السورية تريد أن يوجه رسالة للأمريكان تقول أنكم خسرتم في سورية وأن كوريا الديمقراطية صار لها حليف وثيق على ساحل البحر المتوسط.
القيادة السورية رفضت قبل الحرب على سورية أن تقطع العلاقات مع إيران وكوريا
القيادة السورية لا يمكن أن تقطع علاقاته مع دولة معينة بسبب الضغط الأميركي. هذا النهج المصلحي الذي اتبعته سورية تاريخيا هو من الأسباب التي تجعل حلفاء سورية يتمسكون بها.
لو أن سورية هي من النوع الذي “يذهب مع الريح” لما كان حلفاؤها تمسكوا بها بهذه القوة, هذا الكلام ينطبق خاصة على روسيا والصين. لو أن الروس والصينيين يشكون في ثبات النظام السوري على مصالح بلاده الإستراتيجية لما كانوا استخدموا الفيتو ثلاث مرات في وجه أميركا دفاعا عنه.
هناك في العالم النامي الكثير من الأنظمة التي تقدم المصالح الأميركية على مصالح بلادها, الروس والصينيون لا يمكن أن يورطوا أنفسهم في حرب مع أميركا دفاعا عن أنظمة على شاكلة هذه الأنظمة، ولكن سورية تاريخيا هي ليست من هذه الأنظمة.
أوقات الشام