دام برس - أ. ز :

هل يعقل أن يمر ماتقترفه المجموعات الإرهابية المسلحة وجبهة النصرة من جرائم لا تمت للأفعال الإنسانية بصلة  مرور الكرام على الشاشات الشريكة بسفك الدم السوري ؟ ولا تتساءل لماذا التمثيل بالجثث ؟ ففي اعترافات الإرهابيين ومنهم أحمد علي أحمد غريبو مفتي المجموعات المسلحة بريف دمشق الذي قام بإصدار فتاوى للمجموعات المسلحة تبيح لها القتل والذبح والتي على أساسها ارتكبت العديد من الجرائم بحق أبناء الوطن من مدنيين و عسكريين ومثلت بجثثهم وتفننت بذلك . وروى غريبو ما كانت تقوم به المجموعات المسلحة في ريف دمشق من اعتداءات وجرائم بالأموال والأسلحة التي كانت تتلقاها من الخارج وخاصة من السعودية واستقدامها مرتزقة من دول عربية .
حيث كانوا يقتلون بشكل غير طبيعي ويمثلون بالجثث وقتلوا العديد من الأشخاص وألقوا جثثهم في الصرف الصحي وفي حاويات القمامة وبعضهم قام  بالتمثيل بجثثهم سواء قطع الأيدي أو الأعضاء أو تشويه الرأس بما يتنافى مع التعاليم الإسلامية .
وهذا كله بأمر من تنظيمي القاعدة وما يسمى جبهة النصرة في سورية ، هذان التنظيمان التكفيريان  اللذان يؤمنان بالطائفية ويستحلان الدماء وليس عندهما مشكلة بقتل المدنيين خلال عملياتهم ، وكان المنفد والموعز شخص اسمه أبو طلحة ، الذي أكثر إقامته كانت في حلب ومهمته كانت الخروج إلى تركيا وجلب الشباب من تونس والجزائر وليبيا وتهريبهم عن طريق إدلب وإيصالهم إلى السيدة زينب وتسليمهم إلى أبو أيمن وأبو أحمد اللذين يوزعانهم على المجموعات المنتشرة في ريف دمشق ويؤمنان المأكل والمسكن والمشرب لهم ، وأن أبو طلحة يحمل الفكر التكفيري ويعتقد أنه يجب القضاء على العلمانية في سورية وعلى فكر حزب البعث وهم كانوا جميعاً لا يؤمنون بالمصالحة أو الحوار وإنما بمبدأ القتل والتدمير فقط  
والمتابع لتطور الأحداث يستطيع أن يشاهد على شبكات التواصل  الاجتماعي  لقطات مريعة مما يجري في سورية الجريحة  وكأن القتل والتخريب والتدمير المنهجي الذي تتعرض له سوريا لا يشفي ظمأ القتلة ومصاصي الدماء ومن يمولهم من الخارج . فمن مشاهد صلب الجندي السوري عاريا على الأرض حيث يأتي أحد الملتحين مكبرا مهللا ويقوم بقطع أعضاءه  التناسلية  ثم يقوم بتقطيع يديه ورجليه  إلى مجموعة من " المجاهدين" يقطعون رأس طيار سوري ويشوونه على موقد . كما بلغت الوحشية والإجرام بقيام أحد الإرهابيين المدعو خالد الحمد وهو أحد قادة ما يسمى كتيبة "عمر الفاروق" في منطقة القصير بقيامه بتقطيع جثة أحد الجنود و انتزاع اعضاء من جسده.
  وفي مشهد أخر يظهر مجموعة من الإرهابيين يقرأون حكم الاعدام على جنود سوريين مقيدي الأيدي الى الخلف، ومعصوبي العينين، يجلسون القرفصاء، ويقوم "مجاهد" بإطلاق رصاصة على مؤخرة رأس كل منهم من مسدس بيده اليسرى . والأمثلة كثيرة ومرعبة .
فأيّ دين وأيّ قانون، يبيح قتل الأسير حتى بدون تعذيب وبدون تمثيل بالجسد؟ وأية ثقافة يحملها القتلة الذين يتلذذون بقتل إخوتهم وأبناء شعبهم؟ وما هو رأي الدول التي تموّل القتلة بالسلاح والمال من هكذا جرائم؟ وهل قادة هذه الدول شركاء في الجريمة أم ماذا؟
فكلّ الشرائع وفي مقدمتها الدين الاسلامي، تحرّم قتل الأسرى، وكذلك القانون الدولي، ولوائح حقوق الانسان، أمّا التعذيب والقتل البطيء والتمثيل بالجثث فهو حرام دينيا وعرفيا  وقانونيا وانسانيا.
كل هذا الإجرام والحقد اثبت انه بدعم وتمويل من جهات عربية وأجنبية كلها تصب في ضمان أمن اسرائيل وما هي إلا تحقيق لأجندات خارجية  استعمارية وصراعات دولية تهدف الى اعادة تقسيم المنطقة وتجزئتها من جديد، تنفيذا لمشروع الشرق الأوسط الجديد، ولتصفية القضية الفلسطينية لصالح المشروع الصهيوني.
حيث ثبت من خلال السنتين الماضيتين وما تخللهما من تدمير وقتل مريعين، أنه لا يمكن حسم الصراع بالقوة العسكرية، وأن لا حلول الا من خلال الجلوس على طاولة الحوار الوطني للحفاظ على سوريا، ولحقن دماء الشعب السوري، وهذا يتطلب خروج المرتزقة والتكفيريين  من غير السوريين واعادتهم الى بلدانهم .